تحت عنوان "المرض يتسبب فى تراجع الاقتصاد البريطانى مع عدم شغل الوظائف الشاغرة"، ألقت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تأثير اعتلال الصحة على نمو الاقتصاد بعد تقرير لمكتب الإحصاء الوطنى يظهر تأثر سوق العمل مع ارتفاع مستويات عدم النشاط بسبب تراجع الصحة.
وقالت الصحيفة إن أحدث أرقام سوق العمل تظهر أن "بريطانيا بالفعل هى رجل أوروبا المريض"، وبالطبع هذه التقارير تثير قلق حكومة ريشى سوناك، التى تواجه إضرابات من قبل الأطباء والممرضين تستمر خلال الأشهر المقبلة.
ويشير أكثر من 2.5 مليون شخص غير نشيطين اقتصاديًا إلى المرض طويل الأمد على أنه سبب عدم بحثهم عن وظيفة - والعدد يرتفع بشكل حاد.
وتُظهر بيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية أن العدد الإجمالى للأشخاص غير النشطين بسبب اعتلال الصحة ارتفع بأكثر من 150 ألفًا فى العام الماضى و89 ألفًا فى الأشهر الثلاثة حتى فبراير.
وأوضحت الصحيفة أن الاتجاه التصاعدى يعكس التأثير المستمر لوباء كورونا، كما أنه يعكس التأثير على الاقتصاد، فعلى الرغم من انخفاض معدل الخمول بشكل عام نتيجة لزيادة عدد الشباب العاملين - لا يزال هناك أكثر من مليون وظيفة شاغرة.
ووفقا لجين جراتون من غرف التجارة البريطانية، فإن الوظائف الشاغرة تمثل عبئًا على الشركات، مما يمنعها من تولى أعمال جديدة ويؤدى إلى زيادة الضغط على الأجور. يبلغ نمو أرباح القطاع الخاص السنوية أقل بقليل من 7%.
وتضيف الصحيفة أنه من الناحية المثالية، يرغب رئيس الوزراء، ريشى سوناك، ووزير الخزانة، جيريمى هانت، فى جعل هيئة الخدمات الصحية الوطنية تعمل بأقصى سرعة لتقليل الإعداد القياسية للأشخاص الذين ينتظرون العلاج فى المستشفى ووصل الرقم فى إنجلترا وحدها، لأكثر من 7 ملايين.
ولكن فى الواقع،تضيف الصحيفة، العكس هو ما يحدث، حيث ستؤدى الإضرابات حول الأجور والظروف إلى قوائم انتظار أطول، مما يجعل من الصعب تقليل عدد الأشخاص غير النشطين بسبب المرض طويل الأمد.
قال بن هاريسون، مدير مؤسسة العمل فى مركز أبحاث جامعة لانكستر: "وجدت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية مؤخرًا أن المملكة المتحدة عانت من أكبر انخفاض فى مشاركة القوى العاملة فى أى اقتصاد من دول مجموعة السبع منذ الوباء".
وقال تونى ويلسون، مدير معهد دراسات التوظيف: "الأرقام المتعلقة باعتلال الصحة على المدى الطويل مقلقة بشكل خاص، حيث ترتفع مرة أخرى فى أحدث البيانات إلى ذروة جديدة تزيد عن 2.5 مليون. هذا ما يدفعه بشكل خاص الأشخاص الذين يظلون خارج العمل لفترة أطول، بدلًا من ترك المزيد من الأشخاص للعمل".
وأضاف "لذلك نحن بحاجة إلى التركيز بشكل خاص على كيفية مساعدة أولئك الذين يرغبون فى العمل على العودة - من خلال دعم التوظيف المتخصص، والوصول السريع إلى الخدمات الصحية والتوظيف الشامل والدعم فى مكان العمل."
وأوضحت الصحيفة كان الحد من قوائم انتظار هيئة الخدمات الصحية الوطنية كان أحد التعهدات السياسية الخمسة التى قدمتها سوناك للناخبين فى بداية العام، وسيؤدى صيف من الإضرابات إلى صعوبة الوفاء بهذا الوعد. كما أنه سيجعل من الصعب تحقيق أحد أهداف رئيس الوزراء الأخرى: إعادة الاقتصاد إلى النمو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة