صدر عن بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة العدد "44" من مجلة "القوافي"، الشهرية التي تهتم بالشعر الفصيح، وجاءت افتتاحية العدد تحت عنوان "التأمل والتجريب في إبداع الشعراء"، جاء فيها: "الشعر تجريب وعلاقة فاعلة بين الشاعر ونصه، وليس مجرد نظم يخلو من الروح التي تشكل حركة الكلمات بين القصائد، وتبعث فيها حياة أخرى من التنويعات الموسيقية ودفقات الخيال، وجمال الصورة والتأمل الدقيق لمجريات الحياة؛ فهناك عمليات اندماج طبيعية تحدث بين اللغة وفكر الشاعر، وهو ما يكشف الجمال الحقيقي في طبيعة الشعر، ويولد هذا الإحساس الملموس بعظمته وضرورته في الحياة. وقد جارى النقد عبر الزمن الأشكال الشعرية، فتكوَّن المصطلح النقدي، ليصل إلى ذروته ومبتغاه؛ وهو ما تستشرف به "القوافي" موضوعاتها في هذا العدد، عبر مقاربة تربط الماضي بالحاضر، وتبرز كذلك، الحاجة الحضارية إلى تطور الاتجاهين في النص الشعري، والأداة النقدية."
أما إطلالة العدد فقد جاءت تحت عنوان: "مصطلح النقد الشعري.. سيرته ومبتغاه”، وكتبها الشاعر الدكتور أحمد الحريشي، وفي باب "مسارات" كتبت الشاعرة الدكتورة حنين عمر عن "دلالات العيد في قصائد الشعراء"، وتضمن العدد حوارا مع الشاعر المغربي إدريس زايدي، وحاوره الإعلامي محمد نجيب محمد علي.
وفي استطلاع العدد استعرضت القوافي آراء عدد من الشعراء حول "الطبيعة ومفرداتها.. تساؤلات في قصائد الشعراء"، وفي باب "مدن القصيدة" كتب محمد العساوي عن مدينة بلنسية تحت عنوان: "بلنسية.. بستان الأندلس وحصنه ومنارته "، وتضمن باب “أجنحة” حوارا مع الشاعر السوداني الشاب ياسر عبدالقادر، وحاوره الإعلامي هشام أزكيض.
وتنوع قطاف "أصداء المعاني" بين حدث وقصيدة، ومقتطفات من دعابات الشعراء، و" قالوا في..."، وكتبها الإعلامي فواز الشعار، وفي باب "مقال" كتب االدكتور محمد زيدان عن " السياق وبلاغته في القصيدة العربية المعاصرة"، كما كتبت الناقدة موج يوسف عن " الشعراء ومنتصف العمر.. الذات المغتربة ".
و في "باب"عصور” كتب الشاعر سامح محجوب عن الشاعر عمرو بن كلثومء تحت عنوان : " عمرو بن كلثوم.. والبعد الآخر في معلقته "، في باب "نقد" كتب أحمد حسين حميدان عن: "الصُّبح.. مجاز الشعراء في البشرى والبهجة"، وفي باب "تأويلات" قرأ الدكتور سلطان الزغول قصيدة "قافية تنسلُّ من الغيم"، للشاعر آمدو علي، كما قرأ أ.د. جاسم محمد جاسم المعاناة في قصيدة "روح الأبوة" للشاعر جاسم الصحيح.
أما في باب "استراحة الكتب"، فقد دوَّن الدكتور خليف غالب رؤاه النقدية حول ديوان "ما لم يقله ناي"، للشاعر العباس محمد، وفي باب " الجانب الآخر، كتب الأستاذ عبدالعزيز الهمامي عن "شعراء اشتهرت قصائدهم وغابت أسماؤهم".
وضم العدد قصائد شعرية مكتنزة بالشعر والدهشة، تنوعت مواضيعها وأفكارها وصورها بتنوع ثقافات ورؤى وبيئات شعرائها، و جموح أخيلتهم.
واختتم العدد بحديث الشعر لمدير التحرير الشاعر محمد عبدالله البريكي تحت عنوان: " إنسانية الشعر"، وجاء في مفتتحه: " يرى الشاعر ما لا يراه النّاس، ويعرف بحاراً ويلمس أشياء في الفراغ، ويعيش إنسانية الشعر، ككائن مشدود إلى خيمة ملأى بالأسرار، فيستريح تحت غطائها ويعود إلى ناي صغير، ليعيد ترتيب لحن غير مرتبك، فيلمس شواطئ ويصعد إلى نجوم، ويهبط على جبال ويحاور نسمة، ويملأ وعاء الشعر بالأصداح الجديدة؛ فالشمس عنده ليست في مرمى المغيب، لأنه يراها مشرقة دائماً تطلع من نهار القصيدة، ليزداد الشاعر إنسانية فيصل إلى الوجوه الجميلة ويبتسم للرفقة الناضرة".