طاسة الخضة فى سوق الكانتو.. وعاء التداوى من الخوف والمرض عند العرب

الأحد، 02 أبريل 2023 09:00 م
طاسة الخضة فى سوق الكانتو.. وعاء التداوى من الخوف والمرض عند العرب سوق الكانتو
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت أحداث مسلسل سوق الكانتو سقوطًا مفاجئًا للحاج حسنين القماش فى السوق بينما كان فى الدكان ليذهب به صبيانه فى المحل إلى البيت ليرقد فى فراش المرض، متذكرا الراحلين من أهله ومنهم أخوه قاسم مستدعيا طه القماش وطالبا حضوره وهنا تطلب سلوى عثمان من ابنتها أن تحضر له طاسة الخضة فيشرب منها شربة ويكمل كلامه، فهل طاسة الخضة شيء حقيقى؟

الحقيقة أن طاسة الخضة التى شاهدها الجمهور فى المسلسل عبارة عن وعاء معدنى به ماء وهو كذلك بالفعل فى الحقيقة وقد جرى استخدامها فى حالات الخوف والمرض الشديد، وتعرف ببلاد الشام، بطاسة الروع أو الرعبة فى الشام وهى وعاء معدنى صغير بداخله نصوص قرآنية أشهرها آية الكرسى والمعوذتين وبعض الزخارف كالنباتات والأشكال الأخرى.

تُصنع طاسة الخضة عادة من المعدن ويكون أغلاها ثمناً تلك المصنوعة من الفضة وقد استخدمت فى الطب العربى الشعبى وأصل هذا المعتقد، أى الاعتقاد الشرب من وعاء كتب به نصوص مقدسة للتداوى من الخوف، يعود إلى الحضارات القديمة فى بلاد ما بين النهرين حيث وجد الأثريون أمثلة لها يسمونها بالطاسة السحرية.

ولا يقتصر استخدامها على التداوى من الخوف والرعب، وإن كان أشهر استخدام لها حيث يعمد الناس، حين يُصاب أحدهم بالخوف نتيجة لخبرِ أو حادثِ ما، إلى ملء الوعاء بالماء وسقيه إياه اعتقاداَ منهم بأن الماء الذى لامس الآيات والنصوص المقدسة سيهدئ من روع المصاب.

وقد يقومون أيضاً بترك الوعاء ليلاً، بسماء مقمرة، وعلى عتبة باب الدار، وإضافة سبع حباتٍ من التمر أحياناً لشرب الماء فى الصباح وهنا يظهر ارتباط طاسة الرعبة بالطَاس السحرى الأثرى وأسطورته فى بلاد ما بين الرافدين ومجمل الحضارات السالفة ببلاد الهلال الخصيب وبعلاقته بالإله سين رب القمر الأكادى والعربى الجنوبى وسلفه الإله نانار السومري.

إضافة إلى ذلك يستخدمها البعض للاستحمام، وتاريخياً، كان أهل الحجاز يستخدمون أحياناً ماء زمزم كقيمة مضافة، وعلى الرغم من نهى بعض فقهاء الإسلام الحنابلة عن استخدامها، إلا انها لازالت شائعة بكثير من الأماكن.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة