دائما سيناء في قلب مصر والمصريين على مر العصور والتاريخ، فما رأيناه جميعا أعقاب ثورة 30 يونيو يكشف مدى الخطر والإنجاز الذى تحققا على أرض الفيروز، فالخطر عندما كان هناك مسرح للعمليات الإرهابية على أرضها وتوجيه سموم الإرهاب للقضاء على كل جميل فيها، أما الإنجاز الذى يشبه المعجزة كان بعد قرار إطلاق المشروع القومي المتكامل لحماية وتنمية سيناء على كافة المستويات.
لنرى ويرى العالم في ذكرى انتصار مصر بالعاشر من رمضان وزيارة الرئيس السيسى لشرق القناة أمس، عدة مشاهد تؤكد أننا أمام عبور جديد يجعلنا دائما نعتز ونفتخر بما حدث ويحدث في أرض الكرامة.
فمشاهد الاحتفال ورسائل الرئيس تؤكد أننا أمام عصر جديد من التنمية المستدامة داخل سيناء، وفي اعتقادى أن أعظم المشاهد كانت في الحديث الأبوي الذى دار بين الرئيس وجنود ومقاتلي قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب ومناقشة تفاصيل حياتهم، وكذلك رسالة طمأنة المصريين بأن مصر قادرة على عبور الأزمات في ظل حرب عالمية الآن على الأراضى الأوكرانية لها تداعيات كبيرة على اقتصاديات العالم أجمع، ليؤكد الرئيس من جديد أننا قادرون فمثلما استطعنا عبور أزمات سابقة في إشارة إلى الحرب على الإرهاب وكذلك أزمة كورونا.
وما أسعدنا رسم لوحة وطنية تعكس وحدة الصف والتكاتف عندما تجمع مشايخ قبائل سيناء وإهدائهم سيف القبائل للرئيس، غير أنها بمثابة رسالة قوية إلى أهل الشر ومن يمولونهم بأنه لا مستقبل للإرهاب.
وما يحدث في سيناء الآن من تعمير وتنمية أمر مقدر بعد أن تم ضخ استثمارات من قبل الدولة بمئات المليارات لإنشاء مشروعات بنية تحتية من كبارى وأنفاق وطرق وكهرباء ومياه وغيرها من المشروعات التي غيرت وجه الحياة في أرض الفيروز وبعثت الأمل نحو مستقبل مشرق يحمل الرخاء لأهالينا في سيناء ولأهل مصر كلها بعد النجاح في ربط سيناء بمدن القناة وإقامة مجمعات عمرانية حديثة تُساهم في شغل الصحارى الشاسعة، وهو ما أتاح المجال بقوة لتحقيق هذه التنمية والتعمير وتعزيز الانتماء والمواطنة في أرض الفيروز، خاصة أن حديث الرئيس أكد على ضرورة بناء الإنسان وتوفير كل سبل العيش الكريم له على الأصعدة كافة، تنفيذا لاستراتيجية الجمهورية الجديدة القائمة على بناء الدولة والإنسان معا، ليؤكد كل هذا أن الدولة بالفعل تضع أولوية قصوى للأمن بمفهومه الشامل على المستويين الوطني والإقليمي لتحقيق التنمية المستدامة لضمان الأمن الغذائي والمائي وأمن الطاقة والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وتأمين الحدود المصرية ومكافحة الإرهاب، غير أن المؤسسات الدولية اهتمت وسلطت الضوء على ما تحقق على أرض سيناء ووصفته بالإعجاز التنموى.
وأخيرا.. ما رأيناه يؤكد قطعا نجاح الدولة المصرية في المزج بين معادلة الأمن والتنمية وترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع..