تترقب الولايات المتحدة بقلق تعرضها لفيضانات وأعاصير لها سرعة طويلة عقب العاصفة العنيفة التي تضرب أجزائها الجنوبية والغربية، وقتلت نحو 31 شخصا وأصابت العشرات في أحدث إحصاء صدر اليوم.
وأوضح الخبير البيئي الدكتور دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي (جمعية للتوعية بالبيئة مقرها بيروت)، لموقع "سكاي نيوز عربية" أسباب هذه العاصفة، وعلاقتها بتغير المناخ، وما قد يتبعها الأيام المقبلة، وقال إن "تكرار العواصف والأعاصير في الولايات المتحدة يرجع عموما إلى التغيرات المناخية الحادة التي يتعرض لها العالم، يضاف لذلك أن الولايات المتحدة محاطة بالمحيطات، ولذلك تتحرك كتل هوائية ضخمة من المحيطات نحو اليابسة".
وأضاف "المحيطات التي كانت لها قدرة كبيرة جدا على استيعاب الحرارة لم تعد قادرة على ذلك بسبب ارتفاع درجة حرارتها، وهو الأمر الذي له تأثير كبير جدا على الظواهر المناخية".
وتابع "من المتوقع حدوث فيضانات عقب هذه العواصف، وحدوث الفيضانات قد يكون سمة مستقبلية كنتيجة لتطرف التغيرات المناخية."
وأوضح ان "زيادة الاحترار العالمي يسهم بشكل كبير في تطرف الظواهر المناخية كالأعاصير والعواصف، وسيزداد الاحترار إذا ظل هناك تزايد في استخدام الوقود الأحفوري"، مشيرا إلى أن "الكتل الهوائية لم تعد قادرة على امتصاص الاحترار العالمي، ما يجعل الأزمة تتفاقم في ظل غياب استراتيجية عالمية موحدة لمواجهة التطرف المناخي"، مبينا أن "التوزيع البيئي الطبيعي للكتل الهوائية المشبعة بالرطوبة يتأثر بسبب هذه التغيرات، وبالتالي تجد مناطق تتعرض لفيضانات حادة ومناطق أخرى تتعرض لنوبات جفاف حادة".
وحذر مركز التنبؤ بالعواصف من أن بعض الأعاصير المتوقعة يمكن أن تقطع مسافات طويلة، وقبل أيام، قطع إعصار مسيسيبي مسافة 94 كيلومترا، واستمر لنحو ساعة و10 دقائق، وهي فترة زمنية طويلة غير معتادة للأعاصير، وقال مسؤولون إن الإعصار ألحق أضرارا بنحو 2000 منزل.