حكايات من الواحات.. ينابيع الماء المسحورة لا ينضح ماؤها إلا لمن يزورها.. تقع فى أعلى نقطة من أرض السرو بمحمية الصحراء البيضاء.. بئر رومانية عتيقة ماؤها نقى ويتجدد من طبقات تربة إسفنجية تتأثر بالمشى فوقها.. صور

تزخر الحراء الغربية التى تقلع أغلب مساحتها بنطاق محافظة الوادى الجديد بالعديد من الأسرار والخفايا والعجائب التى يصعب تصديقها إلا من خلال الرؤية والمعايشة الحقيقية، وهو ما يبحث عنه هواه السفارى والرحلات البرية والتخييم حيث تمتاز الصحراء الغربية بتضمنها عدة مواقع فريدة من نوعها من حيث التكوين الجيولوجى والتنوع البيئى ومع تزايد أهمية تلك المناطق وتعرضها لخطر الاندثار والتعدى جرى الإعلان عن أكثر من محمية طبيعية فى صحراء الوادى الجديد ومن أهمها محمية الصحراء البيضاء والتى تشمل هى أيضا عدد من المعالم العجيبة التى تأخذك لعالم آخر من الجمال والاستمتاع بالطبيعة الخلابة.

ومن تلك المعالم العجيبة فى المحمية ينابيع المياه السحرية والتى تقع فى وادى السرو وتحديدًا فى أعلى نقطة عن سطع الأرض حيث تنتشر أشجار النخيل فى محيط ينابيع المياه التى تنحدر من المرتفع إلى الوادى المنخفض فى جداول تم إنشائها منذ عصور الرومان والبطالمة وحتى الآن لم تجف تلك الينابيع وربما ينقطع ماؤها مع انسداد تلك الينابيع ولكن مع إعادة تطهيرها تتدفق المياه بطريقة سحرية فهى لا تنضح إلا لمن يزور المكان وفى حال عدم قدوم وافدين إلى تلك الينابيع تتوقف عن التدفق حتى تجف المياه فى احواضها ولذلك سميت بعين السرو السحرية والتى أصبحت من أشهر معالم محمية الصحراء البيضاء بالفرافرة.

وتقع عين السرو فى محمية الصحراء البيضاء، وتبعد عن مدينة الفرافرة بحوالى 45 كيلو متر شمال المدينة، ومياهها عذبة ونقية للشرب، وهى تضخ مياهها عندما يقترب منها اى كائن حتى لو كان طائرا أو حيوانا، ثم تجف ويفرغ من الماء إذا تركت مهجورة وذلك على مدار العام ومع انتشار معلومات عنها على مواقع التواصل الاجتماعى توافد عليها هواة السفارى وادرجت ضمن برامج منظمى رحلات السفارى وأصبحت مفتوحة لكل من يرغب فى زيارتها دون قيود أو عوائق، ومع توقف ضخ المياه من الينابيع لما يزيد عن عام ونصف تبين أن المناطق التى يتدفق منها الماء مسدودة وضعيفة بعد تزايد حفر الآبار فى محيط العين بحوالى 15 كيلو متر مربع حيث تم حفر أكثر من 120 بئرا زراعيا ضمن مشروعات التنمية بالمحافظة وهو ما شجع متطوعين من الشباب على استكشاف العين والبحث عن ينابيعها وبالفعل نجحوا فى تحويل مسار الماء فى جداول اكثر تدفقا فى حال ورود الزائرين إليها.

وقال رضا حمودة مرشد ومنسق رحلات سفارى بالوادى الجديد لـ"اليوم السابع" إن عين السرو من المعجزات الطبيعية التى لا تجدها فى مكان آخر سوى محمية الصحراء البيضاء حيث أنها تنضح لزوارها حتى لو كان حيوان كالجمل أو إنسان يسير على قدميه وهو ما أكسبها مميزات فريدة من نوعها حيث أن تلك العين قديمة منذ عهود الرومان وكانت المنطقة عامرة بالسكان ومع تعاقب السنين تحولت المنطقة إلى صحراء جرداء باستثناء تلك المنطقة والعجيب أن تدفق المياه ياتى من أعلى نقطة فى الربوة، مؤكدا على أن دراسات علمية أوضحت أن تكوين التربة فى هذا المكان من نوع خاص يشبه تكوين الإسفنج، بحيث تعمل كمخزن للمياه فى طبقات الأرض ومع اقتراب الحيوانات أو الإنسان تتحرك تلك الطبقات وتندفع منها المياه ومع الابتعاد عن المكان تعود طبقات الأرض لطبيعتها فتتوقف المياه عن التدفق مرة أخرى.

أحواض عين السرو القديمة

العين تجف بعد رحيل الأقدام عنها

العين تنضح المياه لكن يزورها

تدفق الينابيع من أعلى نقطة بالتل

توافد رحلات السفاري على عين السرو

جانب من أحواض عين السرو

جهود تطوعية للحفاظ على العين

عين السرو السحرية بالوادى الجديد

عين السرو تحظى بزيارة هواة السفاري

لافتة إرشادية عن عين السرو

مياه عين السرو صالحة للشرب

نخيل عين السرو العتيق

ويضيف حمودة أنهم يحرصون على الحفاظ على تلك العين العجيبة ضمن جهودهم التطوعية لنشرها على خريطة مصر السياحية والتعريف بقيمة وأهمية تلك العين كظاهرة تستحق الدراسة عن كثب حيث أنهم سبق وأن قاموا بحملة تطهير للعين وانشاؤا أحواضا جديدة لتتدفق ينابيع المياه إليها بديلاً عن المسار القديم الذى توقف وجف بعد أن أغلقت ينابيعه مؤكداً على أن عين السرو تحظى بخصوصية لا يحسها إلا من يزور المكان حيث الطبيعة الخلابة والاحساس بتدفق الماء خصيصا لك هو ما يشعرك بالراحة النفسية لأن أهم موارد بقاء الحياة تأتيك من باطن الأرض فى هذه الصحراء الشاسعة.