أسطورة صالح سليم نجم النادي الأهلي ورئيسه التاريخي مازالت عالقة فى وجدان الجميع ممن شاركوه فى الملاعب وأبهر النمسا بقدراته الفنية والبدنية خلال فترة وجيزة عاشها هناك جعلته منه أحد أشهر المحترفين المصريين فى أوروبا، خاصة أنه قدم الصورة المضيئة التي سعي من بعدها الكثيرون لتأكيدها.
ولد صالح سليم يوم 30 سبتمبر عام 1930 فى حى الدقى بالجيزة، والتحق بصفوف ناشئى النادى الأهلى عام 1944، وفى نفس العام انتقل إلى صفوف الفريق الأول وظل يلعب به حتى عام 1963، واحترف فى نادى جراتس النمساوى ثم عاد مرة أخرى للعب بالنادى الأهلى، وأكمل به مشواره الكروى حتى عام 1967 الذى أعلن به سليم اعتزاله.
وتعجب وقتها صالح سليم من العرض باعتباره لاعبًا تخطى عامه الثانى والثلاثين، ولكن ثقة مدربه به دفعته لقبول العرض في منتصف شهر أبريل من العام 1963، وبالفعل حزم حقائبه وسافر إلى النمسا بعد وداع مؤثر من زميله ورفيق رحلته عادل هيكل، حارس مرمى الأهلي المخضرم.
وعقد جراتز النمساوي مؤتمرًا فور وصوله، أعلن خلاله انضمام صالح سليم بعقد مدته 4 أشهر، وأبهر اللاعب المصري الأول الذي يخوض تجربة اللعب في الدوري النمساوي الصحفيين هناك بلباقته وإجادته التامة للإنجليزية والفرنسية والإيطالية".
لم يأخذ صالح سليم وقتًا للتأقلم وإظهار قدراته الفنية ففي أولى مشاركاته بقميص جراتز أمام فريق فرونلايتن سجل 4 أهداف بمفرده "سوبر هاتريك" وانتهت المباراة بنتيجة 14/1 وديًا.
واستطاع صالح سليم في مباراته الرسمية الأولى أمام فريق جراجس فورد، أن يسجل هدفًا في الوقت القاتل أهدى به الفوز لجراتز بعد أن ظل متعادلاً طوال اللقاء بهدف لمثله، ولكن القدرات الهجومية للفرعون المصري حسمت المباراة لتبدأ الانطلاقة نحو المربع الذهبي.
وبعد سلسلة النتائج الإيجابية التي حققها جراتز في بمشاركة صالح، كتبت الصحافة النمساوية عنه:" اللاعب الذي أخذ بيد ناديه إلى المربع الذهبي في الدوري النمساوي"، ليستحق عن جدارة لقب أفضل لاعب محترف في النمسا خلال هذا الموسم.
ولم يخسر جراتز في ظل مشاركة صالح سوى عندما أصيب المهاجم المصري ولم يستطع إكمال إحدى المباريات وحينها كان فريقه متأخرًا بهدف، لتنتهي المباراة بعد خروجه من الملعب مصابًا بخسارة جراتز بالسبعة.
حقق صالح سليم للنادى الأهلى الكثير من الإنجازات والبطولات خلال مسيرته كلاعب، بخلاف إنجازاته مع المنتخب، حيث توج مع الأهلى بـ20 بطولة مقسمة إلى 11 دورى و8 بطولة كأس، كأس الجمهورية المتحدة، كما أنه صاحب الرقم القياسى فى أكبر عدد من الأهداف التى يحرزها لاعب فى مباراة واحدة، حيث سجل 7 أهداف فى مرمى الإسماعيلى موسم 1958، من 8 أهداف فاز بها الأهلى، وتٌعد مباراة الطيران آخر لقاء شارك فيه المايسترو مع الأهلى عام 1966 واعتزل بعدها عام 1966.
اتجه صالح سليم بعد ذلك للإدارة، وتولى مدير الكرة بالقلعة الحمراء عامي 1971 و1972، وبعد ذلك قرر صالح سليم الترشح لعضوية مجلس إدارة النادي الأهلي، ومن ثم ترشح لرئاسة النادي حتى حصل عليها عام 1980 واستمر رئيسًا للنادي الأهلي حتى عام 1988، وقرر ترك الساحة ولكن تسببت سوء نتائج الأهلي فى عودته مرة أخرى لرئاسة النادي عام 1990.
بجانب الكرة والإدارة، دخل صالح سليم حياة الفن والسينما من خلال مجموعة من الأفلام المميزة التى شارك فيها مثل: الشموع السوداء، السبع بنات، الباب المفتوح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة