خلال أحداث مسلسل حرب بطولة النجمين أحمد السقا ومحمد فراج، ألقت قوات الأمن برئاسة الرائد عمر الإمام (محمد فراج) القبض على مروة (سارة الشامى) زوجة عثمان (أحمد السقا) بعد إنقاذها من الحزام الناسف، فى الحلقة التاسعة من مسلسل حرب الذى يتم عرضه على قناة ON، ويتم التحقيق معها، وتكشف عن وجود صواريخ وأجهزة موبايلات صغيرة، وأنها لا تعرف أي معلومات عن عثمان ولا حتى زوجته، يصور الظافر (أحمد السقا) فيديو جديد يعلن فيه عن استعداده لعملية جديدة من أجل إقامة دولة الخلافة، وقريبا سينفذ العزوة الكبرى "هدم المعبد"، والذى سيتحدث عنها الكل، وذلك سيكون خلال يومين، ويبدأ فى حشد التكفيريين المعاونين له، ويستعيد عثمان مشهد قتل والده على يد الشيخ أبو القاسم (محمود البزاوى).
والحقيقة أنه عند الحديث مع أصحاب الفكر الأصول والإرهابيين المتطرفين، دائما يدعون أنهم يريدون أن يعودوا بالخلافة الإسلامية وتأسيس دولة مثل التى أسسها النبى محمد صلى الله عليه وسلم منذ 1400 عام، لكن هل هم فعلا أهل للخلافة وما الشروط التى وضعها المسلمون الأوائل والتى يجب أن تتوفر فيما يريد أن يصبح خليفة للمسلمين؟
نظام الخلافة فى الإسلام قام على أربعة شروط يجب أن تتوفر لإختيار خليفة، ولك حسبما ورد فى كتاب "الأحكام السلطانية" للفقيه والقاضى أبو الحسن الماورى، والشروط الأربعة هى: البيعة الحرة بغير إكراه أو تدليس، العمل بالشورى فى القرارات المهمة، الحكم بالعدل المبين شرعًا، قرشية النسب.. إضافة لشروط فرعية كسلامة الجسد والحواس، والاستقامة فى السلوك الشخصي، وغيرها.
وبحسب الباحث فى التاريخ الإسلامى وليد فكرى، بقيام الخليفة الأموى الأول معاوية بن أبى سفيان بتغيير نظام تداول السلطة من الاختيار الحر والبيعة الحرة إلى "التوريث لولى العهد" تم إقصاء الشرط الأول سالف الذكر، وبقى الشرطان الثانى والثالث -الشورى والعدل- رهن سياسة الحاكم، بينما تم التمسك بشدة بالشرط الرابع، قرشية النسب، بينما ورث العباسيون هذا النظام وبقى الخليفة هو رأس الدولة شكلًا وفعلًا حتى نهاية العصر العباسى الأول بارتفاع نفوذ قادة الجند من الجنس التركى واغتيالهم الخليفة المتوكل على الله ثم ابنه المنتصر بالله، وتحول الخليفة إلى مجرد "صاحب منصب شرفي" بل ألعوبة فى أيدى القادة الذين كان الحكم الفعلى بأيديهم.
ويفسر "فكرى" عدم اتخاذ المماليك لأنفسهم لقب "خليفة" لمراعاة احترام الشروط الشرعية للخليفة وعنصر قرشية النسب-الذى وإن كان مختلفا عليه إلا أنه كان محل تمسك والتزام-والمعروف عن المماليك أنهم كانوا يتمسكون بشدة بتلك الشكليات خاصة مع مساسها بالشعور العام للمسلمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة