تستمر خطط إنقاذ غابات الأمازون بعد سنوات من تعرضها للإزالة والدمار فى عهد الرئيس السابق، جايير بولسونارو، وذلك فى محاولة لمكافحة تغير المناخ لأنها كانت ستسبب فى كارثة مناخية لإطلاقها مئات الأطنان من الكربون فى الوقت الذى يعانى فيه العالم من أزمة تغير المناخ وتأثيره على اقتصاد الدول، ولكن هل ستنجح تلك الخطة فى إنقاذ رئة الأرض؟
وانضمت الولايات المتحدة الامريكية فى خطة انقاذ رئة الارض، حيث أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن، خطط زيادة تمويل بلاده لصالح خفض إزالة الغابات فى غابات الأمازون المطيرة فى البرازيل، حيث إن هذه الخطط تشمل أيضاً مساعدة البلدان النامية على مكافحة تغير المناخ، وتعهد بايدن، خلال اجتماع افتراضى مع منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة والمناخ، بتقديم 500 مليون دولار على مدى خمس سنوات للحد من إزالة الغابات فى البرازيل.
وبذلك فقد انضمت الولايات المتحدة إلى ألمانيا التى تعهدت فى وقت سابق بالمشاركة فى خطة انقاذ رئة الأرض، حيث أعلنت منح البرازيل مساعدات مالية جديدة بقيمة 35 مليون يورو، لصندوق الأمازون لحماية الغابات ومشاريع الحفاظ على البيئة، حسبما قالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
وقالت وزيرة التعاون الألمانية، سفينيا شولتز، إن ألمانيا تتوقع مساعدة مالية جديدة للبرازيل، بعد اجتماعها فى برازيليا مع وزيرة البيئة البرازيلية، مارينا سيلفا، مضيفة "تلك العلاقة نجونا من سنوات صعبة ونريد الآن المساهمة بمعرفتنا وإتاحة الموارد"، وكان الاجتماع بين شولتز وسيلفا فى العاصمة البرازيلية جزءًا من زيارة المستشار الألمانى أولاف شولز، الذى استقبله الرئيس لولا دا سيلفا فى قصر بلانالتو الرئاسى.
واحتفل سيلفا وشولتز بالإفراج عن أموال، أعلنت عنها برلين بالفعل، بقيمة 35 مليون يورو لصندوق أمازون، وهى الموارد التى سيتم تخصيصها لمشاريع الحفاظ على البيئة المجمدة منذ عام 2019، بسبب الرئيس السابق جايير بولسونارو.
وتعتزم الدولة الأوروبية تخصيص ما مجموعه 200 مليون يورو للبرازيل فى "تدابير التعاون"، والتى تشمل، بالإضافة إلى صندوق أمازون، 31 مليون يورو لدول الأمازون البرازيلية من أجل "المشاريع"، للحماية والاستخدام المستدام للغابات "، بالإضافة إلى قرض قيمته 80 مليون يورو بمعدلات منخفضة للمزارعين لإعادة زراعة أراضيهم.
ومن التدابير الأخرى التى تم الإعلان عنها تقديم الدعم المالى لصندوق "ضامن كفاءة الطاقة" للشركات الصغيرة والمتوسطة، ومشروعين "لسلسلة التوريد المستدامة"، و"مشروع استشارى لتعزيز الطاقة المتجددة فى الصناعة والنقل" وأخيراً تمويل مشروع إعادة تشجير المناطق المتدهورة".
وقالت شولتز "البرازيل هى رئة العالم، وإذا كانت تعانى من مشاكل فعلينا جميعا أن نساعد"، من جانبه قال سيلفا أن ألمانيا مستعدة "للتعاون" مع البرازيل، فى كل من "زيادة الموارد لصندوق أمازون" و"فتح الأسواق أمام المنتجات المستدامة".
كما أن فى البرازيل، بدأت عدد مؤسسات فى البرازيل بأولى خطوات إعادة منطقة الأمازون ومواجهة إزالة الغابات، وتقوم بزراعة أكثر من 10 آلاف شجرة فى منطقة الأمازون البرازيلية، وذلك ضمن خطة لزراعة وحماية 4 مليون هكتار من الأمازون بزراعة حوالى مليارى شجرة، فى المناطق التى أزيلت فيها الغابات فى البرازيل، عبر تمويل مشروع خلال بيع ائتمانات تعويض الكربون فى السوق الطوعية.
ومن بين الخطة التى يتم اتباعها لإنقاذ غابات الأمازون، هى إنشاء شرطة فيدرالية لحمايتها، وتعهد لولا، الذى بدأ ولايته الرئاسية الثالثة فى الأول من يناير، باتخاذ إجراءات قوية لحماية البيئة وتعزيز حماية الأمازون بشكل أساسى بعد حل هيئات الرقابة فى عهد سلفه اليمينى المتطرف جايير بولسونارو.
بحلول عام 2025، تتوقع مجموعة من الشركات أن تبدأ تعيين عمال، وتؤسس حضانات الأشجار، حيث ستُزرع الشتلات قبل نقلها إلى الحقول، وتهدف الشركات إلى زراعة أكثر من مليارى شجرة أصلية على مساحة مليونى هكتار، فيما تستثمر فى المحافظة على مليونى هكتار أخرى من الغابات الأصلية. من المتوقع أن يستغرق المشروع 20 عاماً.
وأوضحت الصحيفة أن مؤسسة "Saving de Amazon""إنقاذ الأمازون"، تشارك فى المشروع للحفاظ على منطقة الأمازون من خلال زراعة ورعاية الأشجار المحلية فى الأماكن المتدهورة.
وقامت المؤسسة بزراعة "أكثر من 390600 شجرة"، مما جعل من الممكن امتصاص ما يصل "بشكل طبيعي" إلى 421848 طنًا من ثانى أكسيد الكربون (CO2)، أحد الغازات المسببة للاحتباس الحرارى (GHG)، وإشراك أكثر من 25 من مجتمعات السكان الأصليين فى هذه التطورات فى نفس الوقت.
وتعتبر غابات الأمازون التى تمتد عبر تسعة بلدان، من أكثر المناطق التى تأثرت بشدة بالتغير المناخى، والتى أصبح يطلق عليها "الميراث الملعون"، حيث إنها تمثل أكبر التحديات التى يواجهها الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا.
ففى الوقت التى تمثل غابات الأمازون المطيرة وحدها 10% من إجمالى الكتلة الحيوية للكوكب، وفى المقابل فإن الغابات التى تمت إزالة شجرها ونباتها هى أكبر مصدر لانبعاثات الغاز الدفيئة، كما أن إزالة الغابات من أجل تحويلها لأراض تستخدم للزراعة ينتج عنها إطلاق غازات دفيئة فى الغلاف الجوى وتزعزع استقرار المناخ.
وفى الوقت الذى تستمر فيه خطة خفض ازالة الغابات فى الامازون، أصدر المعهد البئية البرازيلى تقريرا يؤكد ارتفاع نسبة إزالة الغابات فى منطقة الأمازون البرازيلية بنسبة 70٪ تقريبًا فى مارس، وفى الربع الأول من هذا العام كان تدمير الغابة ثانى أعلى معدل منذ عام 2008، وفقًا لما ذكره معهد البيئة فى الأمازون البرازيلى(Imazon).
وبحسب تلك المنظمة غير الحكومية، فقد تعرضت 42 كيلومتر مربع للدمار فى مارس، بزيادة قدرها 68٪ مقارنة بنفس الشهر من عام 2022، العام الأخير لحكومة الرئيس السابق جايير بولسونارو، وفقا لصحيفة "كلارين" الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أرقام شهر مارس يتماشى مع الاتجاه الذى لوحظ فى يناير وفبراير، حيث كانت هناك زيادة فى إزالة الغابات فى الربع الأول من هذا العام، حيث وفقا للبيانات فإنه فى هذه الفترة تم تدمير 867 كيلومترًا مربعًا من الغابات مقابل 687 كيلومترًا مربعًا فى نفس الفترة من العام الماضى.
وقالت وزيرة البيئة البرازيلية، مارينا سيلفا، أن زيادة إزالة الغابات مشكلة "خطيرة" يجب عكسها "بشكل عاجل"، وأكدت أنه فى الحكومة السابقة "تم تفكيك" فرق المكافحة فى الغابة.