محافظة سوهاج واحدة من المحافظات المصرية التي تضم أثار من مختلف العصور بداية من العصر الفرعونى ومرورا بالعصر اليوناني الرومانى وحتى العصر القبطى ونهاية بالعصر الإسلامي، والمحافظة وما تحويه من أثار تضاهى به محافظات الأقصر وأسوان وقنا القريبة منها ، وحظيت المحافظة في السنوات الأخيرة بإهتمام كبير من قبل القيادة السياسية، وكان إفتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لمتحف سوهاج والذى ظل عشرات السنين متوقف له الأثر الكبير في تنشيط السياحية ووضع المحافظة على الخريطة السياحية بشكلا قوى وملحوظ.
في البداية نبدأ بالآثار الفرعونية الأشهر منها هي منطقة أبيدوس الأثرية، حيث تقع على بعد 60كم من مدينه سوهاج وعلى بعد 10 كم من مدينة البلينا وهى من أهم المعالم السياحية فى مصر وسوهاج وتحتوى منطقة أبيدوس على العديد من الأماكن الأثرية المهمة حيث أقامالملك "ستى الأول" معبداً بأبيدوس، وأكمله ابنه "رمسيس الثاني"، ويعتبر هذا المعبد من أهم الآثار بالمنطقة، وأهم المعابد بمصر نظراً لما يتميز بيه من الكمال والاحتفاظ بأجزاء كبيرة من سقفه حتى الآن، ويمتاز المعبد بوجود سبعة هياكل لكل من الآلهة أوزير-ايزيس-حورس- آمون رع- رع حور آختي- بتاح- وهيكل للملك ستى الأول نفسه كإله على غير العادة فى وجود هيكل واحد او ثلاثة هياكل .
وكان تصميم معبد "ستى الأول" مختلفاً عن المعابد المصرية؛ فكان على شكل حرف "ل"، ويحتوى على صالتين للأعمدة: الصالة الأولى بها 24 عموداً، والصالة الثانية بها 36 عموداً، ويمتاز المعبد بوجود قائمة الملوك والتى تحوى 76 ملكاً وهى من أهم مصادر التاريخ المصرى القديم وتبدأ باسم الملك " مينا" موحد القطرين، وتنتهى باسم الملك "ستى" نفسه، ومازال المعبد محتفظاً بنقوشه وألوانه الزاهية، ونفذت تلك النقوش بالحفر الغائر والبارز.
ويقع خلف معبد "ستى الأول" مباشرة، وبمستوى 18 متراً أسفل أرضية المعبد، ويعتبر بناءً فريداً من نوعه فى الآثار المصرية، ومن المحتمل أن يكون قبراً رمزياً للملك ستى الأول، ومن المعتقد أيضاً أن بناؤه يرجع للأسرة الرابعة، ويتكون من حجرة عرضية توصل إلى صالة رئيسية ذات أعمدة مربعة وفى النهاية توجد حجرة الدفن تنتهى فى الغرب مما يعرف بالممر الذى يحوى مناظر من كتب العالم الآخر "الامي-دوات" كتاب ما هو موجود بالعالم الآخر، وكتاب البوابات.، وهناك بعض الآراء التى ترجح أن يكون هذا المبنى أو جزء منه يرجع لعصر الدولة القديمة بينما بورخاردت هو الوحيد الذى رأى أن تاريخ بناء هذا المبنى كان معاصرا لفترة بناء معبد سيتى الأول بأبيدوس، ومقترحا أن هذا المبنى هو المقبرة الرمزية للملك سيتى الأول .
أما معبد رمسيس الثانى يقع فى الشمال الشرقى من الأوزوريون، وهو أقل حجماً من معبد ستى الأول، وقد بناه الملك فى أوائل حكمه، وبُنيت جدرانه من الحجر الجيرى والأعمدة من الحجر الرملى، وفى نهايته قدس الأقداس، وأهم ما يميز المعبد النقوش التى على جدرانه الخارجية، وهى نقوش معركة "قادش" بين الملك رمسيس الثانى والحيثيين، ومناظر الآسرى كيفية أحصاء أعداد الأسرى وتقطيع أيادى الأعداء.
وإستكمالا للآثار الفرعونية تأتى مدينة أخميم والتي ذكرت فى العصور القديمة حيث كتب عنها (أفريكانوس) Leo Africanus على أنها أقدم مدينة فى مصر كلها كما أشارت إليها الرحالة العرب فى مخطوطاتهم أمثال (ابن جبير) فى القرن الخامس عشر بعد الميلاد حيث تركو وصفا لما يسمى (بربا) أعطوا فيه تفاصيل للشكل العام للمدينة وما بعدها وما تضمنته من عمد وجدران وأسقف فيه جمال النحت وروعت الرسوم .
ومدينة أخميم تعتبر عاصمة المقاطعة التاسعة من أقاليم مصر العليا ويعد عالم الآثار (ليبسيوس) أول من بدأ الاهتمام بها عام 1845م ثم (ماسبيرو) عام 1883 وفى أواخر القرن الحالى توالت البعثات الأجنبية للعمل بجباناتها التى ترجع للدولة القديمة ومرحلة الانتقال الأول والعصر اليونانى الرومانى .
وفضلا عن ذلك قامت هيئة الآثار المصرية بالمدينة نفسها عام 1981 عقب اكتشاف كتل حجرية متضمنة بعض الزخارف المصرية القديمة وذلك فى الجزء الشمالى الشرقى للمدينة والملاصق للتل الأثرى القديم المقام عليها سكنى الأهالى، وقد نتج عن ذلك اكتشاف الصرح الأول لمعبد من عصر الرعامسة (رمسيس الثانى) أعيد استخدامه فى العصر اليونانى الرومانى (تراجان أو هادريان) ويعتقد أنه المعبد الرئيسى المخصص للإله (مين) أخميم وهو الذى أشار إليه رحالة العصور القديمة والعصور الوسطى على السواء ويتكون ذلك الصرح من جدارين ارتفاعهما الحالى يزيد عن المتر تصدرهما تمثالين كبيرين الحجم أحدهما لـ(رمسيس الثانى) عثر على معظم أجزائه والأخر لابنته (مريت - آمون) وذلك من ألقابها المسجلة على اللوحة الخلفية وقاعدته الخلفية ولرمسيس الثانى تمثال آخر كبير الحجم يصوره جالسا يتصدر الصرح الثانى للمعبد، وقد اكتشف فى أواخر 1991م ويتضح أن هناك أبنية تعود للأسرة الثامنة عشر حيث عثر على قطع حجرية كانت مستخدمة كعناصر معمارية سجلت عليها أسماء (تحتمس الثالث)، (أمنحتب الأول)، (أمنحتب الثالث )، ( أمنحتب الرابع - إخناتون )، ( رمسيس الثانى )، (رمسيس الرابع)، ( سمندس ) .
ويتضح من الحفائر أيضا أن الموقع يتضمن عدة عصور مختلفة قد تكون سابقة عن الدولة الحديثة ومرورا بعصر الرعامسة والعصر المتأخر والبطلمى والرومانى وما يطلق عليه العصر البيزنطى فى بقايا ما يسمى بالبازلكا.
وهناك أيضا منطقة آثار الشيخ حمد – غرب سوهاج وتقع على بعد حوالى 7 كم من سوهاج واسمها المصرى القديم " حوت ربيت " نسبة الى المعبودة ربيت، ومنها اتريبس فى اليونانية، وأتريبة فى القبطية و يوجد بها معبد الملك بطلميوس الزمار " أوليتس " وهو أحد المعابد البطلمية وتعمل به الآن البعثة المصرية الألمانية المشتركة، والتى تعمل على دراسة وترميم المعبد .
ومن الآثار الفرعونية إلى الآثار القبطية حيث تحتوى محافظة سوهاج على العديد من الآثار القبطية القيمة من اديرة وكنائس تاريخية منتشرة بأنحاء المحافظة وخاصة مركزى سوهاج وأخميم في مقدمتها دير الأنبا شنودة " الدير الأبيض "يقع هذا الدير غرب مدينة سوهاج، ويمكن تأريخه بالقرن الخامس أو السادس الميلادي. وازدهرت عمارة هذا الدير فى العصر الإسلامى وبالتحديد فى العصر الفاطمى حيث كان للوزير الأرمنى الفاطمى بهرام دور كبير فى ذلك. وقد تأثرت عمارة هذا الدير بالعمارة المصرية القديمة سواء فى الشكل الخارجى العام أو الكرانيش العلوية التى تتوج حوائطه الخارجية واستخدم الحجر الجيرى فى إنشاء هذا الدير ومن ثم عرف بالدير الأبيض.
وهناك دير الانبا بيشاى " الدير الأحمر" وهو يقع على بعد 3 كم شمال الدير الأبيض وقد استخدم فى بنائه الطوب الأحمر ولذلك سمى بهذا الأسم وقد صمم على الطراز البازيليكى ويوجد بالدير كنيسة للسيدة العذراء.
أما الآثار الإسلامية فتتمثل الآثار الإسلامية فى العديد من المساجد ذات الطابع المعمارى المتميز وهى الجامع العتيق " الفرشوطى " ويرجع تاريخه إلى العصر الفاطمى ويعرف باسم " مسجد الفرشوطى". ويحوى المسجد لوحة كتب عليها مرسوم صادر من السلطان الغورى خاص بالمعاملات التجارية وإعفاء بعض الصناعات من الضرائب التى كانت تحصل عليها.
وأيضا مسجد "العارف بالله"هو من أشهر مساجد سوهاج ويرجع تاريخه إلى القرن الثامن الهجري-الرابع عشر الميلادى، وقد أعيد بناؤه عام 1968م ويوجد بجوار المسجد مدافن للأمراء وقبر مراد بك الذى دفن بجوار ضريح الشيخ العارف .
ومسجد الأمير حسن ويوجد بمدينة أخميم أنشأه الأمير حسن سنة 1117 ه وأنتهى من بنائه سنة 1121 هـ، وتبلغ مساحته 648م2 ويمتاز بالمئذنة وهى على طراز العمارة العثمانية وقد بنيت جدران المسجد بسمك 70سم بالحجر وأعمدة المسجد م ن الخشب تحمل سقفاً من الخشب به الكثير من الزخارف البنائية.
مئذنة الأمير محمد ترجع إلى العصر العثمانى مكونة من ثلاثة طوابق ويصعد إليها بسلم داخلى حلزونى كان ملحق بها مسجد إلا أنه تهدم وأعيد بناؤه فى عام 1989م ويقع بشارع القيسارية بأخميم.
الآثار الإسلامية بجرجا وترجع جميعها إلى العصر العثمانى ومن أهم هذه الآثار والمسجد الصينى وقد أنشأه الأمير "محمد بك الفقارى" عام 1069 هـ، وتم تجديده عام 1202 هـ /1794م على يد الشيخ " أبو بكر الخياط " وكان من أبرز علماء عصره ويقع المسجد بمنطقة القيسارية.
المتحف الإقليمى للآثار يمثل متحف سوهاج للآثار اضافة حقيقية للمحافظة كمزار سياحى هام خاصة وأنه يجاور المرسى السياحى بمدينة ناصر بالإضافة إلى موقعه المتميز على الضفة الشرقية للنيل بمدينة سوهاج وتبلغ مساحته سته آلاف متر مربع وقد تم إعداد 3000 قطعة أثرية من القطع الأثرية النادرة لعرضها بالمتحف، كما أنه تم تخصيص قاعة لعرض الآثار الإسلامية وقاعة لعرض الآثار القبطية بسوهاج وجارى حاليا استكمال أعمال التشطيبات النهائية بمعرفة الشركة الوطنية للقوات المسلحة وافتتاحه للزيارة أمام الجمهور.
تطوير مقابر الحواويش (4)
تطوير منطقة أتريبس الأثرية (6)
تمثال ميرت آمون وتمثال رمسيس الثانى بأخميم
جزء من الكشف بمنطقة أبيدوس
معبد أبيدوس بالبلينا فى ابهى صورة
معبد أبيدوس بالبلينا
معبد أبيدوس_2
مقابر الحواويش (2)
منطقة أثار الشيخ حمد