تستعد أوكرانيا لتنفذ هجوم مضاد كبير فى حربها ضد روسيا والتى اندلعت فى فبراير 2022، فى وقت ينادى فيه مسئولوها أوروبا بمضاعفة ارسال الأسلحة إليها وزيادة حجم الدعم، وقالت تقارير لصحيفة نيويورك تايمز أنه بدون تحقيق انتصار حاسم، فإن الدعم الغربى يمكن أن يضعف، ويمكن أن تصبح كييف تحت ضغط متزايد لدخول مفاوضات خطيرة من أجل إنهاء أو تجميد الصراع.
ويبدو أن كييف شرعت فى تنفيذ عمليات من هجومها الكبير، حيث نفذت القوات الأوكرانية خطوة تعد نادرة وخطيرة منذ بداية الحرب فى فبراير 2022، هجوما مزدوجا بحريا وجويا، قرب شبه جزيرة القرم وبالأخص القسم الخارجى من ميناء خليج سيفاستوبول.الهجوم الأوكرانى أدى إلى إعلان موسكو تعليق حركة الملاحة البحرية فى سيفاستوبول حيث يتواجد مقر أسطول البحر الأسود، بعد اعتراض هجمات أوكرانية بطائرات وزوارق مسيّرة.
ولم تؤكد تقارير كييف أنها شؤعت فى المواجهة، لكنها ومن أجل هذه المعركة، تحشد العتاد، فمن جانبها قدمت الولايات المتحدة ودول الناتو مدفعية وذخائر للمعركة.. وفى الوقت نفسه، فإنه من المتوقع أن تصبح 12 كتيبة قتالية أوكرانية كل منها مكون من 4 آلاف جندى، جاهزة بنهاية إبريل، وتقوم الولايات المتحدة بتدريب وإمداد 9 من هذه الكتائب.
ورجحت تقارير أمريكية أن تبدأ العملية فى جنوب البلاد، بما فى ذلك على طول ساحل أوكرانيا على بحر آزوف بالقرب من شبه جزيرة القرم التى ضمتها روسيا.
ويهدف الأوكرانيون من معركة الحسم، اختراق الدفاعات الروسية المحفورة وإحداث انهيار واسع النطاق فى الجيش الروسى، لكن المسئولين الأمريكيين يقدرون بأنه من غير المرجح أن يؤدى الهجوم إلى تحول كبير فى الزخم لصالح أوكرانيا.
ومع ارتفاع الطلب الأوكرانى للسلاح، أعلن نائب وزير الدفاع البريطانى جيمس هيبى، أن بلاده أرسلت إلى أوكرانيا آلاف القذائف لدبابات "تشالنجر 2"، بما فى ذلك تلك التى تحتوى على اليورانيوم المنضب.
بينما قالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبلز أن ست دبابات (ليوبارد 2) تعهدت مدريد بتقديمها إلى كييف، فى طريقها بالفعل إلى البلاد.وأشارت إلى أنه "فى غضون 6 أيام، ستمر الدبابات من بلد آخر، وستكون فى أوكرانيا".وكانت روبلز قد صرحت، الأسبوع الماضى، بأنه سيتم إرسال 4 دبابات أخرى من طراز ليوبارد، بالإضافة إلى الدبابات الست الحالية، إلى أوكرانيا فى أقرب وقت ممكن، بعد القيام بإصلاحات.كما خضع 55 جنديا أوكرانيا للتدريب فى إسبانيا على دبابات القتال الرئيسية (ليوبارد 2).
وبخلاف التسلح، فإن الاتحاد الأوروبى قدم دعما نقديا، فقد خصص الاتحاد الأوروبى شريحة أخرى بقيمة 1.5 مليار يورو لأوكرانيا كجزء من برنامج المساعدة المالية الكلية بقيمة إجمالية قدرها 18 مليار يورو.
وقالت رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، فى تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى (تويتر): "اليوم نقدم 1.5 مليار يورو أخرى لأوكرانيا فى إطار حزمة المساعدة المالية الكلية السنوية الخاصة بنا. وسنواصل مساعدة أوكرانيا فى مقاومة الروس والحفاظ على عمل مؤسساتها وبنيتها التحتية وإجراء إصلاحات حاسمة".
وعلق الجانب الروسى على السلاح البريطانى إلى أوكرانيا، فقد وصفت الرئاسة الروسية "الكرملين" نقل لندن قذائف اليورانيوم المنضب إلى كييف بأنه تصرف يثير الحزن، مشيرة إلى أنه يتعين على بريطانيا تحمل المسؤولية عن عواقب ذلك. وقال المتحدث باسم الرئاسة ديمترى بيسكوف، "يجب على البريطانيين أن يدركوا أنهم سيتحملون كامل المسؤولية عن عواقب ذلك".وأضاف "أن الأنباء المتعلقة بنقل لندن قذائف اليورانيوم المنضب إلى كييف مثيرة جدا للحزن ومؤسفة"، لافتا إلى أن البريطانيين سيتعين عليهم تحمل المسؤولية عن هذا الأمر.
وأمام هذه الأسلحة، تستخدم روسيا أيضا أسلحتها المتطورة، فقد كشف تقرير إعلامى روسى، أن القوات الروسية العاملة فى أوكرانيا بدأت باستخدام دبابات "أرماتا"، وهى من دبابات الجيل الجديد فى روسيا.ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن مصدر مطلع قوله أن القوات المسلحة الروسية بدأت باستخدام دبابات "تي–14 أرماتا" فى منطقة العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا. وقال المصدر إن "القوات الروسية بدأت فى استخدام دبابات "تي–14" أرماتا الحديثة فى قصف المواقع الأوكرانية".