سطرت مصر نجاحا زراعيا جديدا يضاف إلى سلسلة النجاحات التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسى في مختلف القطاعات، وفى القلب منها القطاع الزراعى من خلال عشرات المشروعات التي تضيف نحو 3.5 مليون فدان للرقعة الزراعية المصرية .
ومن بين تلك النجاحات، النجاح في زراعة الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات بعيدا عن الأقطان طويلة التيلة في وادى النيل والأقطان المتوسطة في الصعيد.
واستكمالا لهذا النجاح بدأت الحكومة ممثلة في شركة مصر لحليج وتجارة الأقطان بقيادة رتيبة محمود العضو المنتدب التنفيذي ، التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس في زراعة 1000 فدان الموسم الجارى في مناطق شرق العوينات بعد تراجع وزارة قطاع الأعمال العام عن زراعة 5 آلاف فدان ، حيث تم استيراد البذور وجارى تمهيد الأرض للزراعة .
بدء عملية زراعة قصير التيلة شرق العوينات
تبدأ وزارة قطاع الأعمال العام خلال أيام زراعة الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات، بعد وصول كميات بذور تكفى لزراعة 5 آلاف فدان، في حين سيتم زراعة 1000 فدان فقط وذلك بحسب مصدر مسؤل بالشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس.
أشار المصدر لـ"اليوم السابع" إلى أن البذور وصلت بالفعل وبدأت التحرك لاختيار الأرض التي سيتم زراعتها، حيث تم الاستقرار على زراعة مساحة 1000 فدان فقط بدلا من 5 آلاف فدان، والتي تحتاج لآلات وماكينات من الخارج وبالدولار، وبالتالي تم الاستقرار على زراعة مساحة أقل.
وأكد مصدر آخر بقطاع الأعمال العام أن هناك متابعة من أولا بأول من الدكتورة رشا عمر مساعد وزير قطاع الأعمال العام لعملية الزراعة لنحو ألف فدان فقط،حيث تم الاستقرار على اختيار الخبير الدولى الدكتور سعيد عبد التواب،المتخصص فى زراعة الأقطان فى المناطق الصحراوية من معهد القطن،وهو نفس الخبير الذى قاد التجارب السابقة،والتى حققت معدلات مناسبة من الإنتاجية تقارب الإنتاجية العالمية بلغت نحو 10 قنطار للفدان.
يشار إلى أن آخر زراعات على مساحة 1250 فدانا، حيث من المتوقع زراعة الأقطان قصيرة التيلة الموسم الحالى شرق العوينات فى نفس المنطقة التى سبق زراعة الأقطان فيها الأعوام الماضية شرق العوينات، لا سيما أنه يتبقى أيام قليلة على الموعد المناسب للزراعات؛ بما يضمن جودة الزراعات وتجنبها الأخطار الخارجية المتعلقة بطبيعة البيئة الصحراوية، خاصة بعد النتائج الجيدة جدا للزراعات الموسمين الماضيين.
جودة عالية لأقطان العوينات في تصنيع الغزول
كشف أشرف بدوى الخبير الاقتصادى في صناعة الغزل والنسيج ، أن مصر لديها فرصة بالنجاح فى زراعة القطن القصير، أو متوسط التيلة لسد احتياجات المصانع من الغزول المستوردة، وتوفير مليارات من الدولارات من الغزول المستوردة ،والتى تحتاجها الأسواق المحلية من دول شرق اسيا وغيرها، لافتا انه من المعروف أن الغزول السميكة والمتوسطة تمثل 98.5% من احتياج الاسواق المحلية والعالمية.
وحول جودة الأقطان قصيرة التيلة التى نجحت مصر فى زراعتها شرق العوينات، أشار أشرف بدوى ،أن قطن العوينات أعطى نتيجة تفوقت بجدارة على معظم الأقطان حسب تقارير الجودة، لافتا أنه من المعروف عالميا إنه لكى تنتج خيوط تريكو مسرحة تنافس بها الخيوط المستوردة أن تقل نسب العيوب عن 450 عيب فى ألف متر لخيط 30 مسرح تريكو.
وبالفعل تثب بالتجارب العملية أن مجموع عيوب الغزل المنتج من قطن العوينات أقل وأفضل من الغزول المستوردة بمراحل ،ووصل الي أقل 250 عيب في ألف متر ،أو ما تسمى الـ IPI= 245 عيوب الأوستر في ألف متر كما تفوق علي كافه الغزول ،منها بعض الأقطان المصرية طويله التيلة ،مثل القطن جيزة 95 الذى سجل نحو 312 عيبا ،وجيزة 94 أيضا الذى سجل 365 عيب فى الألف متر ، فى حين يسجل قطن العوينات فقط 245 عيب في ألف متر حسب تقرير شركة غزل المحلة ،ويتفوق علي جميع الأقطان ومنهم الغزول المستوردة وغزول المصانع الاستثمارية بالعاشر.
الاهتمام برفع كفاءة المحالج المطورة حفاظا على القطن
تحليل قطن العوينات
وشدد أشرف بدوى على أهمية منح قطن العوينات أهمية اكبر من خلال التوسع في زراعته وعمل محلج متخصص له بجانب الأرض توفيرا لنفقات نقله لأكثر من 1000 كيلو لحلجه في محلج أبو تيج بأسيوط ،أو حتى في محلج الفيوم المطور ، لكن لابد أن يتم الاهتمام بوجود وحدات نظافة بخط الحليج بالإضافة إلى تحسين طريقة جمع القطن ، بحيث يتم تقليل القشور وهي نقاط بسيطة جدا ممكن حلها بطرق فنية ،علاوة على اصلاح بعض العيوب الفنية في المحالج المطورة في الفيوم والزقازيق لا سيما بعد كفاءة محلج كفر الزيات الذى يعد من افضل المحالج وتزويدها بوحدات تنظيف وترطيب للأقطان بما يحفظ جودة القطن ويقلل عيوبه فى تصنيع الغزل.
مؤشرات الإنتاج العالمى للاقطان
قطن 94
أشار بدوى أن انتاج القطن العالمى 26 مليون طن، يليه البوليستر 14.5 مليون طن، يليه شعيرات السيلولوز 7.5 مليون، حسب إحصائية 2021،وتعتبر كميه الاقطان فائقة الطول 1.6%من اجمالى الاقطان العالمية،والباقى قطن قصير ومتوسط الطول، ويمثل القطن فائق الطول ؛بما يعادل 420 ألف طن من الإنتاج العالمى.
أوضح إنه من المعروف عالميا أن تكلفة المادة الخام أو القطن تمثل من 55%.الى 65% من التكاليف الكلية لصناعه الغزول، ولكى يكون منافسا لابد من الاعتماد على القطن المتوسط التيلة، ولا ننسى ابدا أن دول شرق اسيا استطاعت منذ فترات الحصول على سلالات من القطن المصرى وزرعت أقطان طويلة التيلة منها الصين وأوزبكستان ودول أخرى مثل أسبانيا التى أعلنت مؤخرا عن نجاحها فى زراعة القطن طويل التلية.
وأضاف أن انتشار الغزول الرفيعة من دول شرق آسيا للبيع بالأسواق المصرية وبجودة عالية جدا وبسعر أقل ومنها الغزول الرفيعة الموردة من الصين نفسها يستلزم اهتماما كبيرا بالقطن المصرى ، لافتا أن الأقطان القصيرة مثل قطن العوينات هي الأكثر اهتماما عالميا حاليا ، فهى الرهان الرابح لكافة الشعوب، ويصنع منه الملابس الشعبية ذات الاستخدام اليومي من أقمشة الجينز والملابس الداخلية وغيرها حسب إحصائيات سنة 2021 ويأتي في المقام الثاني البوليستر ويمثل 14.2% من الاستهلاك العالمي ويليه خيوط السليلوز وتمثل 5.5% من الاحتياجات.
أشار إنه من المعروف أن أكبر الدول المنتجة عالميا للأقطان فائقة الطول هى فى نفس الوقت هى الدول المستهلكة للاقطان فائقة الطول وهى الهند والصين، بدليل أن رئيس أكبر شركة وهى شركه فاردمان بالهند لإنتاج الخيوط المتوسطة،أشار لاحتياج الأسواق لتلك النوعيات من الغزول المتوسطة، ومن المعروف أن شركة فاردمان بها عدد مرادن غزل 1.200 مليون و200 ألف مردن غزل حلقى،وانتاجها اليومى 557 طن غزول متوسطة وسميكة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة