وافقت مجموعة الدول السبع المتقدمة اليوم الأحد على تعزيز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، في إطار سعيها لتسخير التقنيات المتطورة مثل روبوتات الدردشة ChatGPT التي يمكن أن تكون مفيدة للغاية، ولكنها تواجه أيضًا مخاوف تتعلق بالخصوصية ومخاطر إساءة استخدامها.
وذكرت وكالة أنباء كيودو اليابانية أنه نظرًا لأن تبادل البيانات أصبح جزءًا رئيسيًا من التجارة العالمية، فقد أكد وزراء التكنولوجيا والرقمية من اليابان والولايات المتحدة والدول الأوروبية أيضًا خلال اجتماعهم الذي استمر يومين في شرق اليابان، على الحاجة إلى إنشاء تنسيق دولي لتعزيز التدفق الحر والموثوق فيه للبيانات عبر الحدود الوطنية.
وقال وزراء مجموعة السبع - في بيان مشترك تم تبنيه بعد اختتام محادثاتهم في تاكاساكي بمحافظة جونما اليوم - "بالنظر إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت بارزة بشكل متزايد عبر البلدان والقطاعات، فإننا ندرك الحاجة إلى إجراء تقييم على المدى القريب للفرص والتحديات التي تنطوي عليها هذه التقنيات ومواصلة تعزيز السلامة والثقة".
كما أقروا خطة عمل تهدف إلى "خلق بيئات مفتوحة وتمكينية للابتكار المسؤول للذكاء الاصطناعي"، والدعوة إلى مشاركة أوسع لأصحاب المصلحة في تطوير المعايير الدولية على أطر حوكمة الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الحوار حول مواضيع مثل تقييم المخاطر، لتعزيز ما يسمى بالتدفق الحر للبيانات مع الثقة، وهو مفهوم اقترحته اليابان.
وأشار وزراء مجموعة الدول السبع إلى الحاجة إلى تسريع وتفعيل الفكرة، قائلين إن البيانات "عامل تمكين للنمو الاقتصادي والتنمية والرفاهية الاجتماعية"، وتهدف الفكرة إلى تمكين الإمكانات الكاملة للنمو الاقتصادي العالمي دون المساس بخصوصية وأمن الأفراد والشركات.
وفي ظل الإطار المؤسسي الجديد، تهدف الحكومة اليابانية إلى وضع خارطة طريق للمشاريع المستقبلية مثل إنشاء سجل أساسي يمكن للشركات استخدامه للإشارة إلى لوائح البيانات في البلدان الأخرى.
كما اعتمد وزراء من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، خطط عمل منفصلة لحوكمة الإنترنت وتعزيز البنية التحتية الرقمية المرنة في ضوء المخاطر الجيوسياسية.
ودعا الوزراء إلى التعاون في معالجة عمليات إغلاق الإنترنت وقيود الشبكة وانتهاكات حقوق الإنسان باستخدام الأدوات الرقمية، فضلاً عن الأخبار المزيفة وغيرها من أشكال التضليل التي شوهدت، على سبيل المثال أثناء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وذكر البيان "نحن عازمون على التعاون في توضيح ومعالجة تكتيكات الاستبداد الرقمي ونظل ملتزمين بحماية مؤسساتنا وقيمنا الديمقراطية من التهديدات الخارجية"، ولا تزال المخاوف قائمة بشأن الاستبداد الرقمي في بلدان مثل الصين، حيث يُعتقد أن المراقبة وأدوات التكنولوجيا الفائقة الأخرى تُستخدم لقمع حرية التعبير وانتهاك حقوق الإنسان والحريات الأساسية الأخرى.
كما أعربت مجموعة الدول السبع عن التزامها ببناء بنية تحتية آمنة للشبكة لدعم البلدان الناشئة والنامية، وتعزيز التعاون لتحسين توصيل الكابلات البحرية، واستشهد البيان المشترك بخمسة مبادئ لواضعي السياسات لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الناشئة وهي سيادة القانون، والإجراءات القانونية الواجبة، والديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان وتسخير فرص الابتكار.
وعُقد الاجتماع في الوقت الذي سلطت فيه الوتيرة السريعة لتطوير الذكاء الاصطناعي الضوء على الحاجة إلى معايير دولية تحكم التكنولوجيا، مع روبوتات المحادثة ChatGPT، التي طورتها شركة OpenAI الأمريكية، والتي حظيت باهتمام عالمي منذ إطلاق النموذج الأولي لها في نوفمبر الماضي.
وتم تدريب ChatGPT، التي وصل عدد مستخدميها إلى 100 مليون مستخدم حول العالم في أقل من ثلاثة أشهر، على كميات هائلة من البيانات، مما مكنها من معالجة ومحاكاة المحادثات الشبيهة بالبشر مع المستخدمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة