أيام قليلة يصل بعدها الحوار الوطنى من محطة التجهيز إلى محطة الانطلاق الفعلى وجلسات اللجان، للنقاش وسماع آراء كل الأطراف ومقترحاتهم، حيث أصبح الحوار منصة واسعة يراهن عليها الجميع فى خلق مساحة توافق يلتقى عليها السياسيون من كل التيارات، ويسهم فى تجميع القوى وإنتاج أفكار وآليات عمل نوعية تسمح بعبور فترة التحديات وصياغة مستقبل يليق بمصر والمصريين، بمشاركة شركاء الوطن جميعا وسواعدهم دون فرز حسب انتماء سياسى أو اجتماعى، أو تفرقة بين معارضة وموالاة، أو مثقفين وعوام.
بعد سنة من عمل مجلس الأمناء يستعد الجميع للعمل الفعلى الشامل بروح إيجابية وتفاؤل حقيقى، من خلال منصة الحوار الوطنى بثوابتها المعلنة وأهمها تكافؤ الفرص واستيعاب الاختلاف والانفتاح على الجميع، إذ لا إقصاء لأحد إلا من خان مصر أو خالف الدستور والإجماع الوطنى، وهو من حيث التوقيت ضرورة موضوعية أنشأتها الظروف والتحديات الدولية، ومن حيث الصيغة طاولة وطنية تحتضن الجميع، ومن حيث الرهان خطوة تجسد نضج التجربة الوطنية بعدما نجحت الدولة فى تجاوز الاستهداف وتصفية الإرهاب وتثبيت حالة الاستقرار.
عن الحوار وأجوائه ولجانه تحدثنا مع خالد عبد العزيز مقرر المحور المجتمعى بالحوار الوطنى ووزير الشباب والرياضة السابق، حيث قال أن دوره كمقرر للمحور المجتمعى يتمثل فى محاولة إدارة الجلسات بمشهد ديمقراطى بشفافية مطلقة، وتوفير مناخ يستطيع المشاركين من خلاله أن يبدعوا فى الأفكار بحرية دون التحيز لطرف عن الأخر، وبمسافة واحدة من الجميع، لإخراج مقترحات مأمولة تحقق الأهداف التى انطلق من أجلها الحوار الوطنى.
وأكد عبد العزيز فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن المحور المجتمعى يضُم 6 لجان فرعية لها خبرائها، من مقررين ومقررين مساعدين توافقت عليهم كل الأحزاب والتيارات المشاركة فى الحوار، قادرين على معالجة المُشكلات المجتمعية باقتدار، ففى الهوية الوطنية والثقافية يوجد دكتور أحمد زايد ودكتور أحمد مجاهد، وفى التعليم هناك دكتور جمال شيحة، دكتور محمود أبو النصر، وفى لجنة الصحة دكتوره راندا مصطفى، ودكتور محمد حسن وهناك حضور وتمثيل للشباب فهناك أحمد فتحى، وزكى القاضى، مما يعكس حضورهم جلسات الحوار مساحة جديدة من الحرية.
وأضاف مقرر المحور المجتمعى أن التنوع بين المشاركين فى الحوار من التيارات الحزبية يمثلوا أيدولوجيات وتيارات سياسية مختلفة، ومراحل سنية وعمرية متفاوتة، ومن منظمات حقوق الإنسان، ومؤسسات العمل الأهلى، والخبراء كلأً من مجاله وتخصصه، مما يسهم بشكل كبير فى الوصول إلى أفضل الحلول والنتائج والمنطقية القابلة للتنفيذ فى ضوء الإمكانيات المتاحة لدى الدولة.
مختتماً حديثة: "دورنا عرض هذه المقترحات على مجلس أمناء الحوار الوطنى فور التوافق على رؤية موحده، والمجلس بدورة يتولى عرض تلك المقترحات على القيادة السياسية التى ستنظر لكل التوصيات بعين الاعتبار، ترى ما ترى القابل للتنفيذ منه سترسله إلى الحكومة، وما يحتاج إلى تشريع ستعرضه على المختصين.
قائلا: " أتمنى أن يجذب الحوار الوطنى الشباب للمشاركة فى العمل الوطنى على مختلف محاورة الثلاثة السياسى والاقتصادى والمجتمعي".