سره الباتع .. ماذا قال كتاب تاريخ مصر عن وجود الحملة الفرنسية فى الصعيد

الأربعاء، 05 أبريل 2023 07:00 م
سره الباتع .. ماذا قال كتاب تاريخ مصر عن وجود الحملة الفرنسية فى الصعيد سره الباتع
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشغل الحملة الفرنسية مساحة كبيرة فى مسلسل سره الباتع الذى يخرجه خالد يوسف وتعرضه قنوات المتحدة ضمن مسلسلات رمضان 2023، فماذا عن علاقة الحملة الفرنسية بالصعيد؟

يقول كتاب تاريخ مصر من الفتح العثمانى إلى قُبيل الوقت الحاضر لـ عمر الإسكندرى وسليم حسن:

خرج نابليون من مصر وترك الجيش الفرنسي تهدده الأخطار من كل جانب؛ إذ كان عدده قد نقص كثيرًا في معارك الشام وغيرها، ودبَّ السخط في نفوس الجند وقلَّت أموال الخزينة، وأصبح الجيش في حاجة إلى الذخيرة والملابس، وأرسلت الدولة العثمانية جيشًا آخر إلى العريش يقوده الصدر الأعظم، وأسطولًا إلى دمياط؛ تريد إعادة الكَرَّة على مصر، هذا إلى أن المماليك عادوا إلى مكافحة الفرنسيس. نعم، إنهم في جمادى سنة 1214ﻫ هادنوا المماليك الذين كانوا قد تغلبوا على معظم الصعيد بزعامة رئيسهم مراد بك، بأن ولَّوْا مرادًا حكم بلاد الصعيد، بشرط أن يكون خاضعًا لسلطتهم مستعدًّا لمعونتهم، ولكنه كان متربصًا بهم النوازل حتى يستبد في قومه بملك مصر.

كان "كليبر" من أكبر قوَّاد الفرنسيس وأعظمهم مهارة، إلا أنه أدرك صعوبة التغلب على هذه الأمور، ورأى من المصلحة أن لا يبقى بمصر، وعرض الصلح على الصدر الأعظم والسير سدني سمث، واتفق معهما على أن يخرج من مصر بجنوده وجميع مهماته، ويسافر إلى فرنسا على نفقة الدولة العثمانية، ويُعرف ذلك "بمعاهدة العريش" (شعبان سنة 1214ﻫ/ يناير 1800م)، فلما علمت بذلك الحكومة الإنجليزية استنكرت تصرُّف السير سدني سمث، وأرسلت إليه الأوامر بأن لا يعقد صلحًا مع الفرنسيس إلا إذا سلَّموا جميع جيشهم بمصر. فكان ذلك من الغلطات التي دوَّنها التاريخ للحكومة الإنجليزية؛ إذ إن غرضهم الأصلي لم يكن إلا إخراج الفرنسيس من مصر، وها هو ذا قد عُرض عليهم بلا ضرب ولا طعن. فأبلغ السير سدني سمث أوامر حكومته إلى كليبر، فانقطعت بذلك المفاوضات بين الطرفين.

وكان كليبر بعد معاهدة العريش قد سمح لجيش الصدر الأعظم بدخول مصر، فسار وعسكر بجهة بلبيس، ثم انتشر عسكره في ضواحي القاهرة والأقاليم المحيطة بها يجمعون المعونات والضرائب، ودخل كثير منهم المدينة، وغفلوا عن احتلال القلاع والحصون التي أخلاها الفرنسيون. فلما تحقق الفرنسيون تغيُّر نية الإنجليز انتهزوا فرصة تشتُّت الجيش العثماني وأوقعوا بكل قسم منه على انفراده بغتة، وكانت الواقعة الفاصلة بعين شمس؛ فانهزم الترك وتبعهم الفرنسيس إلى الصالحية، فتقهقروا إلى الشام.

ولما عاد كليبر إلى مصر وجد أن رؤساء العثمانيين الذين بَقُوا بالقاهرة هم وبعض المشايخ والتجار أثاروا أهلها وعامتها على الفرنسيس، فهاجوا وملكوا البلد وحصَّنوا مداخل الدروب ومنعوا الفرنسيس من دخول المدينة؛ فحصلت بين الطرفين مناوشات عظيمة انتهت بعد نحو ثلاثين يومًا بإبرام الصلح بينهما على أن يخرج العثمانيون إلى بلادهم، وأن يغرم العلماء والأهلون نحو عشرة آلاف ألف فرنك.

أما شأن مراد بك ومن معه من المماليك فى هذه الثورة، فإنهم جاءوا إلى دير الطين - الساحل القبلى - ينتظرون لمن يكون الغلب فيكونون معه، فلمَّا حدث ما حدث رجعوا إلى الصعيد.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة