أعرب دومينيك فارو عالم المصريات والأستاذ فى كلية متحف اللوفر، عن سعادته البالغة لنقل تابوت الملك رمسيس الثانى إلى باريس، لعرضه ضمن قطع ثمينة من الكنوز الفرعونية خلال معرض "رمسيس وذهب الفراعنة"، المقرر افتتاحه، غدا الخميس، مؤكدا أن وجود التابوت الملكي مجددا في باريس يعد إنجازا كبيرا وفرصة لدعوة الفرنسيين إلى زيارة مصر.
وقال دومينيك فارو - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس؛ بمناسبة نقل تابوت الملك رمسيس الثاني إلى قاعة "لافيليت" في باريس: "هذه فرصة عظيمة لنقول للفرنسيين اذهبوا إلى مصر، فهذا المعرض هو لإظهار تاريخ مصر العريق، والتأكيد على أن هذه مصر التي كان لها أثر كبير علينا وعلى تفكيرنا قديما".
كما أعرب عالم المصريات عن فرحته و"إحساسه الذي لا يُوصَف" عندما رأى تابوت الملك رمسيس الثاني، الفرعون الأشهر في تاريخ مصر القديم، مجددا في باريس بعد ما يقرب من نصف قرن من عرضه الأول، قائلا: "هذا حقا إنجاز كبير، فقد وقعت في حب هذا الملك".
وتابع فارو، وهو المنسق العلمي للمعرض: "عندما طلبنا من السلطات المصرية المعنية بالآثار عرض تابوت الملك رمسيس الثاني ضمن المقتنيات الثمينة في معرض رمسيس وذهب الفراعنة، وعندما وافقت مصر على نقل التابوت استثنائيا، كان هناك إحساس رائع أن أراه مرة أخرى هنا في فرنسا بعد 47 عاما".
وروى أنه كان في السادسة عشر من عمره عندما تم عرض التابوت الملكي خلال المعرض الأول في عام 1976 في "القصر الكبير" بباريس، ولم يكن في هذا المنصب الذي يشغله حاليا، بل كان طالبا يحلم برؤية الملك رمسيس الثاني، ويصف الآن، بعد أن صار المنسق لهذا المعرض، كيف وقع في حب هذا التابوت المذهل الذي يحمي الملك رمسيس الثاني.
وأضاف أن هذه الموافقة تأتي تقديرا لمساهمة فرنسا في إنقاذ مومياء الملك في عام 1976 وعلاجها من الفطريات، قائلا: "اليوم يأتي تابوت الملك رمسيس الثاني إلى فرنسا بعد 47 عاما، وأنا المنسق العلمي للمعرض، فهذا بمثابة هدية لي".
وتابع إنه في عام 1976، تم استقبال الملك رمسيس الثاني بشكل شرفي في فرنسا، كرئيس دولة أو ملك، فقد كان بالفعل ملكا لمصر، وشارك الحرس الجمهوري الفرنسي في الاستقبال، وهذه المرة أيضا كان هناك العديد من أفراد الشرطة الخاصة والدرك لتأمين موكبه.
يذكر أن هذا التابوت له مكانة كبيرة للغاية، فقد تم اكتشافه في خبيئة الدير البحري في عام 1881، وهو مصنوع من خشب الأرز ومطلي باللون الأصفر ويمثل "الملك بهيئة آدمية" وقد تقاطعت يداه، مُمسكا بشارات الحكم صولجان وسوط وله لحية مستعارة مضفرة، كما أن رمسيس الثاني يعتبر من أعظم الفراعنة المحاربين في عصر الدولة الحديثة، فقد حكم مصر لمدة 66 عاما، وكان قائدا عسكريا مهما وحاكما عظيما، وأحد أشهر فراعنة الأسرة التاسعة عشر.
وأكد فارو على مكانة الملك رمسيس الثاني الكبيرة لدى الفرنسيين، قائلا: "يمثل الملك رمسيس الثاني رمزا كبيرا، فبالأمس استقبله أيضا سفير مصر بباريس ووزيرة الثقافة الفرنسية وعدد كبير من وسائل الإعلام الفرنسية والأجنبية، في قاعة (لافيليت) المخصصة لمعرض (رمسيس وذهب الفراعنة)؛ وهو الأمر الذي له دلالة كبيرة على أهمية هذا التابوت الملكي، فمنذ جاء التابوت ونحن نتحدث عنه وكل الفرنسيين يتطلعون إلى هذا الحدث المهم، ويتذكرون ماذا حدث خلال عرضه الأول في عام 1976".
وتابع أن هذا المعرض يشكل فرصة كبيرة لجذب السائحين الفرنسيين إلى مصر، فأحد أهداف المعرض الأساسية هو إظهار حضارة مصر، فعند ذهاب المواطنين إلى المعرض، يرغبون بعد ذلك في زيارة مصر، وبذلك فالمعرض أداة لجذب السياح إليها، قائلا "سأقول للزوار اذهبوا إلى مصر، فهذا المعرض هو لإظهار تاريخ مصر العريق".
ولفت إلى أن من أهداف المعرض أيضًا هو بحث مدى الاكتشافات والإنجازات التي تحققت ما بين عام 1976 والآن، مشيرا إلى أن ليس هناك بحث علمي حقيقي من وراء هذا المعرض، لكن من ناحية أخرى، فإنه يُظهر حالة معرفتنا، لأنه ما بين عام 1976 واليوم، ظهرت لدينا الكثير والكثير من الأشياء الجديدة في مجالنا، فصارت لدينا اكتشافات أثرية وحفريات، ومنها مقابر ومدرسة كاملة أثرية، وبالتالي هذا المعرض يسمح بتقييم معرفتنا الحالية خلال هذه الفترة.
وأضاف أن هناك تعاونا وثيقا مع الجهات المصرية ومع نظرائه المصريين من علماء الآثار؛ للبحث عن اكتشافات جديدة.
واختتم حديثه قائلًا: "المثير للاهتمام أنه عندما نبحث أكثر، نجد اسم رمسيس في كل مكان وطوال الوقت، لأنه أطول فترة حكم في تاريخ مصر القديم، وهي الفترة الأكثر ثراءً".
ووافق مجلس الوزراء بشكل استثنائي على سفر التابوت الخشبي الخاص بمومياء الملك رمسيس الثاني، وضمه إلى قائمة القطع الأثرية لمعرض "رمسيس وذهب الفراعنة" في باريس، وذلك بناء على الطلب المقدم من الرئيس والمدير التنفيذي لمتحف (هيوستن) للعلوم الطبيعية المنظم للمعرض.
ولأول مرة منذ 47 عاما، يغادر تابوت الملك رمسيس الثاني الملون من خشب الأرز والمطلي باللون الأصفر، مصر بشكل استثنائي إلى باريس، وبذلك تكون فرنسا الوحيدة التي تستقبل التابوت الملكي من جديد للمرة الثانية.
وحظيت فرنسا بشرف استقبال التابوت الملكي في عام 1976، وفي مطار باريس لوبورجيه قام الحرس الجمهوري الفرنسي باستقبال شرفي لمومياء الملك رمسيس الثاني، وجاء سفر المومياء لمعالجتها من الفطريات، ونجح الفريق الطبي الفرنسي في معالجة المومياء بالأشعة السينية.
وهذه المرة، سيكون التابوت ضمن مجموعة القطع الأثرية الثمينة في معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" اعتبارًا من 6 أبريل الجاري في القاعة الكبرى"لافيليت"، ويتوقع أن يجذب عددًا كبيرًا من الزوار على غرار المعرض، الذي أقيم لتوت عنخ آمون، وتم تجهيزه في المكان نفسه عام 2019 وجذب 1.4 مليون زائر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة