أشاد العديد من النقاد بمسلسل "عملة نادرة"، خاصة مع ظهور أبطاله بأداء وشكل مغاير، ومنهم نيللي كريم وأحمد عيد وفريدة سيف النصر وغيرهم، ورغم أن قضايا الثأر والميراث سبق تناولها في عدد من الأعمال التي تحمل صبغة الدراما الصعيدية.
وفرض المسلسل الرمضاني الجديد نفسه بقوة وسجّل حضورًا مميزًا في المنافسة الحالية، لتناوله هذه القضايا بشكل ومن منظور جديد وقصة تحمل الكثير من عناصر التشويق.
وقال ماندو العدل مخرج "عملة نادرة" لقناة "القاهرة الإخبارية": من الصعب في هذه الفترة وجود ممثل جريء يقدم شكلًا مختلفًا عن الطبيعي ويغير جلده مثلما فعلت الفنانة نيللي كريم بطلة العمل خلال المسلسل، وبالتالي عندما أجد ممثلًا مجتهدًا فهذا يجعلني أطمع في أنه سيعطيني التفاصيل الجديدة التي أريدها.
وأضاف ماندو العدل: عندما تحدثت مع نيللي كريم حول تقديم شخصية صعيدية كنت مدركًا أنه سيكون لديها تخوف وهذا أمر طبيعي، خاصة أنني أيضًا كنت متخوفًا من تقديمي عمل صعيدي للمرة الأولى في مشواري الفني، ولكنني أثق في الله ثم في موهبة نيللي كريم، وبالاجتهاد نجحنا في تقديم عمل مميز.
وأشار ماندو العدل إلى أنه راهن أيضًا على قدرة الممثل أحمد عيد صاحب الباع الطويل في الأدوار الكوميدية على تجسيد شخصية "مسعود عبد الجبار"، الأخ الشرير الذي استباح دم أخيه وقتله بدم بارد لكي يحصل على ميراثه في الأرض، بل ووصل الأمر إلى أنه يريد الزواج من زوجته، إذ قال عن ذلك: "كان هناك بالفعل بعض التخوفات من اختيار أحمد عيد لهذا الدور وهذا منطقي، لأن الجمهور اعتاد رؤيته في الكوميديا، حيث تميز في الكوميديا السوداء وليست "الفارس".
أضاف المخرج: كنت أرى أحمد عيد الأكثر قربًا وشبهًا للشخصية المكتوبة في السيناريو، وعندما تحدثت مع الجهة المنتجة كانت متخوفة ولكن بما أنني لدي تجارب ناجحة من قبل في اختيار الممثلين في أدوار مختلفة وحققوا نجاحًا كبيرًا وحتى أحمد عيد في بداية الأمر اعتذر عن الدور ولكنني أقنعته لإيماني بموهبته وبقدراته في تقديم الأدوار الصعبة، ولكنه كان يحتاج لمخرج يقدّر ذلك وبالفعل حقق نجاحًا كبيرًا من ردود فعل الجمهور لأنه بالفعل ممثل مجتهد".
تابع ماندو العدل قائلًا: "اختياري للفنانة فريدة سيف النصر أيضًا في دور "سكينة" كان مختلفًا وهذا يعتمد عليّ كمخرج فعندما أقرأ السيناريو أتخيل الممثل في الدور أو أشعر أنه يشبه ممثل آخر في خياله، أؤمن بقدراتها التمثيلية للغاية وأنها لم تأخذ حقها حتى الآن لأن موهبتها أكبر مما يراه الجمهور، والاختيار كان صائبًا، بالإضافة إلى اجتهاد الممثلة ومذاكرة اللهجة الصعيدية جيدًا".
ولفت ماندو العدل إلى أنه لا يعد اختيار الممثلين في أدوار مختلفة التحدي الوحيد في مسلسل "عملة نادرة" بل هناك صعوبات أخرى ذكرها المخرج، منها التصوير الخارجي في أماكن صعبة، إضافة إلى كثرة المجاميع، وأيضًا المشاهد التي كانت في منزل "عبد الجبار" الذي جسد شخصيته الفنان الكبير جمال سليمان، والتي كانت مليئة بالدراما، كما أن المشهد الواحد يضم 7 أو 8 شخصيات، وكل واحد رأيه مختلف عن الآخر ولذلك المشاهد التي بها التجمع الأسري المليء بالصراعات كانت تحتاج إلى تركيز عالٍ، لذا كان المسلسل مرهقًا للغاية.
وقال ماندو: بطلة العمل نيللي كريم "نادرة" تواجه تقاليد أهل الصعيد في عدم حصول المرأة على ميراثها، حيث لديهم ثقافة أن الرجل يملك الأراضي ويعطي المرأة المال فقط دون الحق في الميراث، ونحن هنا لا نهاجم مجتمع الصعيد ولسنا ضده ولكن نناقش الموضوع بمنتهى البساطة المتمثلة في أن المرأة قادرة على إدارة شؤونها، ونطرح سؤالًا مفاده: لماذا يتم النظر إليها على أنها لا تستطيع فعل ذلك؟
يناقش "عملة نادرة" العديد من القضايا ومنها الثأر والصراع على الميراث، تلك الموضوعات المستلهمة من أرض الواقع، واستطاع المخرج ماندو العدل أن يقدمها بكل تفاصيلها التي تحدث في صعيد مصر، إذ أوضح أن هذا يحدث في الواقع بالفعل وهناك العديد من المشكلات التي تندلع بسبب الثأر، ومع توالي الحلقات سنرى مصير كل الشخصيات وأسبابهم لذلك، وحاولنا تقديم مشكلات من أرض الواقع، وطالما لم نقدمه بشكل مبالغ فيه فيعتبر ذلك جيدًا.