"مسجد بدر" تحفة معمارية فوق ربوة مرتفعة بأسوان.. موقعه كان طابية لأول كلية عسكرية بأفريقيا فى عهد محمد على باشا.. مبني على الطراز المملوكى ويضم 24 عمودا مزخرفا.. ومشكاوات القبة تحوى كتابات قرآنية بخط كوفى.. صور

السبت، 08 أبريل 2023 02:00 ص
"مسجد بدر" تحفة معمارية فوق ربوة مرتفعة بأسوان.. موقعه كان طابية لأول كلية عسكرية بأفريقيا فى عهد محمد على باشا.. مبني على الطراز المملوكى ويضم 24 عمودا مزخرفا.. ومشكاوات القبة تحوى كتابات قرآنية بخط كوفى.. صور مسجد بدر
أسوان – عبد الله صلاح السبيع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على ربوة مرتفعة، يقع مسجد بدر بالطابية، واحداً من أعرق المساجد فى مدينة أسوان نظراً للمكانة التاريخية والأهمية المعمارية للمسجد، والذى جعلته مزاراً سياحياً للمهتمين بالسياحة الدينية فى مصر، بالإضافة إلى موقع المسجد المرتفع عن سطح الأرض يجعل من المكان علامة بارزة لمدينة أسوان السياحية، وتحفة جمالية تجذب انتباه الناظرين إليه.

"اليوم السابع" تجول بعدسته لإبراز التحفة المعمارية لهذا المسجد وروعة التصميم وإبداع البناء والتشييد، بجانب مكانته التاريخية وقصة تحوله من كلية عسكرية أسسها محمد على باشا، وصولاً لتخصيصه مسجداً فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

تحدث الدكتور حسن محمد جبر، مدير المتابعة الفنية والأثرية لمناطق آثار مصر العليا، عن مسجد بدر الطابية بمدينة أسوان، قائلاً: يعد المسجد أحد أبرز مزارات السياحة الدينية الإسلامية فى مدينة أسوان، ويقع فى منطقة الطابية الأثرية العريقة، وكانت هذه المنطقة إحدى طابيتين بنيا فى مدينة أسوان خلال عام 1811، فى عهد محمد على باشا، والثانية بنيت بمنطقة الشيخ هارون، لتكونا مقراً للكلية الحربية التى كان مديرها سليمان باشا الفرنساوى، لتعليم فنون الحرب وتعزيز قدرات الجيش المصرى، وتحقيق أهداف إستراتيجية عسكرية فى إفريقيا، واختار هذين الموقعين بمدينة أسوان نظراً لارتباط مصر بالجنوب السودانى وأيضاً لارتفاع الموقعين فوق تبة عالية عن سطح الأرض.

وأضاف الدكتور حسن محمد جبر، أنه مع مرور الزمن اندثرت الطابيتين عقب فترة حكم محمد على باشا، ونظراً لعوامل ظهور الأسلحة المتطورة وانشغال الجيش المصرى بالفتوحات الإفريقية، وأيضاً التدخل الأجنبى فى مصر من خلال الوصاية الإنجليزية، وحل محلهما هذا المسجد الذى بُنى فى موقع الطابية القديمة خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتم تأسيسه سنة 1969، ثم استكمل وتم افتتاحه فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات سنة 1974.

وأشار مدير المتابعة الفنية والأثرية لمناطق آثار مصر العليا، إلى أنه رغم حداثة هذا المسجد تاريخياً وزمنياً إلا أن طرازه المملوكى الذى شُيد عليه، بالإضافة إلى بناءه فوق تلك الربوة العالية وشموخ مئذنتيه فى كبد السماء وجمال زخارفه من الداخل والخارج، وتلك القبة الضخمة التى تغطى صحن المسجد، كل ذلك يفرض على الناظرين أن يشهدوا له بالعراقة والقدم.

وأوضح "جبر"، أن المسجد مبنى على الطراز المملوكى بمساحة 700 متر مربع، بخلاف مساحة الحدائق، وللمسجد مدخلان رئيسيان من الجهة الجنوبية والغربية، أمام كل مدخل مظلة ترتكز على أعمدة دائرية يعلوها عقود مدببة تشبه حدوة الفرس، من الداخل الأعمدة موزعة فى تناسق معمارى يبلغ عددها 24 عموداً مزينة بدليات جصية كثيرة الزخارف تحمل فوقها القبة الضخمة المميزة التى تتوسط صالة الصلاة، ومن السقف تتدلى مشكاوات زجاجية عليها كتابات قرآنية بالخط الكوفى.

وتابع عضو اتحاد الأثريين العرب، أنه فى جدار القبلة التى تشاهدها مباشرة فى مواجهة المدخل الرئيسى، نجد محرابها البديع الصنع من الرخام المعشق بألوانه المتجانسة وعلى يمينه منبر خشبى يحاكى فى صناعته تلك المنابر الأثرية فى العصور السابقة وقد ملأت بالزخارف الهندسية والبنائية على شاكلة المنابر الأثرية فى العصور السابقة، وعلى جانبى المسجد اثنين من المآذن كتبت عليهم كلمات من نوع الخط الكوفى المربع باستخدام قوالب الطوب الأحمر بوضعيات مختلفة، كما أن العناصر المعمارية للمئذنة تشترك مع القباب الفاطمية يتمثل ذلك بوجه خاص فى وجود المخروط الركنى بجبانة أسوان.

فى المقابل، اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، وجه باستكمال مشروع تطوير ورفع كفاءة مسجد الطابية التاريخى، بعد أن تم إدراج مشروع تطوير منطقة الطابية فى العام المالى بتكلفة تقديرية 13.5 مليون جنيه، وشملت تنفيذ أعمال فرش السجاد بعد تجديده بالكامل، بجانب دعمه بـ13 تكييف كبير، بجانب تنفيذ أعمال الصيانة لدورات المياه الملحقة، فضلاً عن أعمال تجديد البلدورات وتكثيف الزراعات ليكون المسجد فى أبهى صورة بما يليق بمكانته فى منطقة الطابية الأثرية العريقة، معطياً توجيهاته لاستكمال أعمال التشجير والترميمات والدهانات والإنارة، وأيضاً إعادة رصف الطريق الدائرى لمطلع المسجد بما يساهم فى تحويله إلى بانوراما جمالية وذلك ضمن أعمال التطوير التى سيتم تنفيذها لمنطقة الطابية بالكامل ليصبح على غرار مسجد محمد على بالقلعة بالقاهرة باعتباره أحد مزارات السياحة الإسلامية، لافتاً إلى أن منطقة الطابية بعد تطويرها ستصبح متنفساً ترفيهياً للمواطنين، مع خلق ساحات لانتظار الحافلات السياحية والسيارات وبوابات حضارية متناسقة مع تصميمات الفن الإسلامى.

مسجد-بدر-الطابية-بأسوان-(1)
مسجد-بدر-الطابية-بأسوان-(1)

 

مسجد-بدر-الطابية-بأسوان-(2)
مسجد-بدر-الطابية-بأسوان-(2)

 

مسجد-بدر-الطابية-بأسوان-(3)
مسجد-بدر-الطابية-بأسوان-(3)

 

مسجد-بدر-الطابية-بمدينة-أسوان-(1)
مسجد-بدر-الطابية-بمدينة-أسوان-(1)

 

مسجد-بدر-الطابية-بمدينة-أسوان-(2)
مسجد-بدر-الطابية-بمدينة-أسوان-(2)

 

مسجد-بدر-الطابية-بمدينة-أسوان-(3)
مسجد-بدر-الطابية-بمدينة-أسوان-(3)

 

مسجد-بدر-الطابية-بمدينة-أسوان-(4)
مسجد-بدر-الطابية-بمدينة-أسوان-(4)

 

مسجد-بدر-بأسوان-(1)
مسجد-بدر-بأسوان-(1)

 

مسجد-بدر-بأسوان-(2)
مسجد-بدر-بأسوان-(2)

 

مسجد-بدر-بأسوان-(3)
مسجد-بدر-بأسوان-(3)

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة