ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الولايات المتحدة تواجه تحديًا في التوصل إلى صفقة مع روسيا بشأن تبادل المحتجزين الأمريكيين في روسيا مقابل سجناء روس.
وأشارت الصحيفة - على موقعها الإلكتروني السبت - إلى أنه بالنسبة للمعتقلين مثل مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان جيرشكوفيتش، يعتمد الإفراج في كثير من الأحيان على تحديد هوية السجناء الروس لمبادلتهم.
وأضافت الصحيفة أنه تم اتهام مجموعة كبيرة من الروس بالتجسس في الأشهر الأخيرة في أماكن مثل سلوفينيا والبرازيل. ثم في الأسبوع الماضي، اعتقلت روسيا الصحفي الأمريكي إيفان جيرشكوفيتش بينما كان في رحلة صحفية، واتهمته بالتجسس - وهو ادعاء تنفيه الصحيفة والإدارة الأمريكية بشدة.
وأوضحت الصحيفة أن مصير جيرشكوفيتش أو الروس المتهمين أو غيرهم يمكن أن يتقرر وفق عالم تبادل الأسرى الدولي الذي تم إحياؤه مؤخرًا، لكن السؤال الأساسي هو ما الشكل الذي ستتخذه مثل هذه الصفقة، وما مدى صعوبة التوصل إليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه الصفقات ظهرت للعلن على مدار العام الماضي، حيث تم تسليم اثنين من الأمريكيين اعتبرتهما الولايات المتحدة أنهما محتجزان "ظلمًا في روسيا مقابل روس مدانين بارتكاب جرائم في الولايات المتحدة".. في وقت كانت العلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها التاريخية بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
واستطردت، مع ذلك، نظرا لأن تلك التبادلات تعد خيارا، فمن الصعب أيضا تنفيذها بشكل دائم - وقد تزداد صعوبة مع الوقت؛ بجانب التحدي المتمثل في وجود مرشحين للتبادل من الجانب الروسي الذين لديهم قيمة كافية لموسكو لتطالبهم بها، وفي الوقت ذاته من المستساغ لواشنطن أن تطلق سراحهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن "هذه مهمة شاقة"، لكن عقد الصفقات التي تضمن روس محتجزين في دول أخرى غير الولايات المتحدة هو أمر غير مسبوق تقريبا. فعلى سبيل المثال، سعى المسؤولون الأمريكيون العام الماضي لإشراك سجين روسي محتجز في ألمانيا، في نسخة محتملة من عملية تبادل خارج نطاق سلطتهم.
وأردفت، قد يكون الخيار الأوضح هو تبادل السجناء مع روسي محتجز في الولايات المتحدة، لكن في أعقاب عمليات التبادل تم اتهام أو إدانة أبرز الروس المتبقين المرشحين لعمليات التبادل في جرائم إلكترونية.
وأوضحت الصحيفة أن ذلك يمكن أن يعيق قدرة روسيا على اعتبار مبادلة جيرشكوفيتش، على أساس الاتهام بالتجسس، بأنها صفقة متساوية الأهمية، موضحة أن جيرشكوفيتش كان معتمدا للعمل كصحفي في روسيا من قبل وزارة الخارجية الروسية وقت اعتقاله.
وفي الوقت نفسه، أعرب المسؤولون الأمريكيون عن اعتقادهم أن العديد من المتسللين الروس لهم صلات إما بالكرملين أو بالأقلية الحاكمة في روسيا، ويمكن إجبارهم على العمل في جهاز استخبارات إذا تمت إعادتهم إلى روسيا.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يوجد مواطن روسي متهم بالتجسس بشكل واضح محتجز حاليا في الولايات المتحدة، لكن هناك مواطنين روس آخرين مسجونين في الولايات المتحدة، وأبرزهم تم اتهامهم أو إدانتهم بجرائم إلكترونية، ويمكن أن يتوقف ترشيحهم لأي عملية تبادل.