يعد مسجد سيدى أحمد الفولى أحد أهم المساجد الأثرية والتاريخية فى محافظة المنيا، حتى لقبت المحافظة باسمه منيا الفولى، وذلك نظرا للقيمة الأثرية والتاريخية فى قلوب أبناء محافظة المنيا من اقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، حيث تحل المنيا المرتبة الثالثة فى القيمة الأثرية والحضارية بين محافظات الجمهورية لما تمتلكه من موقع متميز ومناطق اثرية تضم كافة العصور.
وتضم محافظة المنيا الكثير من المساجد التاريخية والأثرية، منها مسجد اللمطى والعمرى وعبادة ابن الصامت وتظهر القيمة الاثرية والتاريخية فى تلك المساجد من خلال الفن المعمارى لكثير من مساجد المحافظة ويأتى فى مقدمتها مسجد سيدى أحمد الفولى أحد المساجد التاريخية والذى تم بناءه على يد الخديو اسماعيل ليظل منذ ذلك التاريخ قبلة المتصوفين وأصحاب الحاجات يتوافدون إليه المريدين من مختلف محافظات مصر، وخاصة فى شهر رمضان الكريم.
من هو الإمام الفولى
هو على بن محمد بن على اليمنى المصرى، من علماء الأزهر الشريف ولد عام 990 هــ وتوفى 1067 هـ أى، ولقب بالأستاذ لأنه كان عالماً بالأزهر الشريف وله العديد من المؤلفات العلمية وله تلاميذه ودفن فى ضريح خاص بزاويته التى انشائها فى حياته على شاطئ النيل الغربى.
ولقد اشتهر الإمام الفولى بالتواضع والكرم وله مؤلفات أشهرها كتاب " تحفة الأكياس فى حسن الظن بالناس" وله عده تفاسير لبعض الآيات والسور
قصة بناء المسجد
قيل أن الخديو إسماعيل وهو فى طريق رحلته إلى جنوب مصر توقف بموكبه أمام زاوية الشيخ الفولى ونزل إلى مكان الضريح وهناك أمر الخديوى اسماعيل ببناء جامع كبير له وضريح يليق بمقامه
واوقف عليهما 100 فدان من أجود الأراضى الزراعية عام 1363 هـ تم بناء المسجد والضريح على الطراز الاندلسى وهو طراز فريد فى مصر ليس له مثيل وتم افتتاح المسجد ونقل الجثمان اليه عام 1365 هـ.
مكونات المسجد
يتكون المسجد من حوائط جميعها مبنية بالطوب الأحمر ومكسوة من الخارج بالحجر الصناعى، وأسقفه من الخرسانة المسلحة، وسلالم المدخل وأرضية المسجد من الموزايكو، والقبلة والجزء الأسفل من الحوائط الداخلية بارتفاع 1.20 متر مغطاة بالموزايكو المزخرف بحليات عربية،
ونقشت الأسقف بزخارف عربية دقيقة بألوان متعددة، وأعمدته من الخرسانة المسلحة المغلفة بالموزايكو، فيما صنعت الأبواب الرئيسية للمسجد من الخشب على الطراز العربى بحشوات بسيطة من وجه ومكسوة بزخارف عربية دقيقة من النحاس من الوجه الآخر، والشبابيك من الخشب المخروط المعروف بالخرط الصهريجى، وبالضريح شبابيك من الجبص المفرغ المحلى بالزجاج الملون، أما المنبر وكرسى السورة فمصنوعان من خشب نقى معشق بحشوات من خشب الزان مجمعة بحليات وأشكال هندسية، ويضم المسجد مصلى للسيدات ومكتبه كبيرة واستراحة لكبار الزوار وقد شهد المسجد فى الأيام الماضية تطورا كبيرا حفاظا على القيمية الأثرية للمسجد.
وقد شهد المسجد فى الأيام الماضية تطورا كبيرا احياء له وحفاظا على قيمته التاريخية، حيث وصلت تكلفة أعمال التطوير حوالى 3 ملايين جنيه.
وقد شملت أعمال التطوير صيانة دورات المياه، ودهان الواجهات والحوائط الداخلية وأعمال صيانة للكهرباء وزيادة الإضاءة بالمنطقة المحيطة للمسجد، والتى تتزين فى شهر رمضان بالانوار، وتشهد ساحة المسجد إقبال المواطنين على صلاة التراويح وقضاء اوقات روحانية بجوار ضيرح الإمام، فتتحول تلك الليالى إلى حلقات للذكر.
ومن ناحيته قال الشبخ رائد يحيى إمام وخطيب مسجد الفولى، أن المسجد به روحانيات عالية، وهو لإمام جليل من أئمة الأزهر الشريف وتم بناؤه فى عهد الخديوى إسماعيل، ويشهد المسجد تطورا كبيرا، حتى فى الدروس والمقرأه تحت إشراف وزارة الاوقاف، ويتميز المسجد فى شهر رمضان بإقبال كبيرمن المصلين وسوف يكون فى شهر رمضان حلقات يطلق عليها الملتلقى الفكرى طوال الشهر الكريم مع نخبه من العلماء داخل المسجد
واضاف أن المسجد يوجد به الان العديد من الانشطة التى تشرف عليها وزارة الاوقاف، كما يضم المسجد 6ساحات، وهو يحظى بمكانه كبيرة فى قلوب أهل المنيا، ويضم ضريح الإمام الفولى، الذى يأتى إليه المريدون من مختلف المحافظات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة