"علمنى حبك أن أحزن وأنا محتاج منذ عصور لامرأة تجعلنى أحزن" من منا لا يذكر هذه الكلمات التى تغنى بها كاظم الساهر.. من منا لم يبحث عن قصائد حب وأبيات شعر لمؤلف هذه الأغنية.. من منا لا يعرف نزار قبانى.
ولد نزار قبانى يوم 21 مارس 1923 فى دمشق لعائلة من أصول تركية وحصل على البكالوريا من الكلية فى دمشق، والتحق بكلية الحقوق وتخرج فى 1945 وعمل فى وزارة الخارجية السورية كدبلوماسى بين القاهرة، ومدريد، ولندن وبيروت.
وفى 1959 أثناء الوحدة بين مصر وسوريا، عُين سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة بسفارتها بالصين إلى أن استقال فى 1966، ثم انتقل إلى بيروت وأسس دار نشر باسم "منشورات نزار قبانى".
كانت قصة حب نزار قبانى وزوجته بلقيس الراوى قصة يرويها العشاق، فقد بدأت بالرفض وتخللها الشعر وانتهت بالانتصار وفرقهما الموت، وبدأت الحكاية برفض أسرة بلقيس لنزار كعادة القبائل العربية فى رفض من يتغزل فى بناتهم بالشعر.
ترك بعدها نزار العراق ليعمل دبلوماسياً بأسبانيا وافترق عن بلقيس حتى عام 1969 وهو العام الذى ذهب فيه إلى العراق بدعوة رسمية لحضور أحد المهرجانات وهناك ألقى قصيدة عن الراق وبطلتها بلقيس فقال:
مرحبا يا عراق، جئت اغنيك.. وبعض من الغناء بكاء
أكل الحزن من حشاشة قلبى.. والبقايا تقاسمتها النساء
وهزت هذه القصيدة بغداد كلها وتعاطف معه المسئولون فى العراق فذهب معه لخطبة بلقيس وزير الشباب العراقى ووزير الخارجية. وهكذا تزوج ببلقيس وكتب عنها إحتفالا بمرور 10 أعوام على زواجه منها قائلاً:
أشهد أن لا امرأة.. أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتى..عشرة أعوام كما احتملت
وإنتهت قصة الحب نهاية مأساوية
ففى 15 ديسمبر 1981، هزت العاصمة العراقية إنفجار كبير بالسفارة العراقية وتوفت بلقيس تحت الأنقاض وانهار نزار بعد سماعه الخبر، وكتب ينشد:
شكرا لكم
شكرا لكم
فحبيبتى قتلت وصار بوسعكم
أن تشربوا كاسا على قبر الشهيدة
واستمر نزار قبانى ينزف شعراً فى حب بلقيس والنساء حتى وفاته فى 30 أبريل 1998.