شارك الدكتور عبد العزيز قنصوه رئيس الجامعة الإسكندرية، اليوم، فى فعاليات الندوة التثقيفية التى نظمتها كلية الآداب تحت عنوان " دور المنابر الثقافية فى تنمية وعى الشباب"، تحدث فيها كل من الدكتور حلمى النمنم وزير الثقافة الأسبق، والدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتورة إيناس دياب الأستاذ بكلية التربية النوعية ومدير مركز الحرية للإبداع، وذلك بالقاعة الكبرى بمركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس بكلية التمريض في سموحة، وبحضور الدكتور هانى خميس عبده عميد كلية الآداب، والدكتور محمد عبد اللاه رئيس الجامعة الأسبق، وعمداء ووكلاء وأعضاء هيئة التدريس وطلاب كليات الجامعة.
وفى كلمته بهذه المناسبة رحب الدكتور عبد العزيز قنصوه بالحضور مؤكدا حرص الجامعة على عقد الندوات الثقافية واستضافة الرموز الثقافية المستنيرة من أجل نشر الوعي لدى طلابها ولتصبح الثقافة بمفهومها الشامل ركيزة أساسية في بناء شخصياتهم، وأكد على ارتباط التنمية الأقتصادية بالتنمية الثقافية، وضرورة التوعية والتعريف بجهود الدولة فى تنفيذ عدد كبير من المشروعات القومية، في ظل تحديات ضخمة على كافة الأصعدة، مؤكداً أن الحل الوحيد لجميع المشكلات هو التعليم الجيد وتعزيز الشعور بالانتماء للوطن، وأوضح أن الجامعة تعمل وفق إستراتيجية وزارة التعليم العالي التى تتطور بديناميكية سريعة بهدف تحسين جودة التعليم لتصبح ذات مستوى عالمى قادر على بناء الجمهورية الجديدة عبر منظومة متكاملة من الجامعات الحكومية والأهلية والدولية، وإتاحة فرص التعلم وزيادة المعرفة ووجه الطلاب للإستفادة من بنك المعرفة الذى يتيح الاطلاع على الأبحاث العلمية بصورة مجانية لا تتوافر للكثير من الطلاب في دول العالم فهو تجربة مصرية غير مسبوقة، ووجه رئيس الجامعة الطلاب إلى ضرورة بذل كل الجهود من أجل الحصول على المعرفة في التخصصات المتنوعة وأن تظل عملية التعليم مستمرة لا تتوقف، ومواكبة التغييرات السريعة في المجالات العلمية والاكاديمية المختلفة.
وأعرب النمنم عن سعادته بالتواجد في جامعة الإسكندرية التى أسسها الدكتور طه حسين أحد أبرز رموز الثقافة فى مصر والوطن العربى مؤكداً على أهمية موضوع الندوة لافتاً أن قضية الوعى ضرورة حتمية لكل المجتمعات و لكل فئات الشعب وفى كل الأوقات بصفة عامة وفى الوقت الراهن بصفة خاصة حيث تواجه الدول مشكلات التفتت والانقسام، فى وقت تعرضت فيه الكثير من المجتمعات المحيطة لهذا الخطر، واستطاعت مصر التغلب على محاولات عديدة لتقسيمها بفضل التلاحم بين الشعب المصرى ومؤسساته العريقة من جيش وشرطة والجامع الأزهر والكنيسة المصرية، وأكد على ضرورة
وأشار الدكتور أحمد زايد إلى التعاون بين جامعة الإسكندرية و مكتبة الإسكندرية فى العديد من الأنشطة الثقافية التى تساهم في نشر الوعي والثقافة فى المجتمع السكندرى مؤكداً على أهمية توسيع مفهوم الوعى إلى بناء العقل والذات وكيفية تشكيل الذات الواعية القادرة على حراسة نفسها من المؤامرات الخارجية التى تستهدف التحكم في العقول في ظل مجتمعات تعانى من اخطار عديدة مثل الأمية والإرهاب والتلوث ونقص الوعى لذا وجب علينا تحديد المشكلات التي تواجه وطننا ووضع الحلول الشاملة وفق فقه الأولويات حيث يواجه الشباب خطر ثقافة الاستهلاك وتتسع الفجوة ما بين الطموح والإمكانيات، ولفت إلى خطر مواقع التواصل الاجتماعي التى تمثل سلاح ذو حدين حيث تعمل بشكل إيجابي كأداة للثقافة والتواصل ولكن يمكن استخدامها بشكل سلبى كأداة للفرقة ونشر الأفكار العدوانية وتحطيم الوعى و تفكيك المجتمع.
ولفت الدكتور هانى خميس إلى دور جامعة الإسكندرية وكلية الآداب فى رفع الوعي ونشر الفكر التنويرى ومناقشة القضايا المجتمعية في ظل التحديات التي تواجه الأوطان من خلال الظواهر السلبية التي تعكر الصفو العام وتبث الطاقة السلبية والخوف من المستقبل ونشر الشائعات من خلال وسائل التواصل والتكنولوجيا الحديثة حيث تلعب الثقافة والفن دور محوري في نشر الوعي وبث روح الإنتماء والولاء للوطن وتعزيز الشعور بالهوية الوطنية مشيراً إلى دور وزارة الثقافة فى افتتاح دور الثقافة فى مختلف المحافظات من أجل تقديم أنشطة وفعاليات ثقافية تنشر الوعى بين الشباب مشيداً بدور مكتبة الإسكندرية كصرح ثقافى يتيح الفرصة لمناقشة مشكلات الوطن وتحدياته والعمل على تقديم حلول غير تقليدية وتعزز وعى الشباب عبر تنمية ثقافة القراءة.
وأكدت الدكتورة إيناس دياب إلى أهمية عمل المنابر الثقافية في تعزيز التواصل وللتعاون بين الشباب من خلال ما تقدمه من فعاليات ثقافية وفنية وتعليمية لبناء مجتمع مترابط حيث تنظم المراكز الثقافية العديد من ورش العمل والعروض المسرحية ومعارض الفن التشكيلي والحفلات الموسيقية و الندوات الثقافية والأدبية و الشعرية و معارض التصوير الفوتوغرافي وورش الرسم و نوادى السينما حيث تقوم هذه الفعاليات فى تقديم الدعم الثقافى و العاطفي و الاجتماعي للشباب و تشجيع الابتكار والابداع و تعزيز قيم الثقافة و الإنتماء و التنوع و تأهيل وتدريب الشباب لسوق العمل و دعم ذوى الهمم ثقافياً واجتماعياً مشيرة إلى دور مركز الحرية للإبداع فى تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات والندوات الثقافية بالتعاون مع جامعة الإسكندرية لرفع مستوى الوعي لدى الشباب و خطته المستقبلية لزيادة هذه الأنشطة.
شهدت الندوة عدة مناقشات بين الضيوف والحضور من طلبة الكليات المختلفة، أكدوا خلالها على أهمية استمرار تنظيم الفعاليات المتعلقة بنشر الوعي والثقافة وكيفية مواجهة الشائعات.