عشرات القصص والحالات الإنسانية يسجلها قطاع غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلى الذى لا يفرق بين النساء والأطفال، ويواصل الطيران الحربى لجيش الاحتلال حربه الشرسة ضد المدنيين الفلسطينيين ويدمر أحلامهم وطموحاتهم التى يعيشون من أجلها أملا فى كسر الحصار وعودة الحياة الطبيعية والعيش الكريم للفلسطينيين فى غزة.
قصة اليوم عن "دانية عدس" وهي فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 19 عاما كانت تنتظر زفافها في شهر يوليو المقبل، وقد أعدت الفتاة الترتيبات الأخيرة لزفافها على الشاب الفلسطيني محمد سعد، إلا أن صاروخ إسرائيلي قد أودى بحياتها وقضى على كل أحلامها وأعلنت أسرتها استشهادها لترتدى الفتاة الكفن الأبيض بدلا من فستان الزفاف.
"لا تنطفئ.. رب الحياة معك" جملة من قصاصة ورقية علقتها الشهيدة "دانية عدس" على حائط غرفتها قبل أن يطفئ عمرها صاروخ إسرائيلي يوم أمس الأربعاء، وسط حالة من الصدمة والذهول التى سيطرت على أسرة العروسين.
كانت الشهيدة "دانية عدس" وخطيبها "محمد سعد" يجهزان لحفل زفافهما بعد شهر من الآن، وعقب إعلان قصف منزلهم توجه الشاب الفلسطيني إلى منزل العروس ليجدها شهيدة وقد تركت خلفها قصاصات ورقية صغيرة تناثرت في غرفتها تكشف بشاعة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل يوميا بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
صدمة وحزن كبيرين أصابا الشاب محمد سعد من غزة بعد استشهاد عروسه دانية عدس (19 عامًا) جراء غارة غادرة من طائرات الاحتلال الاسرائيلي التي أصابت منزلها شرق المدينة؛ لتحوّل فرحهُما المقرر بعد أسابيع إلى بيت عزاء.
وكان العروسان يعتزمان غدًا حجز زي الزفاف واختيار غرفة نومهما، بعد أن أنهى العريس تجهيز شقته، ولم يستطع الشاب الفلسطيني محمد سعد مغادرة القبر الذي دفنت فيه عروسه، وسط صمت وحزن كبيران أصاباه منذ أن تلقّى نبأ استشهادها.
وأرسل الشاب الفلسطيني محمد سعد رسالة عبر حسابه الشخصي على فيسبوك إلى قاعة الأفراح التي كان يعتزم إحياء زفافه بها لإلغاء الحجز بعبارات مقتضبة "ألغوا الحجز .. العروسة استشهدت".
القهر لم يغب أيضًا عن المواطن الفلسطينى علاء عدس - والد العروس -إذ أنه لم يصدق ابنتاه دانية وإيمان التي تصغرها قد رحلتا إلى الأبد ولن تعودا.
فقد كانت إيمان تحلم أنها ستدرس في كلية الطب، حيث قررت مع شقيقتها دانية أنهما ستلتحقان بالجامعة للتعرّف عن حلمها عن قرب.
دانية التي كانت تدرس المحاسبة التطبيقية، في السنة الرابعة، كانت تنتظر زفافها الذي كان مقررا بعد شهر.
ويقول والد الشهيدتين: "قبل يومين ذهبنا إلى البحر، وإذا بإيمان تقول لي يا أبي لقد رأيت في المنام أني أرتدي فستاناً أبيضا، فقلت لها: ربما هي اختك دانية التي ستزف قريبا.. وها قد صدقت رؤيتها وزفتا عروسان معا إلى الأبد .. لم أكن أعلم أن حلمها سيتحقق وأنها ستُزفّ إلى الجنان".
أضاف: "حين ناديت على دانية وإيمان لم تجيبا، فاعتقدت أنهما مستغرقتان في النوم.. كانت الغرفة مظلمة يلفها الدخان والغبار، فيما يكاد قلبي ينخلع خوفا ولهفة، وحين دخلت غرفتهما رأيتهما تحت الركام، وبمساعدة بعض الجيران استطعنا إخراجهما.. دانية كانت جثة هامدة، بينما إيمان كانت لا تزال حية وتم نقلهما إلى المستشفى، إلا أن إيمان هي الأخرى فارقت الحياة في وقت لاحق لتلحق بشقيقتها".