الأسرة هي أساس المجتمع التي تشكل وحدته الأساسية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. وتلعب دورًا هامًا في تكوين وتنمية هوية الفرد ومهاراته، وتحدد قيمه والمعتقدات التي يورثها من جيل لآخر، مما يحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي للأفراد، ومن هذا المنطلق يحدثنا الدكتور محمد عيد الكيلانى وكيل وزارة الأوقاف سابقًا أهمية الاختيار السليم في بناء الأسرة والمجتمع.
دكتور محمد الكيلانى
قال وكيل وزارة الأوقاف سابقًا خلال تصريحاته لـ" اليوم السابع" :" اعتنى الإسلام ببناء الأسرة بدًءا من حسن الاختيار والتدقيق لشريك الحياة، فالرجل يحسن المرأة والأخيرة تحسن اختيار الأول، وفق ضوابط وضعها الإسلام ونلخصها في الشروط الواجب توافرها في الرجل أن يكون كفؤا للزواج وأن يكون صاحب دين وصاحب خلق".
وأضاف:" في الحديث الشريف يقول النبي عليه الصلاة والسلام،" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفسادا كبيرا" فإذا كان هذا أهم شرط يجب توافره في الزوج فإن الإسلام أيضًا اشترط في شريكة الحياة أن تكون صاحبة دين لبناء أسرة قوية متينة تخرج أفراد نافعين للمجتمع يؤدبون بأخلاق الدين والتعاليم السماوية".
وتابع وكيل وزارة الأوقاف السابق:" إذا فالمعيار الأساسي لبناء الأسرة هو حسن الاختيار من البداية، وبذلك ستكون أسرة نافعة تفيد المجتمع وتجعلهم على خلق ودين. وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة كثرة المشاكل الأسرية وازدياد حالات الطلاق، وقد يكون ذلك بسبب عدم التدقيق في الاختيار، لأن هناك من يتزوج من أجل أهداف أخرى غير بناء أسرة سليمة، أي من أجل المظهر والجمال أو حسب المكانة الاجتماعية والمنزلة لإحدى الزوجين، ونسيا أن الدين وضع ضوابط قوية وجعل هذه الضوابط وأهمها الأخلاق".
وهناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد الأسرة في تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي لأفرادها، فيجب أن تكون هنا تواصل فعال بين أفراد الأسرة، والاستماع بعناية لأفكار بعضهم البعض، والتعبير بصراحة عن مشاعرهم وآرائهم واحتياجاتهم. وتحدد الأهداف المشتركة والعمل بجدية لتحقيقها، مما يساعد على تعزيز الروابط العائلية والانتماء والثقة بين أفراد الأسرة.بالإضافة إلى تشجيع الاحترام والتسامح وتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية التي تعزز السلوك الإيجابي والمتعاون داخل الأسرة وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لأفرادها.