مع رفع القيود الصحية التى فرضت إبان وباء كورونا على المهاجرين، والتي سمحت بطردهم بشكل أسرع على الحدود الجنوبية، حذر وزير الأمن الداخلى الأمريكى المهاجرين من العبور غير الشرعى إلى الولايات المتحدة.
وبحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، فإن مايوركاس، قال إن الحدود ليست مفتوحة، مضيفا أن من يدخلون البلاد بشكل غير قانونى سيواجهون الآن عواقب أكثر صرامة، بما فى ذلك الطرد من البلاد. ووجه مايوركاس حديثه للمهاجرين قائلا: "لا تخاطروا بحياتهم ومدخراتكم فقط ليتم إخراجكم من الولايات المتحدة، إذا وصلوا إليها".
وجاء التحذير الأخير من قبل مايوركاس فى الوقت الذى يستعد فيه المسئولون لتدفق جديد لعشرات الآلاف من المهاجرين بمجرد إنهاء السياسة التي فرضت فى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب منذ مارس 2020، والمقرر اليوم الخميس.
وقد بدأت الآثار تتضح بالفعل. فيوم الثلاثاء اعتقل المسئولون أكثر من 11 ألف مهاجر عبروا الحدود بشكل غير قانونى، وفقا لبيانات داخلية، بزيادة عن العمليات العبور فى خلال يوم فى الأسبوع الماضى والتي كانت ما بين 7 إلى 8 آلاف.
وكانت قيود ترامب التي عرفت باسم "العنوان 42" قد أبقت الحدود مغلقة أمام طالبى اللجوء، وسمحت للمسئولين بشكل كبير بتخطى أجزاء من العملية الإدارية المطولة لإعادة المهاجرين بشكل غير قانونى إلى المكسيك مرة أخرى. وبمجرد انتهاء هذه القاعدة، سيعود المسئولون إلى قوانين الحدود القائمة منذ عقود والتي تطيل أمد تلك العملية.
إلا أن نهاية سياسة العنوان 42 قد كشف عن انقسامات عميقة، والتي أعاقت على مدار سنين جهود الكونجرس للعمل من جديد على قوانين الهجرة التي عفا عليها الزمن. وأصبحت هذه القوانين تحت الأضواء الآن مع محاولة الجمهوريين تمرير قانون أكثر صرامة يتعلق بالحدود من خلال مجلس النواب.
وقال مايوركاس إن الإدارة أرسلت مزيدا من ضباط اللجوء وأيضا الآلاف من أفراد وزارتى الأمن الداخلى والدفاع. وقال الرئيس بايدن، الأربعاء، إن يفكر فى إرسال قوات إضافية إلى الحدود، إلى جانب 1500 من القوات تم الإعلان عنهم الأسبوع الماضى.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الملايين فى أمريكا اللاتينية يغادرون أوطانهم بأعداد غير مسبوقة منذ عقود، والعديد منهم يتوجه صوب الولايات المتحدة.
وفى حين أن الهجرة إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة طالما كانت متقلبة، إلا أن وباء كورونا والركود الذى أعقبه قد أضرا بأمريكا اللاتينية ربما أكثر من أى مكان آخر فى العالم، مما أغرق الملايين فى حالة من الجوع واليأس. فقد تم القضاء على التقدم الذى أُحرز على مدار عقود فى مكافحة الفقر الشديد، ووصلت البطالة على مستوياتت غير مسبوقة منذ عقدين. وأدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى خنق خط إمداد رئيسى للحبوب والأسمدة وأدى على ارتفاع أسعار الغذاء.
وفاقم من الصدمات الاقتصادية العنف، مع اندلاع الصراع بين الجماعات المسلحة فى دول كانت سلمية نسبيا، واحتدامه فى أماكن أخرى طالما اعتادت على الإرهاب.
وفى ظل هذه الأحداث، شن المهربون والمهاجرون على حد السواء هجمات قوية عبر السوشيال ميديا، الكثير منها يعتمد على معلومات مضللة، والتي تشجع الناس على الهجرة إلى الولايات المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا التراكم من العوامل القاتمة يعنى أنه عندما يتم رفع قيود صحية على الحدود فرضت بسبب وباء كورونا وتعرف باسم عنوان 42، فإن الولايات المتحدة ستواجه تحدى الهجرة سيكون أكثر صعوبة مما واجهته عندما تم فرض الإجراء لأول مرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة