يحتفل العالم الإسلامى فى الثانى عشر من مايو من كل عام بذكرى ميلاد الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، إذ ولد في 12 مايو عام 1910، بقرية السلام بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، يُعد الإمام الأكبر فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود صاحب ورائد مدرسة الفكر الإسلامي والتصوف في العصر الحديث، ولُقِّب بأبي التصوف في العصر الراهن، فقد أثرى المكتبة العربية بأمهات الكتب بين تحقيق وتأليف وترجمة، واكتسب العالم الجليل احترم كل الفرق والمذاهب الإسلامية في شتى بقاع العالم، وسيبقى هذا العالِم وتراثه في قلوبنا على مر العصور، وللشيخ الراحل أكثر من 60 مؤلفا في التصوف والفلسفة، بعضها بالفرنسية، من أشهر كتبه: "أوروبا والإسلام"، والتوحيد الخالص" والإسلام والعقل"، و"أسرار العبادات في الإسلام"، و"التفكير الفلسفي في الإسلام"، والقرآن والنبي"، و"المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي".
وقال العمدة" محمود صالح" ابن شقيقة الإمام الراحل، ل" اليوم السابع" أن مسجد الإمام يأتي إلى محبيه من كل أنحاء العالم لزيارته، وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة، وأن يعكف حاليا على توسيع ساحة مسجد الإمام لتستوعب محبيه من كل أنحاء العالم للاحتفال بذكرى مولده من كل عام، ومتابعا أن الإمام حينما تقلد منصب شيخ الأزهر، كان يسمى العصر الذهبي للمعاهد الأزهرية وكانت قبل عهده المعاهد تعد على الأصابع وأنشأ فى عهد أكثر من 4000 معهد على مستوى الجمهورية، وكان يقصد من ذلك نشر التعليم الأزهرى الإسلامى الصحيح وسمح بقبول تحويل الطلاب من التربية والتعليم إلى الأزهر لنشر التعليم الازهري، وبث روح التربية الإسلامية فى النشا، وكان لا ينقطع فى المناسبات الدينية وكان قدوة ومثل أعلى لأهل القرية ويصل الرحم ولا ينقطع عن الاتصال بأهل القرية، لدرجة أنه لا يوجد أسرة بالقرية إلا وتسمى إبنها عبد الحليم.
وأضاف، أن خاله الإمام الأكبر قبيل حرب رمضان المجيدة، شاهد رسول الله فى المنام يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنا إياه بالنصر، ولم يكتف بهذا، بل انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام مبينا أن حربنا مع إسرائيل هى حرب فى سبيل الله، وأن الذى يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق، وكانت نتيجة الإعداد الجيد الذى قام به الجيش المصرى، مضافا إليه طمأنة الدكتور عبد الحليم محمود، لرئيس البلاد وحَفْزه إياه على شن الحرب ضد قوات الصهاينة، التي تحتل جزءا غاليا من تراب مصر، هى ما أسفرت عنه الحرب الرمضانية المجيدة من نصر كبير
وسرد موقفا أخر من حياة الإمام تدل على زهده فى الدنيا قائلا: خالى الشيخ "عبد الحليم محمود" رحمه الله عليه، كان يقيم فى شقة إيجار فى حلمية الزيتون، وطلب منه نجليه، شراء مسكن مستقل بهما، فتوجه الشيخ عبد الحليم محمود إلى قرية السلام، وباع ميراثه من الأرض لشقيقه الأصغر "عبد الغنى" وتوجه ومعه المال إلى القاهرة لكى يفرح نجليه، بأنه سوف يشتري لهما مسكن، وفى الطريق توجه لزيارة صديق له مريض فشاهد طالبا يجلس معه وكان عليه ملامح الحزن فسأله الشيخ عما يحزنه، فقص عليه الطالب قصة مؤثرة وأن أسرته تمر بضائقة مالية ووالده طريح الفراش، فأخذ الشيخ المبلغ الذى كان بحوزته كله، وأعطاه للطالب الفقير.
وتابع نجل شقيقة الشيخ: عندما عاد خالى للمنزل، سأله نجليه عن الأموال لشراء المسكن، فقال لهم اشتريت لكما منزل عند الله، وظل حتى وفاته يقيم فى شقة بالإيجار فى حلمية الزيتون، رغم أن عرض عليه ان يقيم فى أماكن فاخرة عندما كان شيخا للأزهر لكنه رفض كل هذا وتاجر مع الله.
على ضفاف ترعة الإسماعيلية بعزبة أبو أحمد، بقرية السلام التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، ولد الشيخ عبد الحليم محمود سنة 1328 ه ويوم 12 مايو 1910م ،ونشأ فى أسرة كريمة شريفة ميسورة، مشهورة بالصلاح والتقوى، وهو الابن الأكبر لأشقاء "3 ذكور و4 بنات،، وكان والده رحمه الله صاحب دينٍ وخلقٍ وعلم، فحفظ الشيخ القرآن الكريم فى سِنٍّ مبكر، ثم دخل الأزهر سنة 1923م، وظل به عامين ينتقل بين حلقاته، حتى تم افتتاح معهد "الزقازيق" سنة 1925م، فألحقه والده به؛ لقربه من قريته، ثم التحق بعدها بمعهد المعلمين المسائي، فجمع بين الدراستين، ونجح فى المعهدين، ثم عُيِّن مُدَرِّسًا، ولكن والده آثر أن يكمل الشيخ عبد الحليم دراسته، ثم تقدم الشيخ لامتحان إتمام الشهادة الثانوية الأزهرية فنالها عام 1928م فى سنة واحدة.
واستكمل الشيخ الإمام دراسته العليا، فنال العَالِمية سنة 1932م، ثم سافر إلى فرنسا؛ لإتمام الدراسة فى جامعاتها، وذلك على نفقته الخاصة، وآثر الشيخُ عبد الحليم أن يَدْرس تاريخَ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس، وفى سنة 1938م التحق بالبعثة الأزهرية، التى كانت تَدْرس هناك، وقد تم له النجاح فيما اختاره من علومٍ لعمل دراسة الدكتوراه، وتقلد العديد من المناصب العليا منها وزير الأوقاف، وشيخ الأزهر الشريف، وبعد عودة الشيخ الإمام عبد الحليم محمود من رحلة الحج فى 16 من ذى القعدة 1398هـ، الموافق 17 من أكتوبر 1978م قام بإجراء عملية المرار بمستشفى بالقاهرة، وتوفى بعد 3 أيام من إجراء العملية، وتلقت الأمة الإسلامية نبأ وفاته بالأسى، وصلى عليه ألوف المسلمين الذين احتشدوا بالجامع الأزهر ليشيعوه إلى مثواه الأخير، تاركًا تُرَاثًا فِكْرِيًّا زَاخِرًا، ما زال يعاد نشره وطباعته، وتم دفنه بضريح بناءه شقيقه الشيخ "عبد الغني" بجوار مسجد القرية بالشرقية، بعد أن تبرع الإمام بجميع ما يملك ومات دون أن يترك شيئا سوى سيرته العطرة.
ومن جانبه حرصت وزارة الأوقاف، بإشراف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على إقامة الأسبوع الثقافي بمحافظة الشرقية، بمسجد الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الجامع الأزهر لما يمثله المكان وصاحبه من مكانة في نفوس المواطن الشرقاوى.
وحاضر فى الأسبوع الثقافى الذى بدات فعالياته يوم الأحد الماضى بقرية السلام، مسقط رأس الشيخ عبد الحليم محمود، نخبة من كبار علماء الأوقاف والأزهر الشريف، يتقدمهم الشيخ مجدي بدران، وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية، والدكتور شعبان كفافي، عميد كلية اللغة العربية بالزقازيق الأسبق، وعميد المركز الثقافي الإسلامي بفاقوس، والدكتور محمد إبراهيم حامد، وكيل مديرية أوقاف الشرقية.
وقال الدكتور محمد حامد مدير مديرية أوقاف الشرقية، أن فعاليات الأسبوع الثقافي، تدور حول عدة موضوعات من بينها " نعمة الصحة حقيقتها وشكرها" ونعمة المال حقيقتها وشكرها" ونعمة الأمن حقيقتها وشكرها" ونعمة الإيمان حقيقتها وشكرها" حيث يتوافق عقد الأسبوع الثقافي بذكرى ميلاد الشيخ عبد الحليم محمود.
الدكتور احمد عمر هاشم، ونجل شقيقة الشيخ
الدكتور محمد حامد، وكيل مديرية اوقاف الشرقية، ونجل شقيقة الشيخ داخل ضريح الشيخ
الشيخ عبد الحليم محمود والرئيس أنور السادات
الشيخ عبد الحليم محمود (1)
الشيخ عبد الحليم محمود (2)
الشيخ عبد الحليم محمود (3)
الشيخ عبد الحليوم محمود وجيمى كارتر الرئيس الأمريكى
اوقاف الشرقية تنظم اسبوع ثقافى داخل مسجد الشيخ عبد الحليم محمود
أئمة اوقاف الشرقية أمام مسجد الشيخ
جانب من الصور التذكارية للشيخ عبد الحليم محمود (1)
جانب من الصور التذكارية للشيخ عبد الحليم محمود (2)
جانب من الصور التذكارية للشيخ عبد الحليم محمود (3)
جانب من الصور التذكارية للشيخ عبد الحليم محمود (4)
من فعاليات الاسبوع الثقافى داخل مسجد الشيخ