أصوات المياه التي تشعرك بالسكينة وقت الفجر وأصوات حركة السفن التي تأتى واحدة تلو الأخرى وتقف بجانب بعضها وتشكل لوحة فنية، ومع شروق الشمس يبدأ مزاد السمك بعزبة البرج، فى مدينة رأس البر .
أشكال وألوان من خيرات البحر متراصة جانب بعضها البعض، وتجار يشترون من الصائدين في مزاد علنى للسمك وفواكه البحر، فبعد عمل أيام داخل البحار والأمواج العالية وتلك المخاطر التي يمر بها الصائدين داخل البحر يحصدون ثمرة تعبهم ويبيعون حصادهم من صيد السمك.
وبالحديث مع أكبر صياد "عم عطية حسن توتو" والذي تجاوز عمره ثمانين عاما فقد عمل صياد داخل البحر لمدة سبع عقود وبالرغم من ظهور علامات الشيخوخة والكفاح على وجهه إلا أن الابتسامة لا تفارق وجهه بالإضافة الى حظيه على محبة جميع من حوله حيث قال: " احنا عاملين زى السمك لو خرجنا من البحر نموت " هكذا عبر عن سبب استكماله في العمل بالرغم من كبر سنه.
واستكمل حديثه" المهنة علمتنى الصبر وازاي اتعامل مع الناس وشوفت فيها الخير كله وناس كويسة وأهالي عزبة البرج ناس طيبين عايشين على صيد السمك وصناعة السفن.
وإذا تطرقنا عشرات الأمتار داخل عزبة البرج شاهدنا مشهد رائع ل مبنى قديم يسمى " طابية عرابي" وحوله هياكل ضخمة من الحديد وعمال حولها يعملون بجدية أحدهم يلحم الحديد والآخر يدق بالشاكوش، إنها قلعة صناعة السفن ففي تلك المنطقة يتم تصليح السفن الجديدة وترميم السفن القديمة.
"حب المراكب عندنا بالفطرة احنا قرية صغيرة بتطل على البحر والنيل، فزمان واحنا صغيرين كنا بنجيب علب الصفيح ونعمل منها مركب ونلعب بيها فبطبيعة الحال طلعنا بنحب السفن والبحر" هكذا عبر رمضان أبو المعاطي" من أقدم مالكي ورش صناعة السفن عن حبه للمهنة التي نشأ عليها وتوارثها من آباؤه وأجداده واتقنها وأحبها بشدة الى أن استمر في تلك المهنة حتى الآن.
واستكمل حديثه " شغلنا من تصنيع السفن بيتصدر برا مصر مش بس انتاج محلى وأسعد لحظة في حياتي لما بشوف المركب نازلة الماية، بنحتفل بيها وبنعمل فرح كأنها عروسة بتتزف".
أما عن التصنيع والصناعة فقديما كان العمل يدوي وصعب جدا أما الآن فالتصنيع باستخدام معدات وآلات حديثة وكذلك السفن في القديم كانت تصنع من الخشب والآن معظمها من معدن الحديد لقوة تحمله، فهم دائما يسعون للتعلم والتطور.