مشروع الملاذ الآمن للحيوانات أحد أهم المشروعات الواعدة التى تنتظرها محافظة الفيوم لخلق نوع جديد من السياحة بالمحافظة، والمشروع المزمع إنشاؤه بالتعاون مع المملكة الأردنية ممثلة فى الأميرة عالية بنت الحسين والذى تم تحديد موقعه بمحمية وادى الريان بمحافظة الفيوم على مساحة 1000 فدان.
من المقرر أن يشمل توفير مساكن للحيوانات التى تعرضت للإيذاء وتم إنقاذها، وبرامج لتشجيع السياح المحليين والدوليين لزيارة الملاذ الآمن، ووضع برنامج تثقيفى للأطفال والكبار، فضلاً عن إقامة مشروع لإعادة التدوير بمحمية وادى الريان، مع إمكانية اقتران المشروع مع البرامج التعليمية للمدارس المحلية، بما يرتقى بالبيئة ويخلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين.
كما يتضمن الملاذ الآمن، تنفيذ مشروع لغرس أشجار الشعوب الأصلية بالمحمية، بالتعاون مع وزارة الزراعة والحدائق النباتية، وإنشاء مدرسة للمتعلمين المعاقين عقلياً وبدنياً بالتعاون مع الجامعات والمنظمات غير الحكومية، مع توفير التدريب اللازم للمعلمين بتلك المدرسة، بجانب إقامة عدد 50 نزل صديقة للبيئة للسياح الزائرين للمحمية.
وقال الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، إن مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية" تم عرضه على المحافظة منذ نحو عام، وهو مشروع واعد جداً من المزمع تنفيذه على مساحة ألف فدان بمحمية وادى الريان، وعلى أثر ذلك استدعت المحافظة أحد أبنائها بوصفه أحد الخبراء الدوليين فى مجال التعامل مع الحيوانات، وذلك لمناقشة أوجه التعاون فى مجال مجابهة ظاهرة كلاب الشوارع بشكل علمى سليم، ووضع خطة عمل لحل هذه المشكلة، كما تم مناقشة أوجه التعاون فى إقامة محمية ملاذ آمن للحياة البرية، لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض، من خلال نقلها لملاذات آمنة بأنظمة وطرق معينة تحافظ على صحة الحيوان، على غرار المعمول به فى عدد من دول العالم ومنها دولة الأردن الشقيق.
وتابع "الأنصاري" أنه تم اقتراح عدد من المناطق الملائمة لتنفيذ ملاذ الحيوانات البرية، مثل منطقة البحيرة الأولى بمحمية وادى الريان كمنطقة جذب بها مساحات شاسعة من الصحارى، وتم دراسة الأفكار التى يمكن تنفيذها، استنادا إلى تجارب الدول الأخرى، مثل محمية المأوى بدولة الأردن الشقيق، كما تم دراسة فكرة المشروع من خلال فريق عمل بالمحافظة، وعرض الدراسة على وزارة البيئة حيث لاقت قبولاً لدى الوزارة، كونها متوافقة مع الاشتراطات البيئية، خاصة أن محمية وادى الريان كانت تاريخياً بيئة للحياة البرية، لافتاً إلى أنه سيتم إعادة تسكين السكان المحليين بالملاذ الآمن بأنشطتهم المساعدة للأنشطة الموجودة بالمحمية، مما يفتح مجالات جديدة لفرص العمل والتنوع فى مجالات الاستثمار، فضلاً عن توطين الصناعات الحرفية والتراثية التى تشتهر بها المحافظة، بمحمية الملاذ الآمن، كمكان طبيعى يحافظ على البيئة.
ولفت محافظ الفيوم، إلى دور الإعلام فى التوعية بأهمية الحفاظ على المحميات كونها ثروة عالمية، مشيراً أنه سيتم إطلاع وسائل الإعلام المختلفة بالخطوات التى يجرى تنفيذها بمشروع الملاذ الآمن، خطوة بخطوة، معرباً عن أمله فى أن يحقق المشروع الأهداف المرجوة منه.
وأضاف، أن مشروع ملاذ آمن للحياة البرية كان سفيراً للمحافظة، وتم تكريمه خلال فعاليات المؤتمر الوطنى لإعلان نتائج المشروعات الفائزة بالمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، الذى أقيم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
وأشار محافظ الفيوم، إلى أن محمية وادى الريان واحدة من أهم المقومات السياحية والبيئية التى تتميز بها المحافظة، لافتاً إلى أهمية الدور المحورى الذى تقوم به وزارة البيئة فى تطوير ورفع كفاءة المحميات الطبيعة على مستوى الجمهورية بصفة عامة، ومحمية وادى الريان بصفة خاصة، وحرصها على تقديم أفضل التصورات والخطط الخاصة بأعمال التطوير ورفع الكفاءة، مع الحفاظ على الخصائص والميزات الطبيعية لتلك المناطق، مشيراً أن المحافظة تتميز بتنوع الفرص الاستثمارية على أرضها.
ومن أبرز ملفاتها الاستثمارية قطاع المحميات الطبيعية، خاصة أن 51% من أراضى المحافظة محميات طبيعية، ولأن أهالى المحافظة يعيشون على نحو 33% من أرضها، حدا ذلك بالمحافظة إلى ضرورة الاهتمام بالاستثمار فى مجال المحميات والجذب البيئى، ولأنها مناطق ذات حساسية تحتاج إلى أنشطة محددة، حرصت المحافظة على التعاون مع وزارة البيئة لجذب أنواع معينة من الاستثمارات التى تحافظ على المحميات وتنمى مواردها، كما تحافظ على تنوعها البيولوجى.
ولفت محافظ الفيوم، إلى أنّ المشهد بالمنشآت البيئية والمحميات الطبيعية تغير كثيراً عن السنوات الماضية بفضل مجهودات واهتمام القيادة السياسية، مؤكداً استعداد المحافظة لتسخير كافة امكانياتها لخدمة تطوير المحمية، واستغلال ميزاتها النسبية بالشكل الذى يعود بالنفع على العاملين بها وكافة أبناء المحافظة.
جديرا بالذكر أن محمية وادى الريان تتميز ببيئتها الصحراوية المتكاملة، وتنوعها البيولوجى الغنى والفريد حيث تحتوى على 16 نوعاً من النباتات الصحراوية وحوالى 15 نوعاً من الحيوانات البرية أهمها الغزال المصرى والفنك وثعلب الرمال والثعلب الأحمر والذئب المصرى، وحوالى 16 نوعاً من الزواحف، وما يزيد على 100 نوعاً من الطيور المقيمة والمهاجرة، وشهدت المحمية خلال الفترة الماضية تطوير مناطق الحطب السياحى بها ضمن خطة الوزارة للتطوير المستدام للمحميات الطبيعية للحفاظ عليها للأجيال القادمة واستغلالها دون إهدار مواردها تحقيقاً لمبدأ التنمية المستدامة وذلك بالتعاون مع مشروع البرنامج البيئى للتعاون المصرى الايطالى.
وكانت اصطحبت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، الأميرة عالية بنت الحسين، بجولة تفقدية للموقع المقترح لإقامة الملاذ الآمن للحياة البرية، ومنطقة الجذب السياحى بمحمية وادى الريان بمحافظة الفيوم، بحضور الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة، والدكتور أمير خليل ممثلاً عن مؤسسة"four paws international"، والدكتور محمد سالم رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، وميربك تريلا مدير عام محمية المأوى بدولة الأردن الشقيقة، والدكتور محمد التونى معاون المحافظ، وعدد من قيادات الوزارة والمحافظة، وذلك عقب استقبال محافظ الفيوم لوزيرة البيئة والأميرة بأحد الفنادق بقرية تونس السياحية فى زيارتها للمحافظة لدعم الاستثمار البيئى وحماية التنوع البيولوجى.