حقق كتاب "جى مان: إدجار هوفر وصناعة القرن الأمريكى" للكاتبة بيفرلى جيدج الفوز بجائزة بوليتزر فى نسختها الأخيرة وهو سيرة ذاتية جديدة لجون لإدجار هوفر أول رئيس لمكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى مستمدة من مصادر لم يسبق لها مثيل لإنشاء صورة رائدة للعملاق الذى سيطر على نصف قرن من التاريخ الأمريكى وزرع بذور الكثير من المشهد السياسى المحافظ اليوم.
من الناحية الشكلية كان جون إدجار هوفر رجلا ذو عيون منتفخة واسعة ولكن فى عام 1924 عندما أصبح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى، حوّل الآلية الفاشلة لإنفاذ القانون، المليئة بالفضائح، إلى آلة حديثة فكان يؤمن بقدرة الحكومة الفيدرالية على فعل أشياء عظيمة للأمة ومواطنيها كما كان يعتقد أن بعض الناس وكثير منهم شيوعيون أو أقليات عرقية أو كليهما لا يستحقون أن يُدرجوا فى ذلك المشروع الأمريكي.
صعد هوفر إلى السلطة ثم بقى فيها عقدًا بعد عقد مستخدمًا أدوات الدولة لإنشاء إقطاعية شخصية لا مثيل لها فى تاريخ الولايات المتحدة.
يستكشف العمل الضخم لبيفرلى جيدج حياة هوفر ومسيرته المهنية، منذ ولادته فى عام 1895 إلى عائلة متواضعة من الخدمة المدنية فى واشنطن حتى وفاته فى عام 1972.
وتوضح بيفرلى جيدج كيف كان هوفر أكثر من شخص، طاغية ومخطط فبصفته مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى من عام 1924 حتى وفاته فى عام 1972، كان مقربًا ومستشارًا وخصمًا لثمانية رؤساء أمريكيين وأربعة جمهوريين وأربعة ديمقراطيين.
فعل فرانكلين روزفلت وليندون جونسون أقصى ما فى وسعهما لتمكينه، لكن أقرب أصدقائه من بين الثمانية كان زميله المحارب المناهض للشيوعية ريتشارد نيكسون، لم يكن هوفر فوق الابتزاز والترهيب لكنه جسد أيضًا قيمًا محافظة تتراوح من معاداة الشيوعية إلى تفوق البيض إلى التفسير المسيّس للمسيحية.
أكسبه هذا إعجاب ملايين الأمريكيين فظل فى منصبه لفترة طويلة لأن العديد من الأشخاص، من أعلى المناصب الحكومية وصولاً إلى القواعد الشعبية، أرادوه هناك ودعموا ما كان يفعله، وبالتالى خلق النموذج الذى اتبعه اليمين السياسي.
تعيد بيفرلى جيدج تاريخ هوفر إلى المركز وتستخدم قصته لشرح مسارات الحكم والشرطة والعرق والأيديولوجيا والثقافة السياسية والسلطة الفيدرالية على مدار القرن العشرين.
يذكر أن بيفرلى جيدج هى أستاذة التاريخ الأمريكى للقرن العشرين بجامعة ييل، وهى مؤلفة كتاب The Day Wall Street Exploded، الذى تناول تاريخ الإرهاب فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تكتب بشكل متكرر فى نيويورك تايمز وواشنطن بوست ومجلة نيويورك تايمز ونيويوركر، من بين منشورات أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة