يعد الذهب المعدن الأعلى تداولا والاغلى حول العالم، الا أنه فى أحد العصور الفرعونية كانت الفضة أندر من الذهب وأكثر انتشارا وأغلى ثمنا وذلك لتوافرها واستخراجها آنذاك من الصحراء الشرقية وبلاد النوبة، وكان للحلى والمجوهرات عند المصريين القدماء تاريخ طويل ومنها ما تركوه ووضع داخل المتاحف المنتشرة حول محافظات الجمهورية ومنها قطع نادرة داخل متحف آثار الغردقة، وفى هذا التقرير يستعرض اليوم السابع تاريخ الحلى والمجوهرات عند الفراعنة
يوصف مينا مكرم وكيل الشئون الأثرية الحلى فى الحضارة الفرعونية بأنه من القطع التى برع الفنان المصرى القديم فى صياغتها، مضيفا أن الحلى كانت موجودة في جميع الحضارات القديمة، وكان يلبسها الرجال والنساء معا في مصر القديمة، وأن المصريين القدماء عرفوا الحُلي منذ عصر ما قبل التاريخ، وأن أقدم صناعة للحُلي من المحتمل أنها تعود لحضارة البداري.
وأضاف وكيل الشئون الأثرية بمتحف آثار الغردقة أن ارتداء الحلي في مصر القديمة كان يدل على الثراء، كما كان لبعضها غرض ديني حيث يعتقد أنها كانت تستخدم كتمائم لحماية جسد المتوفى من الشرور التي ربما تقابله في العالم الآخر .
وصنع المصري القديم الحُلي من مختلف المواد، ومنها الذهب والفضة، وكانت الفضة أندر من الذهب الذي كان متوافراً في أماكن عديدة بالصحراء الشرقية وبلاد النوبة، وقد أطلق المصري القديم على الذهب اسم " نبو "، واسم " حج " على الفضة، وأطلق على الذهب الأبيض اسم " جمعو" كما أطلق اسم " حمت" على النحاس .
كذلك استخدمت الأحجار الكريمة في تطعيم الحلي وأهمها العقيق والزمرد والمرمر المصري والمرجان والفلسبار، وحجر الدم واللازورد والزبرجد واللؤلؤوالبلور الصخري والفيروز والكهرمان، واستخدمت الأحجار في صناعة الحلى، حيث يتم اختيارها طبقًا لصلابتها وندرتها ولونها.
كما كانت الألوان ترتبط بدلالات معينة مثل العقيق البرتقالي المحمر الذى يرمز للقوة، أما الأمازونيت الأخضر والتركواز فكانا يرمزان للنساء بينما اللازورد يرتبط بالسماء والحياة التى يمنحها النيل، كما كان اليشب بألوانه المتعددة يستخدم فى اعتقادات لجلب الحظ وطرد الأرواح الشريرة والحماية من لدغات الأفاعي.
وأوضح أن متحف اثار الغردقة يضم عدد كبير من القطع الذهبية والحلى الفرعونية القديمة، كذلك الحلى المصنوع من الأحجار الكريمة المختلفة، والتي ترجع للعصور القديمة من العصر الفرعوني، وتبين فيها دقة الفنان المصري القديم وإبداعه .
من جانب اخر كان كشف الاثري محمد ابو الوفا، احد العاملين في اثار البحر الأحمر، فى تصريحات سابقة ل اليوم السابع، أن طريق قفط القصير، الذي يربط محافظة قنا بالبحر الأحمر، كان اقدم درب حبلى يربط النيل بالبحر الأحمر استخدمه الفراعنة في التجارة قديما مع بلاد بونت ، و أن القصة الحقيقية لذلك الدرب، أن الفراعنة كانوا يرون سلاسل جبال طريق القصير - قفط من غرب النيل باهية وتشبه ألسنة النيران عند شروق الشمس، وكان هناك شغف للوصول لتلك الجبال، وعند الوصول اليها اكتشفوا الصخور الجرانيت والكوارتز، وقاموا بنقلها لطيبة وشيدوا منها أغلب التماثيل والمسلات الفرعونية الضخمة.
وأوضح الأثرى محمد ابو الوفا أن الفراعنة امتدوا فى السير نحو الدرب الجبلي فى اتجاه البحر "مدينة القصير حاليا"، ووضعوا أبراجا لتصبح دليلا لهم في السير حتى يعرفوا الطريق الي الدرب، حتي وضعوا 15 برجا، وبالوصول لكل برج ترى البرج الذي يليه، إلي أن تصل لشاطئ البحر الأحمر.
وأوضح أنه خلال نقل أحجار الكوارتز اكتشفوا مادة لامعة بين الصخور وهي الذهب وقاموا باستخراجها باحترافية ، وكانت تهدى مادة الذهب للملوك والكهنة، ومن هنا قاموا بوضع أول خريطة لمناجم الذهب في التاريخ، توجد الآن علي جدارية في متحف تورينو الايطالى، وترجع لعام 1318 قبل الميلاد وهى للملك سيتى الأول توضح جميع المسالك والضروب الجبلية لمناجم الصحراء الشرقية وبين من تلك الخريطة أن منطقة وادى الحمامات والتى تمثل قاعدة المثلث يوجد بها فيما يعادل 25 منجم من الدهب، والخريطة توضح الطرق إلى 130 منجم ذهب بينهم السكرى.
الحلى الفرعونى المصنوع من الأحجار الكريمة
الحلى المصنوع من الذهب عند الفراعنة
حلى فرعونى مصنوع من النحاس والفضة بمتخف الغردقة
دقة وجمال الحلى والمصوغات عند الفراعنة