تشهد الساحة الإبداعية في الوطن العربى، حراكًا نوعيًا فيما يخص الكتابة للطفل، وتلاحظ في الآونة الأخيرة، ميلاد عدد من الكتاب الشباب والشابات الراغبين في التميز في عالم تأليف القصص للأطفال، وخصوًا بعد توافر دعم كبيرٍ من قبل الجهات الثقافية المنوطة بحركة النشر ورعاية المبدعين، إذ ويتيح مهرجان الشارقة القرائي في دورته الـ 14 لهؤلاء المؤلفين الشباب الذين يتلمسون خطواتهم الأولى في عالم الكتابة للطفل الاطلاع على أبرز العناوين المميزة التي ألفها كتاب عرب ذوو خبرات طويلة في هذا المجال. وفي هذا التقرير يشارك هؤلاء الكتاب زوار الشارقة القرائي من الراغبين في الكتابة للطفل أبرز النصائح والإرشادات لكتابةِ قصص مميزة.
ترى الكاتبة المصرية أمل فرح صاحبة دار شجرة والحاصلة على جائزة اليونسكو الدولية لأدب ، أن أهم شيء يجب أن يدركه أي شخص يقرر الدخول لعالم الكتابة للطفل، هو ضرورة الاشتغال المستمر على الذات، عبر امتلاك المعرفة، والمعرفة من وجهة نظر فرح ليست التحصيل المعلوماتي الكبير، مضيفة الإحساس العميق بما نقرأ، وتأمل ما نخزنه من معلومات، هو الذي يحوّل المعرفة لوقودٍ حقيقيّ لإبداع نقيّ خالد" وتنصح فرح الشباب العربي الراغب في الكتابة للطفل، فتقول لهم: "أنتم أبناء الكون، وكلما تعرفتم على الكون أكثر، تعرفتم على ذواتكم أكثر، وأبدعتم أدب طفل عظيم.
كما أوضحت الكاتبة الإماراتية المتخصصة في الكتابة للطفل الشيخة مريم بنت صقر القاسمي صاحبة دار آرام، أن كاتب قصص الطفل كالطبيب، وعمله قائم على الممارسة الطويلة، ولفتت إلى أن الكتابة للطفل مسئولية كبيرة للغاية، وليست بالأمر الهين أو السهل كما يعتقد كثيرون، ووجهت نصيحتها للشباب والشابات المقبلين على الكتابة للطفل قائلة: الطفل عدو الملل، ولا يحب الكتب التوجيهية، لذلك يجب على الكاتب أن يكون ملمًا بكل ما هو جديد ومثير لاهتمام الطفل، ويجب أن يضع نصب عينيه أمراً هاماً، وهو تحبيب الأطفال على القراءة باستخدامه الخيال ووضع نفسه مكان الطفل وهو يؤلف له.
وفى نفس السياق شارك الشاعر والكاتب والأكاديمى الضوي محمد الضوي الحائز على المركز الأول بجائزة الشارقة للإبداع العربي عن مسرحيته الموجهة للأطفال "سر اختفاء الشمس" بعض النصائح الهامة للكتابة للأطفال واليافعين، منها أن يكثر الكاتب الشاب من قراءة المكتوب في هذا النوع الأدبي، ليفهم تقنيات كتابته بصورة تطبيقية، وأهمية أن يقرأ الكاتب عن مراحل الطفولة المختلفة، وخصائص كل مرحلة، ليعرف ما يناسبها من تقنيات أدبية ولغوية، وهذا يستطيع إيجاده في كتب علم نفس النمو، وعلوم التربية، وكتب التنظير لأدب الطفل.
أما الفنان التشكيلي السوري وكاتب ورسام قصص الأطفال فواز سلامة فيرى أن أهم عنصر يجب أن يركز عليه الكتاب الجدد للطفل هو امتلاك خيال تصويري قوي، لأن الكتابة للأطفال تعتمد على الصورة بقدر اعتمادها على الكلمة، وكلما كان الكاتب ذا خيال كبير، كان نصه قوياً ومؤثراً وجذاباً، ولا ينبغي أن يتعامل الكتاب مع اللغة العربية بجمود وهم يؤلفون للأطفال، بل يجب أن يطوّعوها لتؤدي أغراضها الفنية، ويستطيع أن يتناغم النص المكتوب مع النص المرئي، وحين يحدث هذا التناغم تكون القصة ناجحة.
الشارقة
خيمة
كتب
مجلات