تنظم مكتبة الإسكندرية، من خلال متحف الآثار ومركز زاهي حواس للمصريات، التابعان لقطاع التواصل الثقافي، محاضرة بعنوان «المرأة وفصول السنة»، يوم الثلاثاء القادم، الساعة 1.00 ظهرًا بقاعة الأدوتوريوم بمبنى المكتبة الرئيسي.
تُلقي المحاضرة الأستاذة الدكتورة عبير قاسم؛ نائب رئيس جامعة برج العرب التكنولوجية، وتتناول المحاضرة الدور البارز للمرأةً في الفن عبر العصور، وكان من بين أدوارها أنها ارتبطت بتجسيد فصول السنة الأربعة. فظهرت بأشكال معينة لترمز إلى فصل الصيف وأخرى للربيع وثالثة للخريف، وأخيراً فصل الشتاء. وكانت في كل فصل من هؤلاء تظهر بعناصر ومخصصات تتلاءم مع رموز الفصل الذي تجسده. وأبرز ما ظهرت فيه فصول السنة كانت لوحات وأرضيات منفذة بالفسيفساء في العصرين اليوناني والروماني في أماكن مختلفة حول البحر المتوسط، بالإضافة إلى بعض أعمال النحت الجدارية، والمستقلة، والمصنوعة من الفخار.
وتحدثت الأساطير الإغريقية عن آلهة فصول السنة من خلال "برسيفوني" و"هاديس"، كما تطرقت إلى "هوراي" آلهة الفصول وبعض الظواهر الطبيعية. وانطلاقاً من ذلك، ظهرت فصول السنة إما في مركز اللوحة في شكل ميدالية، أو كمربع رئيسي في وسط اللوحة حيث يُصور الفصول الأربعة. كما كانت تظهر أيضاً في أطر بعض اللوحات ذات الموضوعات الرئيسية الأخرى، أو كمربعات جانبية تحوي شخوص الفصول في جوانب بعض لوحات الفسيفساء. وانتشر ذلك التشخيص في إيطاليا وبلاد الشام بسوريا والأردن وكذلك بمناطق شمال إفريقيا المختلفة خاصة ليبيا حيث جسدت المرأة الفصول الأربعة وتنوع ظهورها مع الأزهار والفاكهة والطيور وغيرها. ويُعد العمل الفسيفسائي الأشهر على الإطلاق هو فسيفساء الفصول من زليتن بتريبوليتانيا ويُؤرخ بعام 100م.
يحتوي متحف باردو بتونس على قطعتين من الفسيفساء التي تصور تشخيص فصول السنة. الأولي تُصور في الوسط الإله نبتون بينما ظهر تشخيص الفصول على هيئة رجال وتعد من النماذج الذكورية القليلة. القطعة الأخرى تصور أربعة شخصيات نسائية تعكس كل واحدة منها فصلاً من الفصول. ونفذت في شكل أربعة ميداليات تحيط بها الزخارف النباتية. ولم يكن الاختلاف بين أشكال نساء الفصول في المخصصات فقط وانما امتد أيضاً إلى رداء كل واحدة منهن وتسريحة شعرها وما تمسكه في يدها، وكذلك طريقة إظهار الفنان لعناصر الفصل مجسداً في المرأة التي يصورها. وظهرت أيضاً فصول السنة في شكل مجموعة تتكون من أربعة تماثيل مستقلة تجسد كل واحدة منهن فصلاً معيناً. وتهدف المحاضرة إلى إلقاء الضوء على العناصر المميزة لكل فصل من خلال تقديم عدد من الأمثلة المختلفة في طرق التنفيذ والمكان الذي تنتمي إليه، بما يسمح بتكوين فكرة عامة عن أسلوب تقديم فصول السنة في الفن الإغريقي والروماني من ناحية وعلاقة المرأة بتجسيد الفصول من ناحية أخرى خاصة وأن تجسيد الفصول الذكوري ظهر في عدد بسيط جداً من الأعمال الفنية.