عمر الخيام.. شائعات طاردت الشاعر

الإثنين، 15 مايو 2023 06:00 م
عمر الخيام.. شائعات طاردت الشاعر عمر الخيام
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحل فى هذا الشهر ذكرى مولد عمر الخيام فهو من مواليد 18 مايو 1048 فى نيسابور "إيران" وهو عالم رياضيات وفلك وشاعر فارسي، اشتهر في بلده ووقته بإنجازاته العلمية ولكنه معروف بشكل رئيسي للقراء الناطقين باللغة الإنجليزية من خلال ترجمة مجموعة من "الرباعيات" تعرف باسم رباعيات عمر الخيام التى ظهرت عام 1859 عبر الكاتب الإنجليزي إدوارد فيتزجيرالد.
 
قد يكون اسمه خيام  مشتقا من تجارة والده تلقى تعليمًا جيدًا في العلوم والفلسفة في موطنه الأصلي نيسابور "إيران" قبل أن يسافر إلى سمرقند أو "أوزبكستان"، حيث أكمل دراسة الجبر الذي ترتكز عليه سمعته كعالم رياضيات بشكل أساسي وفقا لموسوعة بريتانيكا.
 
صنع لنفسه اسمًا لدرجة أن السلطان السلجوقي مالك شاه دعاه إلى أصفهان لإجراء الملاحظات الفلكية اللازمة لإصلاح التقويم ولتحقيق ذلك تم بناء مرصد هناك، وصدر تقويم جديد يعرف بتقويم الجلالي. بناءً على جعل 8 من كل 33 سنة كبيسة ، كان أكثر دقة من التقويم الغريجوري الحالي، واعتمده مالك شاه عام 1075. 
 
في أصفهان أنتج أيضًا انتقادات أساسية لنظرية المتوازيات لإقليدس وكذلك نظريته في التناسب فيما يتعلق بالأولى، شقت أفكاره في النهاية طريقها إلى أوروبا، حيث أثرت على عالم الرياضيات الإنجليزي جون واليس (1616-1703).
 
كانت السنوات التي قضاها في أيفان مثمرة للغاية، ولكن بعد وفاة راعيه عام 1092 انقلبت عليه أرملة السلطان ، وبعد ذلك بوقت قصير ذهب عمر الخيام للحج إلى مكة ثم عاد إلى نيسابور حيث كان يدرّس الفلسفة والفقه والتاريخ والرياضيات والطب وعلم الفلك من بين الموضوعات التي أتقنها هذا الرجل اللامع.
 
تستند شهرة عمر الخيام في الغرب إلى جمع الرباعيات أو "الرباعيات" المنسوبة إليه ، تمت ترجمة هذه الرباعيات إلى كل اللغات الرئيسية تقريبًا وهي مسؤولة إلى حد كبير عن الأفكار الأوروبية حول الشعر الفارسي. 
 

نسب الرباعيات

يشك بعض العلماء في أن عمر الخيام كتب الشعر إذ لم ينتبه معاصروه لشعره، ولم تظهر بعض الرباعيات تحت اسمه إلا بعد قرنين من وفاته حتى ذلك الحين، كانت الأبيات تستخدم في الغالب كاقتباسات لآراء معينة ظاهريًا من قبل عمر الخيام ، مما دفع بعض العلماء إلى الشك في أنها ربما تكون قد اخترعت ونسبت إلى عمر بسبب سمعته العلمية.
 
وبحسب كتاب "الآراء الفلسفية عند أبى العلاء المعرى وعمر الخيام"، فإن عمر الخيام كان فى الأساس فلكيا وفيلسوفا فى العالم القديم، ولم يذكر كشاعر إلا لماما، وما ورد عنه من الشعر فى المراجع التاريخية لا يزيد على أبيات من الشعر العربى وعدد من الرباعيات يتجاوز العشر بقليل، وأما الغالبية من الرباعيات فكان ظهورها وكتابتها فى مخطوطات بعد وفاته بقرون، وأكد النقاد أن الروح العامة فى هذه الرباعيات التى نسبت إلى الخيام تختلف تماما عما عرف عنه وذكره الشهود العيان وحفلت به كتب المؤرخين.
 

اتهامات أخرى

كما اتهم البعض عمر الخيام فى حديثه لحديثه عن المتع الدنيوية، لكن ظلت مكانته محفوظة كونه أحد علماء المسلمين، الذين أثروا الحياة العلمية والأدبية وغيرها العديد من العلوم الأخرى، وأثار الخيام الجدل برباعياته الشهيرة، تاركا البعض يتهمه بالمغالاة فى المتع الدنيوية، والبعض الآخر يراها نوعا من الزهد والتصوف والتقرب إلى الله، إلى أن قاموا بحرق العديد من مؤلفاته التى لم يتبقى منها سوى الرباعيات.
 
وعلى الرغم من تصنيف الكثيرين أشعار ورباعيات الخيام على أنها صوفية، إلا أن الكثير من المحققين والمترجمين لأشعاره نفوا ذلك، كذلك رفض الكثير من المتصوفة نسب "الخيام" إلى الصوفية، وفسر البعض رباعياته على أنها إلحاد، كونها تدعو إلى اللهو والمجون، بينما يرى الفريق الآخر أنه مات مسلماً، مستمداً استنتاجه من سيرة الخيام ومؤلفاته ومن رافقه من العلماء.
 

ترجمات عربية 

صدرت عدة ترجمات عربية بلغ عددها ستين بدءا من مطلع القرن العشرين وممن ترجموا الرباعيات أحمد الصافي النجفي وأحمد رامي وعلي محمود طه وأحمد الصراف وأمين نخلة وجميل صدقي الزهاوي وإبراهيم العريض ومصطفى وهبي التل، وأول من أصدر الرباعيات في وديع البستاني عام 1912.
 
لاقت رباعيات الخيام رواجاً كبيراً في العالم العربي وخاصة بعد أن ترجمها أحمد رامي وغنتها أم كلثوم، مما سهل انتشارها لدى شريحة أكبر في العالم العربي، ومنها:
سمعت صوتاً هاتفاً في السحرْ
نادى من الحان غفاة البشرْ
هبوا املؤوا كأس الطلى قبل أن
تفعم كأس العمر كفُّ القدر






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة