الحديد فى الحضارات القديمة.. المصريون القدماء انتظروا سقوطه من "بيضة فى السماء"

الإثنين، 15 مايو 2023 10:00 ص
الحديد فى الحضارات القديمة.. المصريون القدماء انتظروا سقوطه من "بيضة فى السماء" الحديد فى مصر القديمة
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
داخل مقبرة ملكية عمرها 4400 عام في مصر القديمة تم حفر أشكال أحد أقدم أنظمة الكتابة عبر النسور والبوم والعينين والأقدام والثعابين ونصف الدوائر في الحجر الجيري في أعمدة أنيقة، لا تزال بقع من الصباغ الأزرق اللامع، وهي زينة ثمينة في المملكة القديمة، تصطف على شقوق الكتابة الهيروغليفية.
 
قامت عالمة المصريات والباحثة فى هارفارد فيكتوريا ألمانسا فيلاتورو وفقا لناشيونال جيوجرافيك  بمسح الحروف الهيروغليفية فى مقابر سقارة بمكان الدفن الذى يخص أوناس، آخر حكام الأسرة الخامسة من القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد بين الممرات الموجودة على الجدران التى تهدف وفقا لعلماء المصريات، إلى إرشاد الملك المتوفى خلال مخاطر الحياة الآخرة، كما تذكر أقدم هذه الكتابات، والمعروفة مجتمعة باسم نصوص الأهرام.
 
تجمدت أصابع ألمانسا فيلاتورو فوق عمود من الرموز بجوار ممر تابوت أوناس، وهمست بحماس: "ها أنت ذا ،" مشيرة إلى العلامة على شكل حرف U. 
 
تقترح دراسات ألمانسا فيلاتورو أنه تم استخدام الرمز للإشارة إلى الحديد وهو أمر رائع بالنسبة للمصريين الذين كتبوا عنه في ذلك الوقت، سوف يستغرق الأمر ما يقرب من ألف عام قبل أن يتعلم البشر كيف يصهرون الحديد بشكل موثوق لكن هناك مصدر آخر لهذا المعدن: النيازك.
 
خلال العقد الماضي، أكدت الدراسات التي أجريت على القطع الأثرية أن بعض الحضارات استخدمت الحديد من النيازك لصناعة الأشياء قبل أن يتوفر الحديد المصهور ففي مقبرة على نهر النيل يعود تاريخها إلى حوالي 5200 عام، اكتشف علماء الآثار تسع خرزات مصنوعة من معدن نيزكي وخنجر مصقول بشكل رائع وأشياء حديدية نيزكية أخرى كانت من بين الكنوز المختومة في مقبرة توت عنخ آمون منذ حوالي 3300 عام وظهرت أيضًا مجوهرات وأسلحة قديمة مصنوعة من هذه المادة النادرة في أجزاء أخرى من العالم: خرز في أمريكا الشمالية، وفؤوس في الصين، وخنجر في تركيا.
 
في معظم الحالات لا يُعرف ما إذا كانت هذه الثقافات قد فهمت مصدر حديد النيازك ومع ذلك، في قبر أوناس، تخبر النصوص الجنائزية عن وجود معدن في السماء مما يشير إلى أن المصريين ربما لم يدركوا ظاهرة سقوط الحديد فحسب بل أدرجوه أيضًا في معتقداتهم الصوفية.
 
كسرت أمانسا فيلاتورو دلالات الجملة إذ أشارت إلى رمز مقنطر يعني "السماء" ورسالة على شكل دمعة تشير إلى "المعادن"، وأوضحت أن هذه الحروف الهيروغليفية ، جنبًا إلى جنب مع رمز الوعاء ، تشير إلى معدن ينتمي إلى السماء.
 
ترجمت أمانسا فيلاتورو إحدى العبارات الهيروغليفية إلى  "أوناس يستولي على السماء ويشق حديدها".
 
يصف هذا الخط رحلة أوناس إلى عالم السماء لكن ألمانسا فيلاتورو وفقا لناشيونال جيوجرافيك  تؤكد بأن المقطع يعكس اعتقادًا بأن السماء عبارة عن حوض حديدي مملوء بالماء يسقط منه المطر والمعادن أحيانًا وللوصول إلى الحياة الآخرة تخبرنا نصوص الأهرام، بأنه يجب على الملك الإبحار عبر هذا المجال السماوي.
 
تتضمن النصوص التي تظهر أيضًا في مقابر الحكام اللاحقين كلمات أخرى غامضة بنفس القدر ووفقًا لترجمات ألمانسا فيلاتورو، فإن "الباب الحديدي في السماء المرصعة بالنجوم مفتوح"، كما تخبرنا النصوص المصرية القديمة أيضًا عن "بيضة" من الحديد، وهي استعارة محتملة لرحم إلهة السماء المصرية نوت حيث يقول سطر آخر: "سوف ينهمر الحديد بعد أن يشق البيضة".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة