تمر اليوم الذكرى الـ58 على إعدام الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى سوريا يوم 18 مايو من عام 1965، بعدما زرعه الموساد الإسرائيلى في المجتمع السورى قبل أن تكشفه سلطات مكافحة التجسس السورية في نهاية المطاف حيث أدانت كوهين بموجب القانون العسكري، وحكمت عليه بالإعدام قبل تنفيذ الحكم عليه.
وإلياهو أوإيلى كوهين ولد فى الحى اليهودى فى الإسكندرية فى 16 ديسمبر 1924 بعد أن هاجر أبوه شاؤول وأمه صوفى كوهين من حلب إلى مصر، كان والده يملك فى الإسكندرية محلا لبيع رباطات العنق، وكان أبا لثمانية أطفال أنشأهم تنشئة دينية تلمودية، وبحسب قائمة الجواسيس على موقع "مؤرخين المجموعة 73" وفي عام 1964، عقب ضم جهاز أمان إلي الموساد، زود كوهين قادته في تل أبيب بتفصيلات وافية للخطط الدفاعية السورية في منطقة القنيطرة، وفي تقرير آخر أبلغهم بوصول صفقة دبابات روسية من طراز تي ـ54 وأماكن توزيعها، وكذلك تفاصيل الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالي من إسرائيل في حالة نشوب الحرب، وازداد نجاح ايلي كوهين خاصة مع بإغداقه الأموال على حزب البعث وتجمعت حوله السلطة واقترب من ان يرشح رئيسا للحزب او للوزراء!.
وبحسب الكاتب جابر رزق فى كتابه "الإخوان المسلمون والمؤامرة على سوريا" فإن تمكين اسرائيل وتأمين وجودها فى المنطقة العربية، كان عن طريق الانقلابات العسكرية التى اجتاحت المنطقة، مشيرا إن الجاسوس إيلى كوهين قد استطاع أن يحكم سوريا من علاقته بأقطاب حزب البعث وخاصة رئيس الجمهورية أمين الحافظ ورئيس الوزراء صلاح البيطار ورئيس الحزب ميشيل عفلق.
يوضح كتاب "الموسوعة الكبرى للجماعات الإسلامية المسلحة" تأليف بلهول نسيم، إن ضابط المخابرات الإسرائيلى إيلى كوهين، الذى ذهب إلى الأرجنتين وأقام صداقة مع أمين الحافظ، دخل سوريا باسم "كامل أمين ثابت" وسكن حى "أبو رمانة" فى دمشق، وأصبحت شقته الحصن الحصين الذى يأوى إليه قادة حزب البعث.
وألمح الكتاب إلى أن الوزارة عرضت على إيلى كوهين ليكون رئيسا لوزراء سوريا، واستشار الجاسوس الإسرائيلى رئيس وزراء إسرائيل آنذاك بن جوريون والذى رفض توليه هذه المنصب، لافتا إلى أن تمكن "كوهين" فى المجتمع السورى جعل البعض يطلق عليه الشاب الثورى الأول، وكان الشخص المدني الوحيد الذى يدخل المطارات والقواعد العسكرية.
وعندما كانت تمر سيارة رصد الاتصالات الخارجية التابعة للأمن السورى أمام بيت إيلى كوهين، ضبطت رسالة وجهت من المبنى الذى يسكن فيه، وتمت محاصرة المبنى على الفور، وقام رجال الأمن بالتحقيق مع السكان ولم يجدوا أحداً مشتبها فيه، ولم يجدوا من يشكون فيه فى المبنى، إلا أنهم عادوا واعتقلوا كوهين بعد مراقبة البث الصادر من الشقة.
وعبر سنوات طويلة ظلت أسرة الجاسوس الإسرائيلى تحيى ذكراه فى شمال الجولان المحتل، حيث اختارت موقعاً قرب مبنى قديم كان يستخدمه الجيش السورى، لقناعتها أن هذا المكان هو الأقرب لمنطقة دفنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة