أطلق متحف سنسبرى فى بريطانيا دعوته لجعل الجمهور يتفاعل مع الأعمال الفنية متخذا من تحفة هنرى مور النحتية الأم وطفلها نموذجا، حيث حث الزوار على احتضان التمثال واستدعاء ذكرياتهم مع الطفولة بدلا من عبارة "لا تلمس" الشهيرة فى المتاحف.
وقال جاجو كوبر المدير التنفيذي للمتحف: "الفن ليس مجموعة من الرموز التي يجب قراءتها إنه حالة ذهنية عاطفية إذا كان بإمكانك الوصول إلى هذا الاتصال العاطفي ، فيمكنك إطلاق قوة هذا الكيان الحي ".
وتلعب منحوتة هنرى مور عام دورًا رائدًا فيما وصف بأنه مفهوم رائد في المتحف والمعرض الضخم على حافة حرم جامعة إيست أنجليا حيث يحتفل مركز سينسبري بالذكرى الخمسين لتأسيسه من خلال أن يصبح كما يقول أول متحف "يفهم الفن ككيان حي" وفقا للجارديان البريطانية.
ووفقًا لكوبر فإن عالم المتاحف عالق قليلاً في نموذج العصر الفيكتوري ويستند هذا النموذج على فكرة أن الفن والثقافة المادية يعاملان كممتلكات حيث يمتلك المتحف هذه الممتلكات ويمكن للجمهور أن يأتي ويستفيد منها لكنها لا تسمح لك بالقوة العاطفية الحقيقية لهذه المظاهر المذهلة للإبداع البشري .
أمضى كوبر وفريقه الأشهر الثمانية عشر الماضية في إعداد طرق لزوار المركز لإقامة علاقة مع الفن بدلاً من مجرد النظر إليه ليصبح معرضًا حيًا لجمهور يمكنه التأرجح برفق في أرجوحة شبكية تحت صورة معلقة لألبرتو جياكوميتي لشقيقه دييجو.
يمكن للجمهور أيضا الاستماع إلى صوت فلوت ماوري الذى يبلغ من العمر 200 عام والرقص مع تماثيل الألفية الأولى من سلالة تانج الصينية وإنشاء أعمالهم الفنية الخاصة.
قال كوبر: "نحن نحاول إعادة تصور ماهية المتحف" نريد أن يكون للناس علاقة عاطفية مختلفة بالفن، الفن العظيم هو التجسيد المادي لبعض أعظم الأفراد والحركات والمجتمعات والثقافات الموجودة على الإطلاق، وإذا تمكنت من إيجاد طريقة للتواصل معهم ، فهذه تجربة رائعة ".
يذكر أن هنري سبنسر مور صاخب تمثال الأم والطفل هو نحّات إنجليزي وقد كان أحد الفنانين البارزين في القرن العشرين بفضل آثاره ذات الشكل التجريدي والعضوي التي نحتها من الحجر والبرونز وتوجد له تماثيل تذكارية برونزية معروضة كأعمال فنية شعبية في أماكن مختلفة من حول العالم.