قال الكاتب العراقى أزهر جرجيس، الذى وصلت روايته "حجر السعادة" القائمة القصيرة فى جائزة البوكر العالمية، فى دروتها لعام 2023، إن المأساة الإنسانية متشابهة بطبيعة الحال، ولا تعرف الزمان ولا المكان.
وقال العراقى أزهر جرجيس، خلال حوار أجرته معه جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، أن الحجر هو الموروث الذي يركن إليه الناس ظنًا منهم بقدرته الماورائية على الخلاص، ودائمًا ما تكون النتيجة عكسية، إذ يصدمهم في النهاية أنه لا يجلب لهم سوى الخيبة. لقد ظن كمال بادئ الأمر أن مشاكله قد انتهت وأن السعادة، كل السعادة، تكمن في هذا الحجر الصامت، لكن الأيام كانت كفيلة بكشف الحقيقة.
وحول اختياره لشخصية "كمال" وجعله مصوراً، أوضح أزهر جرجيس: تؤسرني فكرة تخليد المكان والزمان من خلال الصور، والفوتوغراف يحقق هذه المعادلة، فهو فن إيقاف اللحظة وتخثيرها لتبقى شاهدة على حياة مضت. هذا ما أردته لكمال؛ أن يكون شاهدَ عدل يدوّن بالكاميرا ما جرى دون زيادة أو نقصان.
وحول إذا ما كانت مدينة بغداد هي الشخصية الرئيسية الأخرى في رواية "حجر السعادة"، قال أزهر جرجيس: بغداد مصداق لحكمة قديمة تقول إن مظاهر الخلق تتشابه عند دوام النعمة، لكن نزول البلاء يكشف معادنهم. فهي باعتقادي ليست جدرًا وحجارة بل مخلوقًا من دم ولحم، نزلت عليه كل بلاءات الكون ولم يظهر سوى الرحمة والرأفة، ومن هنا فليس غريبًا أن تكون بغداد شخصية موازية لشخصية البطل، سيما والشبه كبير بينهما، حيث نسيان الفجيعة والتوق إلى السلام.
وحول تشابه معاناة كمال الطفل في "خان الرحمة" مع رواية "أوليفر تويست" لتشارلز ديكنز، قال أزهر جرجيس: المأساة الإنسانية متشابهة بطبيعة الحال، وما يقع على أطفال الشوارع من حيف وأذى لا يعرف الزمان ولا المكان. على أن الأدب صنعة تتطور مع الوقت دون انقطاع عما كتب سابقًا، وحتى النصوص التي ننتجها اليوم سيأتي زمان وتمسي تراثًا تتأثر به الأجيال اللاحقة.
وأشار أزهر جرجيس إلى أن أكثر ما يشغله هو مصائر الشخصيات خلال الكتابة، ولا يراهن على النهايات ما لم تختمر الحكاية وتفك أسرارها. أما "حجر السعادة" فأظن بأن نهايتها – بغض النظر عن وصفها بالسعيدة أو الحزينة - جاءت لتوقف صراع الذات وتنتصر للمحبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة