قضايا متعددة تناقشها الروايات التي احتلت القائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية، في دورتها لعام 2023، والتي تعلن عن الرواية الفائزة بالجائزى الكبرى، غدًا الأحد 21 مايو، وسط ترقب كبير نحو العاصمة الإماراتية أبو ظبى، حيث إعلان الفائز، ومن بين الروايات الـ 6 التي تنافس رواية الكاتب الجزائرى الصديق حاج أحمد "منا"، ولهذا اجرى معه "اليوم السابع" هذا الحوار..
ــ في البداية نود نعرف من أين جاءت فكرة رواية "منا"؟
فكرة الرواية انبثقت في ذهني قبل عقدين ويزيد، عندما سافرت لصحراء شمال مالي، في إطار إعداد رسالتي للماجستير، حول إحدى الشخصيات الأدبية المغمورة، فروى لي الشيوخ والعجائز حجم المأساة التي تعرضوا لها جراء ذلك الجفاف، وظلت الفكرة نائمة في ذاكرتي، حتى التقيت بأحد شيوخ التوارق ممن هاجروا بعد الجفاف إلى ليبيا، واستغلهم القذافي في عشقهم لإقامة وطن أزوادي، حيث فتح لهم معسكرات التدريب.. إلى هنا القصة شبه عادية، ولعل ما أثار انتباهي، مروية هذا الشيخ أن القذافي ارسلهم عن طريق سوريا إلى جنوب لبنان واعتقلوا من طرف إسرائيل، حيث قضى سنة ونصف في ذلك المعتقل، فاستغربت من وجود تارقي في معتقل إسرائيلي بالشرق الأوسط، وتنامت الفكرة مع قيام حرب الأزواد، وعودة التوارق لشمال مالي بأسلحتهم من ليبيا.
ــ كم استغرقت من الوقت حتى تكتمل روايتك "منا"؟
لقد استغرق النص خمس سنوات، بين البحث والتنقلات لمشافهة الذين عايشوا الأحداث، ثم قمت بإعادة تشكيل وبناء ذلك وفق متخيل روائى.
ــ هل كنت تتوقع أن تصل رواية "منا" للقائمة القصيرة بالبوكر؟
بكل صراحة بالنسبة للتوقع، كنت بين بين.
ــ هل نستطيع ان نقول للجوائز فضل على الكاتب؟
لا أحد ينكر الجوائز وفضلها على الكاتب ونصوصه، حيث تمنح لك قليلا من شعاع الضوء، وبالتالي يلتفت القراء لنصوصك، وهذا هو المهم.
ــ هل ترى أن الكاتب محمل بمسئولية نقل الأحداث التي تحدث على أرض الواقع سواء داخل بلاده أو خارجها بواسطة أشكال الأدب المختلفة التي يمتلكها؟
الكتابة وعي بالدرجة الأولى، وعي الذات بما حولها وبما يدور بها من العالم الخارجي، ومن هذا المنطلق فالكاتب يكتب تحت ضغط هواجسه الإبداعية وضميره المرتبط بالكونية والقضايا الإنسانية.
ــ الرواية الجزائرية بالنسبة للقراء العرب مهمة ولها دور معروف فمنذ عامين فاز بالبوكر عبد الوهاب عيساوى .. فما تأثير الرواية الجزائرية على المشهد العربى ؟
المشهد الأدبي في الجزائر منتعش، بالإضافة للأسماء المكرسة، هناك جيل جديد يكتب بدم جديد، موظفا التجريب وتقنيات وألاعيب السرد والصناعة.
ــ هل سبق لك زيارة مصر؟
نعم، لقد زرتها قبل الربيع العربى.
ــ بماذا تعلق قلبك في مصر؟
الذي اعجبني في مصر والقاهرة تحديدًا، خفة دم الإنسان المصري، وتطويعه للحياة رغم بكائها، فالنكتة والدعابة والدعة حاضرة، وهذا يجعله شعبا عظيما.
ــ لمن تقرأ للكتاب المصريين؟
مصر بالنسبة لنهضة الثقافة العربية، تعتبر هي المركز، فقرأت لطه حسين وشغفت بأيامه، وقرأت لنجيب محفوظ، وإبراهيم عبدالمجيد، وزكي نجيب محمود وغيرهم من الكبار.
ــ هل للروائى الصديق جاح أحمد طقوس في الكتابه؟
طبعا لكل كاتب طقوس، ولعل من طقوسي الكتابة بالمزرعة أو في السفريات، مع الموسيقى الصامتة
ــ ماذا يعكف الصديق حاج أحمد خلال الأيام الجارية؟
انبري حاليا لكتابة نص جديد، يظل يحفر ضمن مشروعي السردي الذي يتناول فضاء الصحراء الكبرى وما جاورها من بلاد الزنوجة، لكن في تربة ومناخات جديدة من هذا المشروع.
الروائى الصديق حاج أحمد وروايته منا
رواية "منا"
تناقش رواية "منا" للكاتب الجزائرى الصديق حاج أحمد عوالم الصحراء بين جنوب الجزائر وشمال مالي، عندما يحولها الجفاف والمجاعة والوضع القبلي إلى مرآة تعكس جبروت الصحراء وهشاشتها في آن.
جائزة البوكر العالمية
يشار إلى أن جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، أعلنت أن حفل الإعلان عن الرواية الفائزة بجائزتها الكبرى، فى دورتها لعام 2023، سوف يقام غدًا الأحد، 21 مايو، فى العاصمة الإماراتية، أبوظبى، في تمام الساعة السابعة مساء، بتوقيت دولة الإمارات العربية، وسوف يتم نقل الحفل على الصفحة الرسمية للجائزة على منصة التواصل الاجتماعى "فيس بوك".