أكد الدكتور حسان دياب رئيس وزراء لبنان السابق فى حوار خاص لـ"اليوم السابع" أن مصر تاريخيا هى المحرك الرئيس للمنطقة، ومركز القوة، مشيرا إلى أن ما رآه خلال زيارته الأخيرة للقاهرة يؤكد أنها قفزت خطوات كبيرة لا سيما فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى.. "وخصصوا فى مجالات الكهرباء ومشروعات التنمية واستصلاح الأراضى والزراعة وارتفاع مستوى التعليم العالى. وأعرب رئيس وزار ء لبنان السابق عن تفاؤله بالتقارب بين الدول العربية وسوريا وعودة مقعدها الدائم لجامعة الدول العربية بعد تجميد استمر 12 عاما. مؤكدا أنه كعروبى قومى يرى أن العالم العربى يمتلك مقومات قوة تجعله قادرا على الاتحاد أكثر من مقومات الاتحاد الأوروبى.. وفى البداية سألناه:
ما سبب زيارتك الأخيرة للقاهرة؟
أنا أحب القاهرة وأحب مصر وأقوم بزيارات للقاهرة منذ سنة 1970 وكان وقتها عندى 10 سنوات، وأى مناسبة أو فرصة عندى أحب أزور القاهرة. هدف الزيارة زيارة عمل لحضور مؤتمر الاتحاد الدولى لرؤساء الجامعات بصفتى عضو اللجنة التنفيذية وصار لى معهم 10 سنين. ودائما ما يقيم الاتحاد الدولى مؤتمرات وندوات فى عدة دول فى العالم. وأنا هنا بهذه الصفة، وعلاقتى بهم منذ كنت رئيسا بالإنابة للجامعة الأمريكية ببيروت للبرامج الخارجية الإقليمية. وقد كان هذا المؤتمر فرصة للقاء عدد من الأصدقاء ومنهم عنان الجلالى رئيس مجلس المستشارين بالاتحاد والدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية وغيرهم.
جلسات المؤتمر كانت مغلقة هل يمكن أن تطلعنا على ما دار من مناقشات؟
هو مؤتمر نصف سنوى شارك فيه أكثر من 50 رئيس جامعة عالمية حضوريا و50 رئيس جامعة أون لاين، والهدف منه تجميع الأفكار وتقريب الآراء بشأن التحولات الجذرية التى تصير فى قطاع التعليم العالى، وتعرف أنهم كلهم رؤساء جامعات يمثلون مئات الجامعات فى 100 بلد، وبالتالى اعتماد قرارات أساسية فيما يتعلق بالتعليم عن بعد والتعليم الإلكترونى، وقضايا التحول الرقمى والتعليم الالكترونى والديجتال والإدارة فى عصر الرقمنة. وأنا ركزت على منطقة الشرق الأوسط وما هو مطلوب. ونفس المشاكل التى طرحتها هى نفس المشاكل فى أمريكا اللاتينية وأوروبا نفس المشاكل تتطلب نفس الحلول.
وماذا عن البحث العلمى وعلاقته بالمشكلات التى يعانى منها عالمنا المعاصر؟
البحث العلمى فى الجامعات العالمية، جزء من تلك المشكلات التى ناقشناها- لكن أيضا مهم جدا.
جودة التعليم والديجتال وبصفتى فى الأًصل - أستاذا بهندسة الحاسبات، أرى أنها تعتبر موضوعات الساعة.. وأرى أن المستقبل يتطلب تغييرا بالعقلية.. نموذج التعليم العالى القائم منذ 100 سنة لا يصلح للمستقبل، وأنا بصفتى أستاذا جامعيا ووزيرا سابقا للتربية والتعليم العالى أرى أنه لا ينبغى أن تعتمد فقط الجامعات على الأقساط الجامعية أو المصروفات والمنح فقط، بل لابد من وجود مصادر أخرى للتمويل للمعاهد والجامعات وكل مؤسسات التعليم العالى تكون عندها ديمومة واستمرارية، لا تتعارض مع رسالة ورؤية التعليم العالى.
-ما رأيك فى التطورات التى رأيتها فى مصر فى زيارتك الحالية؟
شهادتى مجروحة فى مصر أنا أحب مصر، وأراها تاريخيا هى المحرك الرئيس للمنطقة، ومركز القوة، وأعتبر مصر قفزت خطوات كبيرة لا سيما فى عهد فخامة الرئيس السيسى..وبالتالى "شو بدى أحكى" عن الكهرباء عن ارتفاع مستوى التعليم العالى. عن المجال الزراعى، واستصلاح الأراضى ومشروعات التنمية.. الحقيقة مصر ترفع الرأس..الإنجازات الموجودة فى كل مكان على مستوى السنوات السابقة. ما استطاعت مصر أن تفعله فى أربع سنوات لم نستطع نحن أن نفعله.
طبعا الصعوبات الاقتصادية موجودة فى كل مكان بالعالم.. ليس فقط فى مصر وليس فقط فى المنطقة بل فى الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وأوروبا.. هذه أمور لابد من العمل على مواجهتها بخطط اقتصادية فى كل الدول.
الموقف فى لبنان.. هل من مسار لحل الأزمة؟
لقد كنت رئيسا للحكومة اللبنانية (2020-2021)، وكانت عندى جميع الطوائف ممثلة بشكل كبير بين سنة وشيعة وموارنة وروم.. وكانت أول حكومة بها 6 وزيرات، ولولا مجلس النواب لاستمرت فى أداء واجبها تجاه لبنان.
أنا فى رأيى عندما تجتمع النيات ويكون فيه نية إيجابية من قبل السياسيين الذين يتحكمون فى لبنان الأمور ستحل بسرعة. كما أن الأزمة بلبنان مرتبطة بما يحدث فى المنطقة.. وأيهما يمثل أولوية؟.. عندك اليمن وسوريا والسودان وغيرها من القضايا.
المشهد العربى هل يبعث على التفاؤل؟
عندى تفاؤل كبير بالتقارب بين الدول العربية وسوريا وعودة مقعدها الدائم لجامعة الدول العربية بعد تجميد استمر 12 عاما. وفى نفس الوقت أنا كـ عروبى قومى أرى أن عندنا مقومات قوة تجمعنا أكثر من مقومات الاتحاد الأوروبى.. قوة اقتصادية وزراعية كبيرة لو اتحدنا.
هل تعتقد أن الأزمة الأوكرانية ستحل قريبا؟
الأزمة الأوكرانية الروسية لها حل، ولكن بإخراج معين يحافظ على صورة كل طرف من أطراف الأزمة.