قالت الكاتبة الليبية نجوى بن شتوان، التى وصلت روايتها "كونشيرتو قورينا إدواردو" إلى القائمة القصيرة، فى جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، فى دورتها لعام 2023، أن شخصية الجد فى الرواية يشبه أبى إلى حد كبير، والذى صبر وتحمل الشدائد.
وأوضحت نجوى بن شتوان خلال حوار أجرته معها جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، أن رواية "كونشيرتو قورينا إدواردو" ترسم بانوراما لليبيا منذ السبعينات إلى سقوط القذافي، من خلال عائلة من أصول يونانية. كيف تختلف هذه الرواية من روايات أخرى تناولت التاريخ والقضايا السياسية والاجتماعية الكبرى في البلاد؟
وأشارت نجوى بن شتوان إلى أن الرواية تنتصر إلى العلاقات الإنسانية رغم ما يعتريها من اختلاف وخلاف، قرابة أم صداقة مابين الكبار والصغار، والذين بقوا والذين غادروا... العلاقات هي خيار الناس في أن يكونوا على تواد وتقارب أم في تنافر وتباعد… العلاقات صناعة بشرية تشبه صناعة الرصاص وصناعة الواقي من الرصاص في الآن نفسه، والمرء حر في اختيار الصنعة التي ينتمي إليها ومسؤول عن نتائج اختياره.
وحول أسباب التركيز على الآثار الرومانية والإغريقية في ليبيا ولماذا جعلتِ البطلة ريم تهتم بها، قالت نجوى بن شتوان إن ليبيا ملأى بآثار الرومان الذين جاؤوها غزاة وآثار الأغريق الذين هاجروا إليها هرباً من المجاعات والحروب أو بسبب التجارة، كذلك الفينيق من صور وصيدا. أسسوا مدناً كثيرة متكاملة، أي أنها كانت حياة بكل ما فيها. هناك قصة وراء كل آثر وطلل موجود إلى اليوم والقصص تريد من يبحث عنها ويستخرجها... أكبر مسرح روماني متكامل من عهد الإمبراطورية الرومانية موجود في ليبيا وليس في أوروبا من حيث أتى الرومان. مدينة الموتى التي تمتد على مساحة واسعة من التراب الأثري في قورينا في شرق ليبيا ليست مجرد مقابر خالدة بل هي حيوات وحكايات كانت موجودة زمناً ما ونسلها أيضاً باق وممتد في ليبيا.
وتابعت: هناك الكثير الكثير مما دونه التاريخ ولم يمسسه الأدب بعد. عندما أقول مسرح أعني مسرحيات وتمثيليات جسدت على المسارح المترامية على شواطئنا، عندما أقول نيكروبوليس أعني أناساً اشتغلوا بالفلسفة والرياضيات والجغرافيا والرياضة والزراعة وصناعة الأساطير ونشر العقيدة المسيحية في بداية عهدها.
وحول إذا ما كانت الكاتبة تواجه صراعا مع رقابة النفس أثناء الكتابة فى الموضوعات الحساسة على الرغم من إقامتها في روما، قالت نجوى بن شتوان: إن غريزتي الخائفة نشطة على الدوام، يكاد يكون الخوف لدي غدة قائمة بذاتها، فقد عشت دائماً في خوف. أخاف حتى عند قطع الطريق ذات الاتجاه الواحد أقوم بالتلفُّت في الاتجاهين رغم إدراكي أنها طريق ذات اتجاه واحد... أخاف من أحواض السباحة رغم أنني لا أسبح، أخاف من الموت رغم إدراكي بأنني سأموت.
وتابعت: وبما أنه لا أمل على الإطلاق في التحرر من مخاوفي فقد عقدت اتفاقاً مع الخوف ينص على أن يتركني عند النوم أنام بهدوء على أن يعود لمواصلة حياته معي بعد ذلك. ولأنه التزم بالاتفاق التزاماً كبيراً فقد تعلمت المشي أثناء النوم ثم الكلام ثم شيئاً فشيئاً أضفت إليهما الكتابة والأمل والأحلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة