** سكرتير البنك الإفريقي للتنمية: يجب تفعيل دور القطاع الخاص لتمويل التنمية الخضراء في أفريقيا
** وزيرة البيئة: حشد تمويل أوروبى وأمريكى للمبادرة الأفريقية للتكيف
** وزيرة التعاون الدولى: تمويلات البنك الأفريقى للتنمية استثمارات وليست ديون
** وزير المالية: بنك التنمية الأفريقي أصدر ضمانة 345 مليون دولار لدخول السوق الصينى
قال حسن عبدالله محافظ البنك المركزي، إن إتاحة الموارد المالية اللازمة لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية يأتي من خلال إشراك القطاع الخاص وتفعيل دوره الحيوي في هذا المجال، مشيرا إلى أن انعقاد اجتماعات البنك الافريقي هذا العام يتزامن مع ظهور العديد من المستجدات والتحديات على جميع الأصعدة ومن أبرزها اضطراب أداء القطاعات المالية واستمرار ارتفاع الضغوط التضخمية وتزايد حدة الاضطرابات الجيوسياسية فضلا عن تداعيات أزمة وباء كوفيد 19.
وأكد محافظ البنك المركزي، خلال كلمته في افتتاح أعمال الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي للتنمية فى مدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس السيسي، أن القارة الأفريقية لم تكن بمنأى عن تلك التحديات التي أدت إلى تزايد الضغوط على اقتصاديات دول القارة لتزداد فجوات التمويل اتساعا مع تراجع حجم المساعدات الدولية واضطراد أعباء الديون وتزايد تكاليف برامج الحماية الاجتماعية، وهو الأمر الذى نتج عنه انحسار قدرة حكومات تلك الدول على تنفيذ خططها التنموية التي تأخذ في عين الاعتبار البعد البيئي وصولا الى بلوغ هدف الاستدامة البيئة والاجتماعية.
وشدد "عبدالله" على أن مصر جزء لا يتجزأ من تلك التفاعلات الإقليمية والدولية وبالتالي تلك التطورات والتغيرات كان لها بالغ الأثر على الكثير من المعطيات المالية والاقتصادية المحلية، مؤكدا أن جميع المسؤولين تتكاتف جهودهم الرامية الى اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الكفيلة للحد من تك الآثار السلبية لتلك التغيرات وهو الأمر الذى يتسق مع توجيهات الرئيس السيسي.
وأوضح أن تحقيق الطموحات التنموية يؤكد على دور التمويل الإقليمية والدولية المعنية بقضايا التنمية داخل القارة وعلى رأسها مجموعة بنك التنمية الأفريقي الذى يلعب دورا محوريا لتعزيز ثقة مستثمري القطاع الخاص.
وأشار محافظ البنك المركزي، إلى أن القارة الأفريقية تتحمل أعباء كبيرة من تداعيات التغيرات المناخية، حيث تشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن 75 إلى 250 مليون نسمة من سكان أفريقيا عانوا من مشاكل نقص المياه نتيجة التغيرات المناخية التي تهدد بانخفاض حجم معدل الناتج الزراعى المعتمد على مياه الأمطار إلى النصف.
وتابع: "كما بلغ حجم التدفقات المحلية والدولية المخصصة لمواجهة تغير المناخ في أفريقيا في 2020 نحو 30 مليار دولار فقط، وهو لا يتجاوز نسبة 12 % من حجم التمويل المطلوب، الأمر الذى يعكس حجم الفجوة التمويلية التي تواجهها دول القارة في هذا المجال.
وأكد "عبدالله" على أهمية تشجيع القطاع الخاص على توحيد المزيد من الاستثمارات الصديقة للبيئة والتحول من استثمارات القائمة في أدوات الدين الى استثمارات فعلية في رأس المال وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وقال الدكتور محمد معيط، وزير المالية، إن الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية التي تستضيفها مصر بمدينة شرم الشيخ، مهمة للغاية، وعقدها في مصر رسالة قوية جدا، حيث يمثل البنك الأفريقي محفظة كبيرة جدا، ومصر من المساهمين الرئيسيين في البنك.
وأضاف معيط، في تصريحات على هامش اجتماعات البنك الافريقي للتنمية المنعقد بمدينة شرم الشيخ، أن البنك الأفريقي للتنمية يدعم مصر في العديد من المشروعات التنموية، ومنذ عدة أيام أصدر البنك ضمانة بـ345 مليون دولار لدخول الأسواق الصينية، وبعملة غير الدولار، حيث يتم إصدارها باليوان الصيني.
وتابع وزير المالية: "هدفنا في وزارة المالية أن ننوع من الأسواق المالية والأدوات والعملات التي يتم التمويل بها، إلى جانب تنويع المستثمرين الذين يمول من خلالهم، ونحن لم نصدر باليوان الصيني من قبل، ولنا معاملات كثيرة مع الهند والصين ودول أخرى".
وأكمل الوزير: "القارة الأفريقية كانت تحقق معدلات نمو كبيرة قبل جائحة كورونا، وتدخل في مشروعات هائلة، ولكن بعد كورونا تعاني من مخاطر الغذاء والتمويل والطاقة ويعتبر بنك التنمية الأفريقي لاعب أساسي في مشروعات التنمية بالدول الأفريقية".
وشدد على أن الاحتياجات الأساسية من فقه الأولويات لدى كل الدول، حتى يمكن توفير الغذاء والطاقة للشعوب، مشيرا إلى أهمية الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية، قائلا: " كنا ننادي بهذه الاجتماعات لتوفير التمويل اللازم للبنك الأفريقي".
من جانبها، قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، إن بنك التنمية الأفريقى أحد مؤسسات التمويل الدولية الخاصة بالقارة الأفريقية، واستضافة مصر لاجتماعات البنك الأفريقى للتنمية بمدينة شرم الشيخ رسالة مهمة.
وأضافت رانيا المشاط، أن التمويلات للتحول الأخضر من أهم الأمور للفترة المقبلة، وهناك تركيز شديد على أن تكون هذه التمويلات من خلال استثمارات وليست ديون، مبينه: "الفكرة هنا عن التمويل المختلط، وهو الحصول على تمويل منخفض التكلفة ولكن من خلال استثمارات من الخارج، وهذا ما يجرى مع البنك الأفريقى للتنمية".
وأشارت إلى قيام البنك الأفريقية بإنشاء مؤسسة للأمن الدوائى واللقاحات، ومصر لها دور مهم جدا فى هذا الصدد، متابعه: "نركز على التعاون جنوب جنوب، وهو أن أحصل على الخبرات المختلفة فى البلاد المختلفة لتعميمها فى بلاد أخرى، ونحن لنا محفظة فى البنك الأفريقى للعمل تساهم فى بعض المشروعات كمشروع جبل الأصفر الخاص بتدوير المياه، ولدينا بعض المشروعات فى الطاقة الجديدة والمتجددة والنقل".
بدوره، قال أكينوومي أديسينا رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، أن الحضور الكبير في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية في شرم الشيخ، يبرز العلاقات الطيبة التي تربط الدول المشاركة بمصر.
وأعرب أديسينا خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك في شرم الشيخ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن امتنانه للرئيس السيسي جراء دعمه للاجتماعات السنوية للبنك، مشيدا في الوقت نفسه بالتنظيم الجيد للاجتماعات السنوية التي تستضيفها مصر.
وأضاف أن مدينة شرم الشيخ احتضنت الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ (COP-27)، للحفاظ على الاحترار العالمي بدرجة 1.5 درجة مئوية، كما تم اتخاذ القرار التاريخي بشأن الخسائر والأضرار المنبثقة عن التغيرات المناخية، وأصبح الأمن المائي قضية وطنية، وأطلقت مصر مبادرة الارتباط المتواجد بين الماء والغذاء والطاقة، وهي محاولة لتعبئة 1.4 مليار دولار من أجل الاهتمام بمعالجة آثار التغيرات المناخية بقيادة بنك التنمية الإفريقي.
وتابع أديسينا: "أننا تجاوزنا هذا الهدف، ونجحنا مع شركائنا في تعبئة 2.2 مليار دولار في مسار التنمية".
واستعرض أضرار التغيرات المناخية عبر القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن العثور على الموارد المالية لمعالجة التغيرات المناخية صار أمرا عسيرا بشكل مضطرد، بالنسبة لبلدات إفريقية تعاني من التغيرات المناخية والمديونية والتضخم الناجم عن مزيج من الصراعات الجيوسياسية العالمية والاتجاهات المرتبطة بالتضخم.
وأوضح أن الاحتياجات لتمويل المناخ في إفريقيا تقدر بنحو 2.7 تريليون دولار بين عامي 2020 و2030، لافتا إلى أن تمويل هذه المبادرات المناخية لا تنبثق بشكل انسيابي في المستوى المنشود.
وتطرق إلى أن بنك التنمية الإفريقي يلعب دوره بشكل جيد وإيجابي، قائلا: "حيث تجاوزنا التزاماتنا بتوفير 40% من إجمالي تمويلنا للمبادرات المناخية لتصل إلى 45% في عام 2022، والتزمنا بنسبة 63% من إجمالي تمويل المبادرات المناخية في التكيف والتخفيف، تجاوزا للهدف العالمي البالغ 50%، وحصلنا بذلك على إشادة البنك من طرف الأمين العام للأمم المتحدة في الجمعية العامة".
وتابع: "أننا قمنا أيضا بإطلاق برنامج تسريع التكيف على مستوى إفريقيا مع تعبئة 25 مليار دولار، من أجل ضمان التأقلم والتكيف مع التغيرات المناخية".
وأكد فنسنت ونميهيلو الأمين العام لمجموعة البنك الافريقي للتنمية، أهمية تفعيل دور القطاع الخاص للمشاركة في تمويل التنمية الخضراء في القارة الافريقية.
وأعرب ونميهيلو، في كلمة له خلال افتتاح الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية، عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلها محافظ البنك المركزي المصري حسن عبدالله في قيادة إعداد الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الافريقي للتنمية، معربا عن شكره لمحافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة في التسهيلات والمساعدات التي قدمها لتنظيم هذا الحدث الهام.
كما أعرب عن أمله في أن تحقق مداولات الاجتماعات ردودا جيدة لدعم عمل القطاع الخاص ليكون شريكا في تمويل التنمية الخضراء في القارة الإفريقية.
قال موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتولى ريادة الوكالة الأفريقية للتنمية NEPAD ومشروع تمويل البنية التحتية والتحول في مجال الطاقة في أفريقيا.
أضاف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: "رحم الله نجيب محفوظ.. فلو كان حيًا لاقتبس من حسن هذا اللقاء بين الزمان والمكان عنوانا لرواية جديدة".
وأوضح، أن القضية الرئيسية خلال هذه الاجتماعات تتعلق بالقدرة على جذب التمويل اللازم لمواجهة التغير المناخي.
وقدم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، التحية لجمهورية مصر العربية على استضافتها الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية، مشيرا إلى قارة أفريقيا تخضع للضرائب بشكل غير عادل باعتبارها منطقة عالية المخاطر، فغالبا ما تصنفها وكالات التنصيف في أسفل التصنيف مما يثبط عزيمة المستثمرين الأجانب.
ودعا "فقيه" إلى رفع القيود المالية التي تعوق تنمية أفريقيا، مناشدا المستثمرين بخدمة شعوب القارة قائلا: "أناشدكم نيابة عن شعوب القارة أن تخدمونا بأفعال وقرارات ملموسة ومحددة..اخدمونا بالأفعال".
وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إن قضية التكيف تعد من ضمن المشاكل والقضايا الخاصة بتغير المناخ، حيث تم تناول هذه القضية في كوب 27 والذى عقد في شرم الشيخ، مشيرة إلى أنه تم تفعيل لما يسمى المبادرة الأفريقية للتكيف وعقدت اجتماعها الأول، كما تم حشد تمويل أوروبي وأمريكي لهذه المبادرة.
وأضافت الوزيرة في تصريحات على هامش اجتماعات البنك الأفريقي للتنمية المنعقد بمدينة شرم الشيخ، أن احتياجات القارة الأفريقية في قضايا التكيف والكوارث البيئية مثل الفيضانات والتصحر ستكون موجودة على مائدة كوب 28، مشددة على ان التفاوض في أى مؤتمر للمناخ يتم مده يوم أو يومين ولا ينتهي في الميعاد المقرر له، مضيفة: "تم تشكيل لجنة لصندوق الخسائر والأضرار ، وسيتم وضع اقتراحاتها في كوب .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة