"قناطر إسنا" تاريخ كبير فى خدمة الملاحة والرى والتحكم فى الفيضانات وخدمة المراكب السياحية منذ 119 سنة.. أنشأت فى عهد الخديوى عباس.. والقناطر الجديدة أقيمت فى 1994 لسد احتياجات الرى.. صور

الثلاثاء، 23 مايو 2023 02:00 ص

قناطر إسنا تاريخ كبير فى خدمة الملاحة والرى والتحكم فى الفيضانات

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكثر من 119 سنة لواحدة من التحف التاريخية البديعة فى جنوب محافظة الأقصر، وهى قناطر إسنا الساحرة حيث بدأ إنشاء قناطر إسنا القديمة جنوب محافظة الأقصر عام 1904 وتم افتتاحها عام 1908 فى الخديوى عباس حلمى الثانى، وتكونت من 120 فتحة عرض كل منها 5 متر تفصل كل واحدة عن الأخرى بغلة عرضها 2 متر، كما أن كل 20 فتحة تكون مجموعة تفصلها عن الأخرى بغلة عرضها 4 أمتار، بالإضافة إلى هويس ملاحى طوله 80 مترا وعرضه 16 مترا، والقناطر مصممة لتتحمل فرق توازن 2.5 متر تم زيادته، إلى 5.1 متر بعد أن تم تعلية القناطر فى عام 1945.

ومن جانبها اهتمت أسرة محمد على بإنشاء القناطر على نهر النيل للتحكم فى مياه الفيضانات من أجل استصلاح الأراضى، وذلك عن طريق حجز المياه بواسطة البوابات، وجاءت فكرة وتاريخ قناطر إسنا الحديثة والقديمة التى تم افتتاحها عام 1908 فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى عند الكيلو 169 على نهر النيل، للتحكم فى تدفق المياه أثناء فترة الفيضان، وتحسين الملاحة فى مجرى النهر وضمان استمرارية رى زمام ترعتى أصفون والكلابية، أما فى عام 1994 فقد قررت وزارة الرى إنشاء قناطر إسنا الجديدة خلف القناطر القديمة بحوالى 1200 مترا، وتم افتتاحها منذ 29 سنة، وذلك لتوفير المياه اللازمة لسد الاحتياجات المتزايدة للرى، وكذلك لإمكانية توليد طاقة كهربائية تقدر بحوالى 635 جيجاوات ساعة سنويا، فضلا عن ذلك تطوير الملاحة النهرية عن طريق إنشاء هويس يسمح بمرور وحدتين ملاحيتين كبيرتين فى وقت واحد وكذلك زيادة الحمولة على الطريق الذى يربط بين ضفتى نهر النيل إلى 70 طناً بدلاً من 20 طناً.

وخلال السنوات الماضية قام فريق من أثريين منطقة آثار إسنا وأرمنت بمدينة إسنا فى تسجيل وتوثيق قناطر إسنا القديمة، حيث يقول الأثرى محمد محيى سلام، أن الهدف من التسجيل للقناطر جاء لكونها واحدة من أهم القناطر على مستوى العالم، حيث جاء ذلك فى إطار خطة منطقة آثار إسنا وأرمنت فى تسجيل وتوثيق جميع المواقع الأثرية بإسنا.

فيما يقول عمر فخرى الكوترى مفتش بآثار إسنا وأرمنت، إنه تم بناء قناطر إسنا فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى من أجل حفظ وتخزين مياه الفيضان من أجل الإستفادة منها فى الزراعة والرى، موضحاً إنه تتكون قناطر إسنا الجديد من "السد الركامي" يقع فى الناحية الشرقية لمجرى نهر النيل والغرض منه انحصار تدفق مياه النيل فى هذه الناحية، وهو عبارة عن طبقات من الركام يعلوها طبقات رملية وتربة زلطية وأخيرا دكة حجرية على سطح السد، ويتخلل جسم السد ستارة من الخرسانة البلاستيكية تمتد حتى الطبقة غير المنفذة، ويبلغ طول السد 520 مترا، وعرضه عند القاع 225 مترا، بينما يبلغ عرضه عند القمة 15 مترا، أما ارتفاعه فيصل إلى 22.5 مترا، ويقع المفيض أيسر السد المصمت والغرض منه الحفاظ على منسوب المياه الطبيعى أمام القناطر عند منسوب (79.00) مترا، وكذلك تنظيم الفيضانات العالية التى يقارب تصرفها 7000 م3 فى الثانية، ويبلغ طولها 173 مترا عند القمة وعرضها 35 مترا، وتتكون قناة المفيض من 11 فتحة عرض كل منها 12 مترا وهذه الفتحات مزودة ببوابات نصف قطرية.

وفى هذا الصدد خلال أبريل ومايو 2023 الجارى، شهدت قناطر إسنا والهويس الإضافى خطة تطوير وصيانة دورية برعاية وزارة الرى والموارد المائية، حيث كشف مركز ومدينة إسنا بقيادة اللواء هشام السعدى رئيس المدينة، عن مجموعة من الصور النادرة للعمل فى إنشاءات قناطر إسنا القديمة فى عام 1904 إلى 1908 فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى، والتى يتم العمل حالياً فى تطويرها وصيانتها لخدمة حركة المراكب السياحية.

ويقول اللواء هشام السعدى رئيس مركز ومدينة إسنا، أنه تم على مدار الأيام الماضية العمل فى صيانة الهويس الإضافى بقناطر إسنا الجديدة، حيث تأتى تلك الأعمال ضمن مشروعات تحديث وتأهيل وصيانة منشآت الرى الكبرى، وضمن خطة إستراتيجية لإحلال وتجديد المنشآت المائية لمتابعة حالة القناطر وإتخاذ أى قرارات بشأنها، وتنفيذ أعمال صيانة مستمرة للقناطر بكافة عناصرها لضمان تشغيلها على الوجه الأمثل.

ويضيف رئيس مركز ومدينة إسنا، لـ"اليوم السابع"، أنه تمت أعمال صيانة دورية لهويسى إسنا الملاحيين، وأجريت إصلاحات فورية للأعطال لضمان قيام الهويسين بكافة المهام بأعلى كفاءة، وتمت صيانة عدد (3) من بوابات جنابية الهويس الإضافى، موضحاً أنه يجرى البدء قريباً فى تأهيل البوابة الرابعة للمحافظة على زمن الملء والتفريغ، حيث تم إنشاء هويس إسنا الإضافى لتطوير وتسهيل الملاحة النهرية وتقليل زمن عبور العائمات السياحية.

وأوضح اللواء هشام السعدى، أن أعمال صيانة الهويس الإضافى لقناطر إسنا الجديدة تأتى ضمن مشروعات تحديث وتأهيل وصيانة منشآت الرى، وتم إدراج هذه الأعمال بالخطة الإستراتيجية لإحلال وتجديد المنشآت المائية الكبرى على نهر النيل وفرعيه والرياحات والترع الرئيسية، والصيانة تهدف لمتابعة حالة القناطر واتخاذ أى قرارات تتعلق بإحلال وتجديد وصيانة هذه القناطر، حيث تم العمل فى الصيانة بكافة عناصرها (بوابات – أوناش – جنازير – أجهزة تشغيل – التصوير أسفل المياه – الجسات داخل وخارج المنشآت – أعمال الحقن – الترميم) لضمان تشغيل كافة المنشآت المائية، ويتم تنفيذ أعمال الصيانة الدورية للهويسين الملاحيين بقناطر إسنا أسبوعياً وشهرياً وفق برنامج محدد، ويقوم فريق الصيانة والتشغيل بأعمال الإصلاحات الفورية للأعطال لضمان قيام الهويسين بكافة المهام والأنشطة المطلوبة منها بأفضل أداء وبأعلى كفاءة وأقل نسبة أعطال، كما يقوم فريق الصيانة والتشغيل بتنفيذ العمرات والصيانات الجسيمة للهويس الإضافى من خلال تطبيق منظومة التشغيل الذاتى.

ومن الجدير بالذكر أنه تم إنشاء الهويس الإضافى لقناطر إسنا فى عام 2008، بغرض تطوير وتسهيل الملاحة النهرية وتقليل زمن عبور العائمات السياحية بهويس قناطر إسنا والمتوجهة من الأقصر إلى أسوان والعكس، وكذلك عدم توقف الملاحة النهرية والحركة السياحية فى فترات صيانة الأهوسة، ويوجد بالهويس الإضافى عدد (4) بوابات رئيسية تسمح بدخول وخروج العائمات السياحية والمراكب، كما يوجد عدد (4) جنابيات تقوم بملء وتفريغ حوض الهويس، ويقع فى الناحية الغربية لمجرى نهر النيل ويتكون من حجرتين ويبلغ طوله 160 مترا وعرض الحجرة الواحدة 17 مترا، أما الغاطس الملاحى فلا يقل عن 3 أمتار. والهويس مجهز ببوابتين مروحيتين وبوابتين من النوع المنزلق وكذلك كوبرى علوى مفصلى، ويتم ملء الهويس عن طريق قنوات جانبية متصلة بفتحات فى أرضية الهويس تسمح بالحصول على المناسيب الملائمة لانتقال الوحدات النهرية بين أمام وخلف القناطر، ويتم التحكم فى غلق وفتح بوابات الهويس وبوابات القنوات الجانبية بواسطة شبكة الكترونية متقدمة.