حذرت صحيفة واشنطن بوست الولايات المتحدة من المخاطر التى يمثلها الجوع العالمى للأمن القومى الأمريكى.
وقالت الصحيفة فى مقال كتبه خوسيه أندريه، رئيس ومؤسس معهد الغذاء العالمى الجديد فى جامعة جورج واشطن، إن التهديدات للامن القومى الأمريكى لا تقاس فقط بالصواريخ والجيوش والإرهابيين. فالاضطرابات السياسية والاقتصادية فى الدول التى لها أهمية لأمريكا وحلفائها يمكن أن يكون طاغيا ايضا.
ولهذا، يقول الكاتب، فإن محاربة الجوع ولعطش لم يعد تحديا فقط لعمال الإغاثة. فحجم الأزمة العالمية هائل جدا لدرجة أن الجوع العالمى يمثل تهديدا للأمن والحدود واستعراض القوة.
وعلى مدار العقد الماضى، أجرت الاستخبارات الأمريكية تقييمات للتأثير المحتمل لانعدام الأمن المائى والغذائى عالميا. وتنبأت الوكالات الأمنية الأمريكية بعالم، أصبح موجودا الآن، حيث ينتشر نقص المياه والقيضانات بما يخاطر بعدم الاستقرار وفشل الدول وزيادة التوترات الإقليمية والإلهاء عن العمل مع الولايات المتحدة على أهداف هامة للولايات المتحدة.
وتوقعوا أنه فى الدول ذات الأهمية الاستراتيجية لواشنطن، سيساهم تراجع الأمن الغذائى بشكل شبه مؤكد فى الاضطرابات الاجتماعية وعدم الاستقرار السياسى.
ويقول أندريه إنه دعا إلى تعيين مستشار أمن قومى للغذاء ووزير للغذاء، واقترح إنشاء وكالة الغذاء القومى لتركز سياسة الغذاء على احتياجات المواطنين الأمريكيين. لكنه لم ينجح فى إقناع أيا من الديمقراطيين أو الجمهوريين فى الكونجرس أو البيت الأبيض بأن الغذاء يجب ألا يكون أولوية لاحقة.
وتحدث أندريه عن أحد العوامل الأكثر إثارة للانقسام فى الولايات المتحدة وأوروبا الآن، وهى الهجرة من جنوب الأرض، وقال إن ما يدفع الكثيرون للمخاطرة بحياتهم فى رحلات خطرة عبر الغابات والأنهار والبحار المفتوحة، ليس العنف أو الفساد أو غياب الفرص. بل أن أحد العوامل الرئيسية للهجرة هى الغذاء، أو على وجه التحديد سوء التغذية والجوع وأسعار الغذاء المرتفعة.
كما أن الغذاء ليس تحديا وجوديا فقط خارج أمريكا. ففى الولايات المتحدة، نحو نصف البالغين يعانون إما من السكرى أو ما قبل السكرى، ويعانى خمسا البالغين من السمنة.
وكانت إمدادات لبن الأطفال قد تعرضت لانهيار العام الامضى بسبب التلوث فى احد المصانه واستمرار النقص.