اكتشافات جديدة بجبانة سقارة الأثرية.. أكبر ورشتين للتحنيط آدمية وحيوانية ومقبرتين من عصري الدولتين القديمة والحديثة.. أحمد عيسى: منطقة سقارة متحف مفتوح تجذب أنظار العالم دائما

السبت، 27 مايو 2023 02:00 م
اكتشافات جديدة بجبانة سقارة الأثرية.. أكبر ورشتين للتحنيط آدمية وحيوانية ومقبرتين من عصري الدولتين القديمة والحديثة.. أحمد عيسى: منطقة سقارة متحف مفتوح تجذب أنظار العالم دائما الاكتشافات الاثرية
كتب محمد أسعد تصوير كامل خالد ومحمد نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مؤتمر صحفى عالمي، أعلن أحمد عيسى وزير السياحة والآثار عن كشف أثرى جديد بمنطقة آثار سقارة حيث نجحت البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى العثور، لأول مرة عن أكبر وأكمل ورشتين للتحنيط إحداهما آدمية والأخرى حيوانية، بالإضافة إلى مقبرتين وعدد من اللقى الأثرية، وذلك خلال استكمال أعمال حفائر البعثة بجبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون) بمنطقة آثار سقارة، للعام السادس على التوالي.
 
حضر مراسم الإعلان عن الكشف اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، و47 سفير من الدول الأجنبية بالقاهرة وزوجاتهم، ومديرى المعاهد الأجنبية بالقاهرة، وعدد من قيادات الوازرة، والمجلس الأعلى للآثار، وأكثر من 200 وكالة أنباء، وصحف مصرية، وعربية، وعالمية.
 
واستهل وزير السياحة والآثار المؤتمر الصحفى بإلقاء كلمة رحب خلالها بالحضور معرباً عن سعادته بتواجده فى منطقة آثار سقارة التى تعتبر أحد أهم أجزاء جبانة منف المُسجلة على قائمة التراث العالمى لليونسكو والتى هى أيضا بمثابة متحفاً مفتوحاً يُبرز جانباً كبيراً من فترات التاريخ المصرى القديم حيث تَحتضن أقدم بناء حجرى فى تاريخ البشرية وهو هرم زوسر المدرج بالإضافة إلى العديد من أهرامات الملوك والملكات.
 
وأشار إلى ما تقوم به وزارة السياحة والآثار ممثلة فى المجلس الأعلى للآثار من أعمال مستمرة لتحسين ورفع جودة الخدمات السياحية المُقدمة بسقارة بالشراكة مع القطاع الخاص لتقدم لزائريها من المصريين والأجانب تجربة سياحية متميزة، وهو ما يأتى فى إطار أبرز محأور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة فى مصر والتى تهدف إلى تحقيق نمو سريع يترأوح ما بين 25% و30% سنوياً فى صناعة السياحة فى مصر؛ من خلال إتاحة الوصول إلى المقصد السياحى المصرى بصورة أكبر ومضاعفة عدد مقاعد الطيران إلى مصر بالتعأون مع وزارة الطيران المدني، والعمل على تشجيع وتحسين مناخ الاستثمار، وتحسين التجربة السياحية بالمقصد السياحى المصري.
وأكد على حرص الوزارة، فى إطار دورها كمنظم ورقيب ومدير لبرامج الإنفاق العام، على تطوير المتاحف والمواقع الأثرية فى مصر والحفاظ على هويتهم وطابعهم المُميز مما يساهم فى رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين وتقديم تجربة سياحية متميزة لهم. سقارة أرض الأسرار  والاكتشافات.
 
وفى نهاية كلمته وجه أحمد عيسى التحية والشكر لأعضاء البعثة الأثرية المصرية ورئيس البعثة، ولكافة العاملين بالمجلس الأعلى للآثار على المجهود الكبير الذى يبذلونه ليقدمون مثل هذه الاكتشافات الهامة، بجانب دورهم فى الحفاظ على الآثار المصرية والذى شَهده بنفسه، الشهر الماضى عندما قام بزيارة موقع حفائر البعثة فى سقارة، وتفقد ما يقومون به من أعمال حفائر وترميم، ولقاءه بفريق العمل الذى نجح فى العثور على هذا الكشف وغيره من الاكتشافات الأثرية الهامة التى تصدرت أخبارها وسائل الإعلام المحلية والعالمية والتى بدورها ساهمت فى الترويج السياحى لمصر وخاصة منتج السياحة الثقافية، منوهاً إلى أن هناك الكثير من السائحين حول العالم لديهم شغف كبير بالحضارة المصرية القديمة، وهو ما أكدته نتائج إحدى الدراسات التسويقية التى تم إجراؤها خلال ألفترة الماضية، حيث جاءت شريحة السائحين اللذين يبحثون عن استكشاف الثقافة والآثار من أكثر الشرائح التى لديها طلب كبير على زيارة المقصد السياحى المصري.
 
وأضاف أن سقارة ومصر لن تتوقف عن البوح بأسرارها فهناك العديد من الاكتشافات الأثرية القادمة.
 
وأوضح دكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة أن الورشتين المكتشفتين تعودان لأوآخر عصر الأسرة ال 30 وبداية العصر البطلمي، مضيفا أن البعثة تمكنت كذلك من الكشف عن مقبرتين من عصرى الدولتين القديمة والحديثة، بالإضافة إلى عدد من اللقى الأثرية، مؤكدا على أن البعثة قامت بالعديد من الاكتشافات الأثرية الهامة منذ بدء عملها بالموقع عام 2018، معربا عن فخره بنجاح فريق مصرى خالص من آثاريى ومرمى المجلس الأعلى للآثار للعام السادس على التوإلى بهذا الاكتشاف الهام.
 
وأضاف أن ورشة التحنيط الآدمية التى تم الكشف عنها عبارة عن مبنى مستطيل الشكل من الطوب اللبن مقسم من الداخل إلى عدد من الحجرات تحتوى على سريرين للتحنيط الآدمى وتترأوح أبعاد السرير حوإلى مترين طول ومتر عرض و50 سم ارتفاع، وهو مكون من عدة كتل حجرية مغطى من أعلى بطبقة من الملاط بها ميول ينتهى بميزاب، لافتا إلى أنه تم الكشف داخل الورشة على عدد كبير من الأوانى ألفخارية من بينها أوانى على شكل إناء الحس منتشرة فى جميع الحجرات والتى ربما كان يتم استخدامها فى عملية التحنيط. كما تم الكشف عن بعض الأدوات والأوانى الطقسية وكمية كبيرة من الكتان ومادة الراتينج الأسود المستخدمة فى التحنيط، الأمر الذى يشير إلى أن عمليات التحنيط التى كانت تتم بتلك الورشة لأدميين.
 
أما عن ورشة التحنيط الحيوانية فقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أنها عبارة عن مبنى مستطيل الشكل مبنى من الطوب اللبن يتوسطهما مدخل له أرضية من الحجر الجيرى من الداخل مقسمة إلى عدد من الحجرات والصالات، حيث تم الكشف داخلها على عدد كبير من الأوانى ألفخارية وبعض الدفنات الحيوانية مختلفة الأشكال والأحجام كما عثر على بعض الأدوات الخاصة بالتحنيط الحيوانى كالكتان وبعض الأدوات البرونزية.
وتحتوى الورشة على 5 أَسرة من الحجر الجيري، وهى غائرة فى الأرضية ومختلفة نسبيا عن تلك الأسرة الموجودة فى ورشة التحنيط الآدمية، لافتا إلى أنه خلال دراسة اللقى الأثرية التى تم الكشف عنها داخل هذه الورشة تشير إلى أن الورشة كانت تستخدم على الأرجح فى تحنيط الحيوانات المقدسة المرتبطة بالإلهة باستت.
 
ومن جانبه قال صبرى فرج مدير عام منطقة آثار سقارة والمشرف على الحفائر أن البعثة نجحت كذلك فى الكشف عن مقبرتين الأولى لشخص يدعى "نى حسوت با" وهو أحد موظفى عصر الدولة القديمة من الأسرة الخامسة (حوإلى 2400 ق. م) ويحمل العديد من الألقاب الدينية والإدارية أهمها كبير عشرة الجنوب، مدير الكتبة، كاهن الاله حورس والالهة ماعت، والمسئول القانونى عن شق الترع والقنوات. أما المقبرة الثانية فهى لشخص يدعى "من خبر" من عصر الدولة الحديثة من الأسرة 18(1400 ق. م) وكان يحمل لقب كاهن الإلهة قادش وهى معبودة أجنبية من أصل كنعانى من منطقة سوريا كانت تعبد فى مدينة قادش وعبدت فى مصر فى عصر الأسرة 18 وكانت المعبودة الخاصة بالخصوبة، وسيدة نجوم السماء عظيمة السحر.
 
فيما أفاد الدكتور محمد يوسف مدير المنطقة أن مقبرة "نى حسوت با" هى عبارة عن مصطبة مستطيلة الشكل، مدخل غرفة الدفن بها يقع فى الركن الجنوبى الشرقى للمصطبة، يبدأ بواجهة حجرية منقوشة من الجانبين تحمل مناظر لصاحب المقبرة وزوجته "تب ام نفرت"، ويعلو الواجهة نصوص هيروغليفية تحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة وزوجته، وأسفل ذلك مناظر لحاملى القرابين. يؤدى المدخل إلى صالة عرضية أبعادها جدرأنها مزينة بمناظر للحياة اليومية، والأحراش، والزراعة، وصيد الأسماك، وفى منتصف الجدار الغربى للصالة يوجد باب وهمى على جانبيه مناظر جنائزية، وقوائم قرابين وذبح الأضاحي، ومناظر الحفلة الموسيقية.
 
أما عن تخطيط مقبرة "من خبر" فأشار الأستإذ محمد الصعيدى مدير البعثة أنها مقبرة صخرية أغلبها منحوت فى الحافة الصخرية وبها جزء مبنى من الحجر الجيرى وهى تتكون من بوابة مبنية من الحجر الجيرى عبارة عن كتفين وعتب منقوشين باسم والقاب لـصاحب المقبرة "من خبر" وزوجته وابنه، يلى ذلك صالة مربعة الشكل على جدرأنها بقايا طبقة من البلاستر مرسوم عليها مناظر لصاحب المقبرة وزوجته جالسين أمام مائدة قرابين.
 
وقد عثرت البعثة على نيشة فى الجدار الغربى من الناحية الشمالية يصل ارتفاعها إلى حوإلى 130 سم بعمق حوإلى 70 سم وعرض حوإلى 50 سم، حيث عثر بداخلها على تمثال من الألباستر بحجم كبير بارتفاع حوإلى متر، يصور التمثال لصاحب المقبرة جالس على كرسى ويرتدى باروكة شعر ويمسك بزهرة اللوتس بيده اليسرى على صدره. واليد اليمنى مفرودة على فخذه الأيمن ويرتدى رداءً طويلاً يمتد حتى الساقين ونقش على صدره وكتفيه 4 خراطيش ملكية يقرأ منها: تحتمس الثالث والرابع.
 
وأضاف أنه يوجد على جسم التمثال 3 أسطر من الكتابة الهيروغليفية ملونه باللون الأزرق فى وضع رأسى تحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة.
 
وتم العثور على لوحة جنائزية من الحجر الجيرى عليها نقوش، وأجزاء من بردية تحمل اسم صاحب المقبرة.
 
وقد تمكنت البعثة من الكشف عن عدد من اللقى الأثرية من بينها مجموعة من التماثيل الحجرية لشخص يدعى" نى سو حنو" وزوجته، وتماثيل من الخشب والحجر لشخص يدعى "شبسس كا" من عصر الأسرة الخامسة وتمثال حجرى لزوجته، وتمثالين خشبين لسيدة تدعى "شبسسكا"، وتابوت من الخشب الملون على هيئة آدمية من عصر نهاية الدولة الحديثة وبداية عصر الإنتقال الثالث، ومجموعة من موائد للقرابين، وأبواب وهمية، ومجموعة من التمائم المصنوعة من ألفيانس والأحجار، وتماثيل أوشابتى، وأجزاء من بردية، وقطع من البرونز، وجعارين، وأجزاء من أختام طينية، ومجموعة من الأوانى ألفخارية والأدوات التى كانت تستخدم فى ورشة التحنيط، ومجموعة من الأوانى ألفخارية التى تحوى جبنة مصرية قديمة (جبنة الماعز ) 600 ق.م، وتماثيل خشبية للمعبود بتاح سوكر أوزير، ونوأويس خشبية ملونة.
 
يذكر أن البعثة الأثرية المصرية بدأت عملها بموقع جبانة البوباسطيون منذ عام 2018 حيث تمكنت من الكشف عن مقبرة فريدة لكاهن من الأسرة الخامسة يدعى "واحتى"، بالإضافة إلى 7 مقابر صخرية منها ثلاثة مقابر من الدولة الحديثة، وأربعة من الدولة القديمة، وواجهة مقبرة من الدولة القديمة.
وفى عام 2019 تم الكشف عن خبيئة للحيوانات المقدسة والتى تحتوى على أكثر من ألف تميمة من ألفيانس، وعشرات التماثيل لقطط الخشبية، وموميأوات قطط، وتماثيل خشبية، وموميأوات لحيوانات مختلفة.
كما نجحت البعثة فى عام 2020 فى الكشف عن أكثر من 100 تابوت خشبى مغلق بحالتهم الأولى من العصر المتأخر داخل آبار للدفن، و40 تمثالاً لإله جبانة سقارة بتاح سوكر بأجزاء مذهبة، و20 صندوقا خشبيا للإله حورس. وقد تم تصنيف هذا الكشف كوأحد ضمن أهم عشرة اكتشافات أثرية لعام 2020، والأكثر جذبا للأنظار طبقا لمجلة الآثار الأمريكية   Archaeology magasine  
 
وخلال موسم حفائر البعثة فى العام الماضي، تمكنت من الكشف عن أول وأكبر خبيئة تماثيل برونزية بجبانة البوباسطيون بسقارة، تحوى على 150 تمثال برونزى لآلهة مصرية قديمة، بالإضافة إلى 250 تابوت خشبى ملون مغلق يحتوى على موميأوات.
ومن المقرر أن تستكمل البعثة أعمالها بالموقع خلال مواسم الحفائر القادمة فى محأولة للكشف عن المزيد من خبايا وأسرار هذه المنطقة.
 
 
 
 
 
 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة