لا تزال ازمة ارتفاع الاسعار للغذاء تمثل قلقا كبيرا لدى المواطنين الأوروبيين، حيث شهدت الدول الاوروبية ارتفاعا كبيرا فى المواد الغذائية، بالإضافة إلى استغلال بعض التجار لتلك الازمة للعرض منتجات مغشوشة بأسعار منخفضة، مما ادى إلى حالة من الغضب العارم مع ارتفاع نسبة التضخم الأوروبى.
وفى إيطاليا، يدعو العديد من المواطنين إلى تنظيم إضراب بسبب ارتفاع اسعار المكرونة 17%، مع زيادة فى سعر الغذاء بنسبة 16.5% وفقا لبيانات معهد الاحصاء الايطالى استات، مما اطلق العنان إلى سخط المواطنين.
وأعلنت جمعية المستهلكين فى إيطاليا، Assoutenti، "إضراب المكرونة" الذى سيستمر 15 يومًا على الأقل.
وأشارت صحيفة "الجورنال" الإيطالية إلى أنه وفقا لمؤشر أسعار المستهلك فإن الاسعار زادت بنسبة8.1% و8.7% خلال الاشهر الماضية، وهو ما يمثل ضربة للمواطن الإيطالى يجعله يعيش ازمة حقيقية.
ووفقا لمسح أجرته منظمة المكرونة الدولية، فإن المواطن فى بلد البحر الأبيض المتوسط يتناول حوالى 23 كيلوجرامًا من المكرونة سنويًا، وهو رقم يجعل ايطاليا الدولة الأكثر تأثراً فى العالم بارتفاع اسعارها.
وحددت وزارة التنمية الاقتصادية اجتماعًا طارئًا لأسابيع لمناقشة هذا الأمر، حيث لابد من وجود اتفاق بين الشركات والمصانع لتخفيض اسعار المكرونة واجراء تحقيق عاجل حول التقلبات والزيادة الكبيرة فى الاسعار.
ولكن إذا كان الارتفاع بنسبة 17% فى إيطاليا يمثل مشكلة بالفعل، فإن الأزمة فى المملكة المتحدة أسوأ. وفقًا لبيانات التضخم (السيئة) الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية فى البلاد، ارتفع سعر المكرونة بنسبة 27.7% على أساس سنوى، وسط موجة تضخم لا تزال تزداد سوءًا، كما ارتفعت اللحوم بنسبة 18.6%، والجبن والبيض بنسبة 29.3%، وزيت الزيتون بنسبة 46.4%
أما فى إسبانيا، فقد حذرت السلطات من وجود زيت زيتون مغشوش وسام على ارفف السوبر ماركت، وبدأت التحقيق مع الشركات المصنعة بتهمة ارتكاب جريمة ضد الصحة العامة، مع سحب 11 ماركة تجارية من الأسواق، وفقا لصحيفة "لاراثون" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن اتحاد جمعيات مستهلكى ومستخدمى الأندلس (Facua) أكدت أن أغلبية زجاجات زيت الزيتون الموجود الآن على ارفف السوبر ماركت لا يفى بالمتطلبات التى حددها القانون لزيت اليتون البكر حيث أنه لا يمكن تسويقه للاستهلاك لانه مشتق من وقود مصابيع الزيت القديمة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تصنيف هذا الزيت السام الذى تم بيعه فى إسبانيا بشكل مباشر على أنه "غير صالح للاستهلاك البشرى"، وتم التوصل إلى هذه النتيجة بعد أن أخذت منطقة سلامة الأغذية وصحة البيئة 17 عينة من الزيوت لتحليلها فى مختبر إكستريمادورا للأغذية الزراعية، حيث تم إجراء التحليلات الحسية على جميع الزيوت البكر وأيضا التحليلات الفيزيائية الكيميائية.
وذكرت خدمة الصحة إكستريمادورا أنه بعد إجراء التحليل الفيزيائى الكيميائى، تم اكتشاف أن بعض الزيوت المسحوبة من السوق كانت مغشوشة بزيت بذور اللفت أو الثفل أو زيت البذور، حتى الآن، تم تجميد حوالى 70000 لتر من هذه الزيوت، والتى تم تعبئتها فى عبوات بلاستيكية سعة 5 لترات.
والجدير بالذكر أن زيت الزيتون شهد ارتفاع جديد فى الأسعار فى إسبانيا ووصل لمستويات قياسية حتى أصبح شراءه رفاهية بعد أن كان من السلع الأساسية، وذلك بسبب انخفاض الإنتاج إلى النصف بسبب الجفاف.
وأدت موجة الجفاف والحر الشديدة ادت إلى انخفاض إنتاج 2022-2023 إلى النصف فى إسبانيا بإنتاج يزيد قليلا عن 660 ألف طن، تجاوز اللتر الخاص بالعلامة التجارية 6 يورو فى معظم الخطى وتتراوح قيمة العلامة التجارية للشركة المصنعة بين 7 و9 يورو.
وقال بريميتيفو فرنانديز، رئيس الرابطة الإسبانية لتعبئة النفط ومصافى التكرير "لم نشهد أسعارا كهذه من قبل، علينا أن نعود إلى ما قبل اليورو، عندما وصلوا فى بعض الحملات إلى 700 بيزيتا للكيلو. منذ ذلك الحين لم نشهد مثل هذه الزيادات القوية "، وأكد فرنانديز أن "الزيادة فى الأسعار فى إسبانيا تؤثر على الأسعار فى العالم حيث انها تمثل 55% من الإنتاج العالمى، وبصفتها اللاعب الرئيسى، فإنها تحدد الأسعار".
أما فى فرنسا، فقال وزير المالية الفرنسى برونو لو مير أن الحكومة تتجه إلى فرض غرامات ضريبية على كبار مصنعى الاغذية فى حال رفض التفاوض على خفض الاسعار، مشيرا إلى مبادرة لتشجيع المتاجر الكبيرة على خفض هامش الارباح من السلع الاساسية قد يؤدى فى النهاية إلى تراجع بعض اسعار الغذاء بواقع 13% فى الاسابيع الاخيرة.
وأشار لو مير إلى أنه فى حال رفض شركات الغذاء الكبيرة التفاوض فسيتم استخدام كل الوسائل المتاحة بما فى ذلك الضرائب لاسترداد الارباح المرتفعة التى تحققت على حساب المستهلكين.
وفى بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، التزامه بتقديم حزمة كبيرة من الدعم لمساعدة البلدان الأكثر تضررًا من ارتفاع تكاليف الغذاء العالمية ونقص الأسمدة وخاصة العديد من دول الكومنولث.
وذكر بيان على موقع الحكومة البريطانية الإلكترونى أنه بسبب الحرب فى أوكرانيا وصلت أسعار المواد الغذائية العالمية إلى أعلى مستوى لها منذ 50 عامًا ويواجه أكثر من 275 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم بالفعل جوعًا حادًا منذ بداية عام 2022.
ومن المتوقع أن يزداد بمقدار 47 مليون شخص إذا استمر الصراع مع حدوث أكبر ارتفاعات فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كما أن ارتفاعات الأسعار تدفع بالأسر إلى فقر مدقع، مع توقع دفع 1.4 مليون آخرين تحت خط الفقر فى كينيا، على سبيل المثال، نتيجة للأزمة العالمية.