انطلقت اليوم أولي جلسات ورشة العمل التصديقية لمنظمة الكوميسا، والمقرر استمرار فاعليتها حتي 31 مايو الجاري بمشاركة وفود من الدول الأعضاء بالمنظمة، ومقدمي خدمات الملاحة الجوية المتخصصين في مجال أنظمة الاتصالات والملاحة من الدول الأعضاء وعدد من ممثلى سلطة الطيران المدني المصرية، يأتي ذلك في إطار حرص الدولة المصرية الدائم على مد جسور التواصل لتحقيق الاندماج الإقليمي والتكامل مع دول القارة الإفريقية، وتماشيا مع إستراتيجية وزارة الطيران المدني القائمة على تعزيز التعاون وتوحيد الدور المشترك مع الأشقاء الأفارقة من أجل الوصول لأعلي معدلات النمو والتطوير في مجال النقل الجوى داخل القارة السمراء.
وأعرب الفريق محمد عباس حلمي وزير الطيران المدني عن تقديره وترحيبه بضيوف مصر المشاركين من الدول الأعضاء بالكوميسا، مشيرًا أن ورشة العمل تأتي تقديرا لدور مصر المحورى والرئاسي لانعقاد المنظمة في دورتها الحالية ومشيدًا بالتنسيق الفعال بين وزارة الطيران المدني ومنظمة الكوميسا والذي يعزز جهود التعاون في مجال الطيران مع مختلف دول العالم بصفة عامة والأشقاء الأفارقة بصفة خاصة.
ومن جانبه قدم أديكيني أولوينجي مدير عام النقل الجوي ورئيس الوفد المشارك في الكوميسا الشكر والتقدير للدولة المصرية على جهودها الفعالة في تسهيل إجراءات وصول المشاركين من الدول الأعضاء وتقديم كافة سبل الدعم لهم كونها الدولة المضيفة لورشة العمل واصفا إياها بأم الدنيا ومهد الحضارات وبلد العراقة والتاريخ، مشيرًا إلى ما لمسه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال منذ وصوله على أرضها، موجها الشكر لسلطة الطيران المدنى المصري برئاسة الطيار عمرو الشرقاوي، معربًا عن تقديره لفريق العمل المشترك من وزارة الطيران المدنى وسكرتارية المنظمة ومسئولي التنسيق على حسن التنظيم والإعداد لعقد هذه الورشه .
وأضاف أولوينجي أن جلسات العمل تهدف إلى مناقشة العديد من الموضوعات الهامة من بينها سبل المساهمة فى دعم و تطوير قطاع النقل الجوي والعمل على تفعيل سوق العمل الإفريقي الموحد وتحقيق الأجندة الأفريقية 2063، وتعزيز القدرات التنظيمية والمؤسسية لقطاع الطيران المدني في شرق وجنوب أفريقيا والمحيط الهندي وتحسين كفاءة الملاحة الجوية وفقًا للوائح وتعليمات المنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو) من خلال إدارة الحركة الجوية وعمليات المجال الجوي بكفاءة عالية.
وفي نفس السياق، أشار الطيار إلياس صادق مستشار وزير الطيران المدنى لشئون النقل الجوى في كلمته التي ألقاها أمام الضيوف المشاركين إلى أن هذه الجلسات ستوفر منتدى فعال للدول الأعضاء للنظر في الإطار المؤسسي الإقليمي المقترح واستعراض كافة التحديات المرتبطة بالنقل الجوي موضحًا أن القارة الإفريقية تعد موطنًا لما يقرب من 28 ٪ من دول العالم وهو يمثل فرصة سوقية ضخمة للنقل الجوي داخل إفريقيا ومع ذلك تشكل الحركه الجويه 2.1٪ من إجمالي الحركة الجوية العالمية.
وأكد على أهمية التعاون المشترك الذي يسهم في خلق مناخ فعال بالقارة السمراء ويعزز جهودها في مواصلة متابعة تنفيذ سوق النقل الجوي الأفريقي الموحد (SAATM) - كونه أحد المشاريع الرئيسية لجدول أعمال الاتحاد الأفريقي، والذي يهدف توطيد الاتصال داخل المنطقة بين المدن الرئيسية في البلدان الأفريقية وضمان توافرها وخلق سوق نقل جوي موحد في إفريقيا، حيث وقعت ست وثلاثون (36) دولة عضو في الاتحاد الأفريقي على الإلتزام الرسمي لدعم التشغيل الكامل وهو يشكل 89% من الحركة الجوية داخل أفريقيا وتقوم الدول الأعضاء والمجموعات الاقتصادية الإقليمية بتوطينها.
جدير بالذكر أن منظمة الكوميسا: تتكون من 21 دولة أفريقية وهم (مصر، جيبوتي، كينيا مدغشقر مالاوي موريشيوس، السودان زامبيا، زيمبابوي، رواندا، بورندي، ليبيا جزر القمر، إريتريا، إثيوبيا الصومال، تونس، المحيط الهندي، سيشل إسواتيني، جمهورية الكونغو الديمقراطية).
والهدف من إنشائها كمنظمة: هو التعاون بين الدول الاعضاء فى تحقيق تنمية مواردها الطبيعية والبشرية لمصلحة جميع شعوبها وتعزيز السلم والأمن في الأقليم.
كما إن تركيزها الأساسى ينصب على إنشاء وحدة اقتصادية وتجارية كبيرة تستطيع التغلب على بعض الحواجز التى تواجه الدول وهكذا فإنه يمكن تلخيص الاستراتيجية الحالية للكوميسا في عبارة " تحقيق الازدهار الاقتصادى من خلال التكامل الاقليمى ".