تزخر صحراء محافظة الوادي الجديد بالعديد من الدروب والممرات العتيقة التى سلكها إنسان ما قبل التاريخ واعقبه أجيال متوالية على مر العصور حتى يومنا هذا حيث جري إنشاء طرق رئيسية تربط المحافظة بوادي النيل والتى حصرها عدد من الرحالة الذين جابوا الصحراء الغربية ورصدوا تلك الدروب وانشأوا لها خرائط دقيقة وحددوا مسارات القدماء عليها واهمها 9 دروب تربط محافظة الوادي الجديد بوادي النيل شرقا ومنها درب ارمیا و مساره بطریق مباشر شمال غرب منخفض الخارجة بمسافة 200 كم تقریباً ، للربط بین الخارجة وأسیوط، وینتهى جنوب أسیوط بمسافة 25 كم تقریبـاً، ولا توجـد أیـة مصادر للمیاة فى هذا الدرب إلا بعد مغادرة الخارجة نفسها، فهناك مجموعة من الآبار فى أقصى شمال المنخفض فى منطقة عین الغزال، ویلتقـى هـذا الـد رب بـدرب الأربعـین عند نقطة مروره عبر الواحة الخارجة.
كما حدد الرحالة درب ممر نقب الرمیلة ویقع فى أقصى شمال شرق الخارجة، ویرتبط مباشرة بالطریق الرئیـسى الواصـل لأسـیوط بطول 210 كم تقریباً، واكتـشف هـذا الممـر كـل مـن بلونـدل عـام 1870 م، مـورتز عـام 1900م، واتفقـا علـى أن الطریـق مكـتظ بالرمـال، وأنـه یُعـد امتـداد لدرب الأربعین شمالاً ، وكذلك ممر الزاریبة وبدايته جنـوب أسـیوط بحـوالى 25 كم علـى حـدود الزاریبـة، ومـن هـذه المنطقـة تتفـرع مجموعة من الممرات المتفرعة والمتجهة إلى نقب الرمیلة ومنها للواحة الخارجة، ودرب الیابسة و مـساره إلـى الجنـوب مـن درب ارمیـا بحـوالى 13كم تقریبـاً، وربمـا اسـتخدم كبدیل عنه، وقد اكتشف بدنل صعوبة الـسفر عبـر هـذا الـدرب بـسبب كثـرة الـصعود والنـزول، نظـ اًر لطبیعتـه الجغرافية الـوعرة، إلا أنـه أسـهل مـن ممـر الرمیلـة، فالـدرب یبـدأ مـن الخارجـة مـرواًر بمنطقـة الیابـسة، ثـم یتجـه شـمالاً ثـم شـمال غـرب جبـل الغنایم، ونهایته شمال غرب طهطا بطول 180 كم تقریبا.
وقال الأثري الدكتور صبري يوسف الباحث في تاريخ الواحات فى تصريح خاص لـ اليوم السابع أن من بين تلك الدروب أيضا درب الرفوف ویبدأ من شمال شرق الخارجة بمسافة ٤٥ كم تقریباً، ویسمح بالصعود أعلى الهضبة، ثم یمتد شمال شرق المنحدر بحوالى ١٥ كم تقریباً قبل منطقة الكوامل، ومن هذا المكان إلى سوهاج بطول 33 كم تقريبا وكذلك درب أبو سروال وبدايته إلى الجنوب قلیلاً مـن درب الرفـوف، ویتـصل بـه مباشـرة بواسـطة ممـر شـاق جـداً فوق الهضبة، ثم منحدر فوق وادى حلاف، یتجه شمال شرق إلى بدایة طریق سوهاج، وهو أقصر الطرق إلى الخارجة. والدرب من الخارجة إلى وادى حلاف بط ول 160 كم تقریباً، ومن وادى حلاف إلى وادى النیل حوالى 12 كم.
واضاف صبري یوجد فى مسار الدرب منابع میاة فى قاعدة جبل الغنایم، والذى یبعد بمسافة 27 كم شمال شرق الخارجة، وهذا الدرب یمر بمنطقة الدیر شمال شرق قریـة المنیـرة الحالیـة - إحـدى قـرى الخارجـة - بحوالى 13 كـم تقریبـاً، بعـدها یبـدأ الـدرب فـى صـعود هـضبة مرتفعـة جـداً بواسـطة ممـر ضـیق، وهـذه الهـضبة تـسمى نقـب أبـو سـروال، وبعـد صـعود هـذا النقـب توجـد مـساحة شاسعة حجریة ومنبسطة أعلى الهضبة، یلتقى الدرب فوقها مع درب الأربعین، ثم یأخذ مساره شـرقاً إلـى سـوهاج، وأعلـى الهـضبة تظهـر بعـض المعـالم الأثریـة، منهـا العلامـات الموضوعة على مسارات الدروب، وهى عبارة عن أكوام صـغیرة مـن الحجـارة، وكـسرات من الفخار ترجـع إلـى عـصور مختلفـة، كمـا تجـدر الإشـارة إلـى وجـود الحفـرات الـصغیرة المنحوتـة فـى الـصخر، والتـى ربمـا اسـتخدمت كآنیـة لطعـام وشـ ارب الحیوانـات أثنـاء السفر.
واكد صبري أن من أهم الطرق القديمة أيضاً طریق جرجا، والذى یتصل بدرب الغبارى فى الخارجة، ثم یتجه شمال شرق إلى تندبة ثم أبو الزیار ومنها للأقصر، وهناك یلتقى مع طریق فرشوط، ویستطیع المسافر أن یعبر النیل شمالاً إلى جرجا، وقد عُثر بالمحطات الموجودة بطول الدرب على فخار یرجع تاریخه إلى عصور مختلفة، بدءً من العصر الحجرى الحدیث حتى الدولة الوسطى، وكذلك درب جاجا ويبدأ من شمال شرق قریة جاجا جنوب الخارجة، وهو طریق سهل ممتـد مـن الواحـة إلـى فرشـوط بطـول 224 كـم تقریبـاً، ویمتـد علـى بعـد ٧٥كـم شـرق درب الرفـوف، وهـو مـن الـدروب التـى وقـع علیهـا الإختیـار عـام 1900م لمـد خـط سـكة حدیـد، وبمـرور الوقـت تفرع منه طریق آخر یصل بین الخارجة وفرشوط بطول 180 كم.
وأوضح صبري أن درب بولاق من الطرق القديمة الهامة ویبعد عن درب أبى سروال بمسافة 35 كم جنوباً تقریباً، وبدایته بعد حوالى 25 كم شمال شرق قریة بولاق. وبعد صعود الهضبة یمتد مسافة یوم ونصف مشیاً على الأقدام، وأغلب مساره یعود لیتجه إلى الشرق، نحو نقطة الإتصال مع الطریق القادم من طریق جاجا، ومن نقطة المفارق یستمر الدرب إلى الرزیقات بطول 198 كم تقریباً من الخارجة، وكذلك درب دوش ويبدأ من باریس عبر دوش، وٕالى الشمال والشمال الشرقى من قریة دوش إلى وادى النیل، ویمكن قطع هذا الدرب خلال یومین مشیاً على الأقدام، ویتفرع منه محوارن، الأول یصل إلى إسنا، والثانى یتجه إلى إدفو، وقد عملت بعثة المعهد العلمى الفرنسى على هذا الدرب، وفى حصن دوش الرومانى، وكشفت عن بقایا أثریة من بینها مجموعة من الأوستراكا، وفى أحد المواقع التى ترجع لعصر الدولة الوسطى، عثر الدكتور أحمد فخرى على موقع به مناظر متنوعة، مثل النعام والغزال والطیور وغیرها، بالإضافة إلى مجموعة من النقوش التى أرّخها بعصر الدولة الوسطى.
وافاد صبري أن هناك بعض الدروب التى تربط بین عین أصیل ووادى النیل مباشرة دون المرور بالخارجة، ومن أهمها درب الخشابى ویبدأ من أقصى غرب الداخلة شرق قریة القصر بمسافة 15 كم تقریبا، ثم یستمر فى اتجاه الشرق والشمال الشرقى لیلتقى مع درب الطویل شمال عین أصیل، وینتهى عند منفلوط شمال أسیوط ، ودرب الطویل وهو مـن الـدروب الهامـة التـى تـربط عـین أصـیل بـوادى النیـل مباشـرة عبـر الـصح راء، دون المرور بالواحة الخارجة، حیث یبدأ من بلاط شمال ( عین أصیل ) ، متجهاً نحو الـشرق عبـر الـصحراء، وینتهـى عنـد بنـى عـدى – حـوالى 27 كم شـمال غـرب أسـیوط، والطبیعـة الجغرافية للـدرب لا تختلـف كثيرا عـن درب الغبـارى مـن حیـث انتـشار القمـم الصخریة، التى تحمل المخربشات بامتداد الدرب، وهذه المخربشات عبارة عن تـصاویر لاشكال حیوانیة وبشریة، ورموز وعلامات أغلبها تأثر كثیراً بعوامل التعریة. ولمـا شـاهد سـكان الواحـات هـذه المنـاظر غیـر المفهـوم مغزاهـا بالنـسبة لهـم، أطلقـوا علـى واحـد مـن التلال التى تحمل المخربشات اسم قارة التصاویر، وهـى مـن المنـاطق الهامـة الخاضـعة لإشراف وازرة الآثار.
واكد صبري أن مـن المظـاهر الأثریـة الواضـحة علـى الـدرب مجموعـة ارئعـة مـن المقـابر المنحوتـة فـى الصخر، ذات تخطیط معمارى متمیز، بالإضافة إلى الكسرات الفخاریـة المنتـشرة علـى جانبى الدرب وبكثرة فى أماكن المحطات، وهذا الدرب یعترض مساره نقـب مرتفـع، ممـا یجعل السفر خلاله من أصعب الرحلات، ومن المناظر والمخربشات التى تركها المسافرون على التلال الصخریة المنتـشرة بطـول الدرب؛ منظر یصور شخص ربما يكون حاكم الواحات یجلس وأمامه مائدة قرابين، وهـذا المنظر لا یختلف عن المناظر المصورة على لوحات الحكام فى جبانة قلاع الضبة.
والمح صبري أنه فـى عـام 1900م سـافر مونتيز عبـر هـذا الطریـق، وسـار بنظـام العٌقبـة بمـا یعـادل حوالى 60 كم یومیاً بالمـشى الـسریع، وبأحمـال خفیفـة علـى الجمـال، فقطـع الطریـق فـى أربعـة أیـام، ولـم یـسجل أحـد ممـن سـلكوا هـذا الـدرب أیـة نقـاط لمنـابع میـاه تمـد القوافـل باحتیاجاتها من الماء، سوى نقطـة واحـدة سـجلها عارنج كينج فـى بـدایات عـام 1900م، سـمّاها قـارة أبـو جـرار، حیـث لاحـظ عنـدها وجـود آثـار بئـر محـشو بخـشب قدیم، وحول البئر بقایا مبانى، وعملات بطلمیة، وبقایا زجاج، ومن خلال تقـاریر البعثـات الأجنبیـة التـى تعمـل بالـصحراء - مـشروع أكاسـیا- وقامـت على دراسة هذه الدروب، فإن كل الطرق الصح عامة تحتاج إلى حـوالى 16 یـوم لقطـع مـسافة 1000 كـم بمعـدل حـوالى 60 كـم یومیـاً، وأن درب الطویـل هـو أوسـع الدروب قاطبة، وإن كان أشهرها درب الأربعین.
تحديد-معالم-درب-الطويل-قبل-بدء-تنفيذ-طريق-عليه
تشكيلات-على-الصخور-الرملية-بطريق-الداخلة-الخارجة
خريطة-الدروب-الصحراوية-بالوادى-الجديد
خريطة-دروب-الصحراء-الغربية
خريطة-ممرات-ودروب-الصحراء
خريطة-ممرات-وطرق-الوادى-الجديد-القديمة
رسوم-تعبر-عن-اشارات-لانسان-ما-قبل-التاريخ
صخور-درب-الطويل
علامات-لإدارة-محمية-الجلف-على-درب-الطويل
مخربشات-درب-الغبارى
مخربشات-على-طريق-درب-الغبارى
مخربشات-ورسوم-لاسرة-فى-منطقة-الشيخ-مفتاح
نقوش-أثرية-على-صخور-احد-الدروب
الدكتور-صبري-يوسف-على-طريق-درب-الطويل
بقايا-حيوانات-على-درب-الطويل
