تمكنّ مصور بلجيكى، من التقاط صور مذهلة، ترصد تدفق بحيرة من حمم بركانية مشتعلة، رسمت أنماطا وأشكالا فاتنة أثارت ذهول جميع من شاهدوها، وحكى المصور البلجيكى، جيروين فان نيووينهوف، عن تجربته من خلال توثيق هذه اللقطات المذهلة فى أول يوم لثوران بركانى وقع فى آيسلندا أغسطس الماضى.
وفى أغسطس العام الماضى، ثار بركان فاغرادالسفيال، وكانت هذه المرة الثانية منذ آخر ثوران للبركان قبل عامين، ويقع بركان "فاغرادالسفيال" في شبه جزيرة ريكيافيك فى آيسلندا، والتى تُعد موطنا للعديد من العجائب الطبيعية الرائعة، مثل ظاهرة الشفق القطبى، وفقا لموقع CNN بالعربية.
المصور يلتقط الصور عن طريق طائرات الدرون
وفان نيووينهوف مقيم في آيسلندا منذ 7 أعوام، وركز طاقته لرصد الانفجارات البركانية، عن طريق طائرات الدرون.
وعلى مدار ستة أشهر خلال الثوران الأول، حرص مصور الدرون على توثيق كل جانب من جوانب الانفجار البركانى، وعندما بدأ الثوران الجديد، كان يعلم أنه يجب أن يكون هناك فى أقرب وقت ممكن.
المصور وسط الحمم البركانية
وفعلا، وصل فان نيووينهوف فى غضون ساعات قليلة بعد انفجار البركان فى أغسطس، وبدأ امتلاء الوادى بأكمله بالحمم البركانية، مما حوّل الموقع إلى بحيرة ضخمة مشتعلة.
وأكد المصور البلجيكى أن رؤية ثوران بركانى من الأعلى بمثل هذه التفاصيل أمر لم يصبح ممكنًا سوى مؤخرًا بفضل تقنية الطائرات من دون طيار.
شكل الحمم من الأعلى
وواجه فان نيووينهوف العديد من التحديات أثناء القيام بذلك، إذ تخلق الحرارة الشديدة المقترنة بالهواء البارد ظروفًا قاسية وعاصفة، والتى قد يكون من الصعب خلالها التحليق بطائرة ذاتية الطيران.
بحيرة من الحمم البركانية المشتعلة
وحاول فان نيووينهوف أيضًا الاقتراب قدر الإمكان من بحيرة الحمم البركانية، وكان عليه أن يخمن المسافة الأقرب الممكنة، وأتلف فان نيووينهوف طائرة من دون طيار فقط لأنه اقترب من بحيرة الحمم البركانية لفترة طويلة، ولكنه يرى أن الأمر استحق العناء بعد رؤيته اللقطات التى تمكنت كاميرا الدرون من رصدها.
ويصف فان نيووينهوف مشهد بحيرة الحمم البركانية من الأعلى بكونها أشبه بـ"مجموعة من الأوردة، ما يبعث الحياة بمنظر طبيعي جديد كليّا.
وكشف المصور البلجيكي عن تلقيه رسائل بانتظام من علماء البراكين، الذين يعبرون عن امتنانهم له لالتقاط هذه اللقطات، والتي تتيح لهم معرفة المزيد عن تدفقات الحمم المشتعلة في بحيرات الحمم البركانية.
ويسعى فان نيووينهوف، من خلال شغفه بالتصوير الجوي، إلى تقديم لمحة عن جمال وقوة الطبيعة الأم، وخاصة البراكين، قائلا : "يرى الناس البراكين على أنها قوة مدمرة هائلة، ولكنها عنصر يمنح الحياة لكوكبنا، إذ تخلق مناظر طبيعية جديدة تشكّل كوكبنا. إنها بمثابة الدم الذي يخلق أرضًا جديدة".