أنا أم لأربعة أبناء، مشكلتي هي الانفعال المستمر وكثرة الصراخ، لم أعد احتمل كما كنت، اعتدت على وجود المشكلات في بيتي بيني وبين زوجي كل يوم تقريبًا أصرخ وأثور، شعرت بآلام ناحية القلب فذهبت للطبيب وأجريت تخطيطًا للقلب ولم أجد شيئًا واخبرني الطبيب أن حالتى هي نفسية بحتة ونصحني بالذهاب إلى الطبيب النفسي، أشعر بزيادة ضربات القلب وآلام في الصدر، حياتي لا تخلو من المشاكل أبدًا، حاولت أن اتحكم في أعصابي بلا فائدة ولم أعد احتمل فبماذا تنصحني؟
القارئة العزيزة، نقلنا مشكلتك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشاري الصحة النفسية الذي قال: أود أن اطمئنك في البداية أن لكل مشكلة حل بإذن الله، فنحن لم نخلق للألم والعذاب واليأس، ولكننا أحيانًا قد لا نرى الحل بمفردنا، وأحيانًا أخرى لا نستطيع تطبيقه بدون مرشد أو أخ أو صديق حكيم نثق به.
كثرة الانفعال وثوران المشاعر والصراخ المستمر تقع ضمن قائمة الانفعالات العاطفية السلبية التي غالبًا ما يكون سببها هو التوتر والقلق النفسي، هذا القلق يترتب عليه مجموعة من الآثار النفسية وأحيانًا ما يزيد عوامل الخطورة هو وجود آثار سلبية تنعكس على صحة الشخص الجسدية كاستمرار آلام الصدر قرب منطقة القلب حتى مع سلامة الفحوصات، ويحدث ذلك نتيجة الضغط النفسي، فأكثر العضلات تأثرًا بالحالة النفسية هي عضلات الصدر، فأرجو أن تطمئني تمامًا أنه ليس لديك مشاكل بالقلب كما أوضح لكِ الطبيب، وهذه أعراض "نفسجسمية" ستختفي بإذن الله مع استقرار حالتك.
قبل العلاج علينا أولًا معرفة الأسباب الحقيقية وتداركها، ثم معالجة ما استطعنا منها قدر الإمكان، فالغضب والانفعال يحدث معهما زيادة شديدة في درجة نشاط الجهاز العصبي اللا إرادي قد ينتج عنه أخطاء جسيمة نتيجة توقف قدرة الشخص على التفكير السليم وكثيرًا ما يصدر عنه سلوكيات أو كلمات يندم عليها في كثير من الأحيان وقد لا نستطيع إصلاحها بسهولة.
قد تحمل شخصيتك سمات القلق بطبيعتها، وقد يكون ذلك نتيجة الاحتقانات النفسية السلبية المتكررة غير المعالجة، نحن لم نعرف أسباب المشكلة وهذا أمر ضروري أن نستمع لكِ ولزوجك حتى نتمكن من إسداء الرأي بمهنية، علينا أن نعلم عن شخصية زوجك وعن طبيعة المشكلات وهذا أمر ضروري.
وعلى العموم فإنه لا يوجد بيت يخلو من المشكلات، والسعيد هو من حاول أن يكظم غيظه فكما قيل إن مالك روحه خير من شخص يملك مدينة بأكملها، عودي نفسك على عدم الكتمان ولكن علينا مراعاة أمرين وهما توقيت النقاش، وطريقة الحديث، فكثيرًا ما نفقد حقوقنا لعدم مراعاة تلك الأمور.
ومن الأسباب المتعارف عليها لكثرة الانفعال والغضب المستمر، التشبث بالرأي، عدم تقدير الأمور بشكل دقيق، عدم القدرة على تجاهل الأخطاء البسيطة والتعليق على كل كلمة، العجلة وقلة الصبر، والطريقة الأولى لتجنب الغضب هي تجنب أسبابه التي ذكرناها، عند الغضب علينا ألا نقول شيئا ولا نفعل شيئا، غيري وضعك فإن كنتِ جالسة قفي وإن كنتِ واقفة اجلسي، أو اذهبي إلى مكان آخر في الحال فهذا الفعل يحمينا من الآثار السلبية المترتبة على الانفعال والندم الذي يليه أو تجنب صعوبة الأمر وتعقيده، فاستثارة المشاعر لم نسمع إنها حلت أية مشكلة أبدًا على مر العصور.
في أوقات الغضب علينا أن نفكر في عواقبه، مثل تخيل شكل النار أو الأسرة المشتتة والمتفككة، تخيلي شكل مكافأة من كان حكيمًا واستطاع أن يهدم ويخذل عدو الخير ومن يريد دمار الأسرة وتفككها. وهنالك العديد من الوسائل السلوكية النفسية لتقليل حدة الانفعالات السلبية مثل ممارسة رياضة المشي، قراءة موضوعات ايجابية بسيطة كل يوم، مصادقة الصالحين من الناس، الاشتراك في نشاطات اجتماعية والترويح عن النفس بشكل مستمر، وإن لم نستطع فعل ذلك فالطبيب النفسي قد يصف بعض الأدوية البسيطة التي لا تحمل السمات الإدمانية والتي تقلل من الانفعالات السلبية وتريح الأعصاب ولككنا لا نعتمد علي ذلك من البداية. نرجو أن يعيد الله السلام إلى بيتكم بعد محاولة تطبيق الارشادات المذكورة.
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة