تمر اليوم ذكرى وقوع معركة الولجة والتي وقعت فى مايو عام 633م، شهدتها بلاد الرافدين، ودارت رحاها بين جيش الخلفاء الراشدين بقيادة خالد بن الوليد، والإمبراطورية الفارسية وحلفائها، وانتصر فيها المسلمون على الرغم من أن قوات الفرس فيها كانت ضعف قوات الأعداء.
يقول كتاب "عبقرية خالد" لعباس محمود العقاد عن الواقعة:
عبقرية خالد
وكان خالد كعادته في الحيطة والمبادرة، فاستبقى طائفة من جيشه في البلاد التي فتحها حماية لظهره واستعدادًا لمن يجترئ عليها بعد مسيره، وتقدم إلى الولجة على تعبئة كاملة بمن معه جميعًا، ثم فصل طائفتين من الجيش في أثناء الطريق؛ ليكمنا على مقربة من الولجة ويلتفا في ساعة الحرج بالجيش الفارسي من ورائه. فطالت المدافعة والمراوغة بين الفريقين قبل أن يظهر الكمينان، وتردد النصر بين الفرس والمسلمين تارة هنا وتارة هناك حتى ظن الفرس أنهم من النصر قاب قوسين أو أدنى، ثم ظهر أحد الكمينين وظهر الكمين الآخر قبل أن يفيق الفرس من دهشة الكمين الأول، فتولاهم إعياء اليأس بعد إعياء المصابرة والمجاهدة، وولوا مدبرين وهم يتخففون من السلاح والعتاد في مهربهم … فكثر منهم القتلى والأسرى كما كثر نصيب المسلمين من الغنائم والأسلاب.